خفضت محكمة الاستئناف العسكرية بتونس الثلاثاء عقوبة المدون ياسين العياري الذي أدين بالإساءة للجيش عبر الإنترنت، إلى السجن ستة أشهر بعدما كانت المحكمة الابتدائية العسكرية قضت بسجنه سنة واحدة. وأعلنت قاضية بمحكمة الاستئناف العسكرية في جلسة قصيرة حضرها ياسين العياري، أن المحكمة خفض العقوبة إلى ستة أشهر. وقالت سيدة العياري والدة المدون لفرانس برس "أحس بمرارة كبيرة. بعد الثورة يتم الزج بشباب الثورة في السجون إرضاء لأشخاص" معتبرة أن القضاء العسكري "لم يكن عادلا"، وأن "قضية ياسين قضية سياسية بامتياز". وياسين العياري (33 عاما) من بين نشطاء الإنترنت والمدونين التونسيين المعروفين بمعارضة وانتقاد نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي أطاحت به الثورة في 14 يناير 2011. وقد واصل التدوين بعد الإطاحة ببن علي. وهذا المدون هو نجل الطاهر العياري العقيد بالجيش التونسي الذي قتل خلال مواجهات جرت في مايو 2011 بين وحدة من الجيش وإسلاميين متطرفين في الروحية من ولاية سليانة (شمال غرب). وكان الطاهر العياري، الضابط العسكري الأرفع رتبة الذي يقتل في الميدان في تونس منذ استقلال البلاد عن فرنسا سنة 1956. وأمام محكمة الاستئناف العسكرية، تجمع نحو 30 شخصا من المتعاطفين مع ياسين العياري مرددين "يسقط، يسقط قاضي العسكر" و"حق التدوين.. واجب" و"حق التعبير.. واجب" و"كشف الفساد.. واجب". وقال المحامي مالك بن عمر، رئيس هيئة الدفاع عن ياسين العياري لفرانس برس، إن المحامين سوف "يتشاورون" مع المدون حول احتمال تعقيب الحكم من عدمه. وأدين العياري بتهمتي "المس من كرامة الجيش الوطني بنشر وإفشاء أحداث تتعلق بالسلطة العسكرية" و"المس من كرامة الجيش بما من شأنه أن يضعف في الجيش روح النظام العسكري والطاعة للرؤساء" حسب نص الاتهام الرسمي.