قالت منظمة أطباء بلا حدود، إن آلاف اللاجئين الذين فروا من الأزمة في إفريقيا الوسطى، يعانون من الجوع وهم مهددون بسوء تغذية في شمال شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية حيث لجأوا. وكتبت المنظمة غير الحكومية، في بيان، أن "غالبية هؤلاء اللاجئين تعتمد على سخاء السكان المحليين" الذين يعانون هم أصلا من العوز وسوء الحال، مضيفة أن "الوصول إلى الغذاء ومياه الشرب محدود بالنسبة للجميع. تؤدي هذه الظروف الهشة إلى مشكلة سوء تغذية وانتشار الأمراض المرتبطة بنقص المياه". وفي غضون أسبوع، عالجت منظمة أطباء بلا حدود، أطفالا يعانون من سوء تغذية حاد. وقالت آن كابو (73 عاما)، وهي لاجئة تعيش مع عائلتها في جمهورية الكونغو الديموقراطية، منذ شهر مايو، لمنظمة أطباء بلا حدود "أحيانا أعمل ليوم لحساب سكان محليين، وأحصل في المقابل على أوراق نباتات يستخرج منها دقيق نشوي لتامين قوت عائلتي". وأضافت "ناكل ما أمكننا الحصول عليه، لكننا نأكل أساسا من أوراق هذه النباتات. وأحيانا نبقى يوما أو يومين من دون أكل". وأعتبرت الادارة العامة للهجرة، وهي هيئة حكومية كونغولية، أن حوالى 30 ألف مواطن من جمهورية إفريقيا الوسطى عبروا منذ ديسمبر نهر أوبانغي للوصول اإى مقاطعة خط الاستواء في شمال شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية. من جهتها قدرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة عددهم ب20 ألفا. واللاجئون الكثر الذين بقوا على ضفة النهر، ستنقلهم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين قريبا إلى مخيم داخل المنطقة. وقالت منظمة أطباء بلا حدود "في هذه الاثناء، تبقى حاجات المساعدة الإنسانية للسكان اللاجئين ضخمة". ومنذ بداية أنشطتها في المنطقة في السادس من فبراير، عاينت المنظمة غير الحكومية 754 شخصا وعالجت 72 مريضا، وحصل كل ذلك في مراكز صحية عدة على طول ضفة النهر. ومنذ تولى ائتلاف سيليكا المتمرد السابق (غالبيته من المسلمين وطرد بدوره في يناير 2014)، السلطة في مارس 2013، غرقت جمهورية إفريقيا الوسطى في أزمة أمنية وسياسية غير مسبوقة. وميليشيات «انتي بالاكا» التي تشكلت ضد سيليكا تعد غالبية من المسيحيين. وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن "اللاجئين يروون أنهم ضحايا اعتداءات وعمليات خطف واغتصاب وهجوم وتهديد من قبل مجموعات مسلحة من جهة إفريقيا الوسطى. لكن بعضهم يختار مدفوعا بالجوع، العودة إلى جمهورية الكونغو الديموقراطية بحثا عن الغذاء".