«الدواء فيه سم قاتل».. تلك المقولة ذاع صيتها في فيلم عربي قديم، حول احتواء دواء على مادة بها سموم قاتلة، ليتم تداولها بعد ذلك على كل ما له علاقة بالأدوية التي تعرض حياة المرضى للموت المفاجئ، قد لا يتخيل البعض أن يتناول عقارا لعلاج اضطرابات في المعدة فيتسبب في تعرضه إلى التقيؤ والغثيان بل إلى الموت المفاجئ. «الدومبيريدون- Domperidone» مادة فعالة تستخدم في الكثير من الأدوية لعل أشهرها عقار ال«موتيليوم- Motilium» لعلاج اضطرابات المعدة، وهو العقار الذي أثار جدلاً واسعا بانتشار بين المرضى حول خطورة استخدامه لاحتوائه على تلك المادة، ما جعل وزارة الصحة تصدر قرارا بحظر عدد من المتسحضرات الصيدلية التي تحوي مادة «الدومبيريدون». ما بين القيل والقال والتخبط في المعلومات الطبية، التي صاحبتها حالة من الهلع والفزع من تلك المادة، وما سببته من حالات موت مفاجئ، بحسب تقرير نشرته المجلة العلمية المستقلة «Prescrire» بفرنسا، خاضت «الشروق» تلك الطريق لفتح ملف الدواء القاتل -كما اشتهر بين الناس- لحسم الجدال الدائر ووالوصول لآخر التوصيات الطبية حول «الدومبيريدون». موت مفاجئ.. يعقبه تحذير «الصحة العالمية» خيوط قصة الدواء القاتل بدأت بتقرير نشرته المجلة العلمية المستقلة «Prescrire» بفرنسا، الذي أفاد بأنه في عام 2011 توفى ما يتراوح بين 25-123 شخصا بشكل مفاجئ بسبب تناول ال«موتيليوم- Motilium» الذي يحتوي على المادة الفعالة «Prescrire»، والذي انتهى بالتوصية بسحب الدواء من الأسواق نهائيا. وفي عام 2012، نشرت منظمة الصحة العالمية مقالا حول توصية وزارة الصحة الكندية بشأن مادة «الدومبيريدون» التي أوصت بأنه «ينبغي تناول أقل جرعة ممكنة في البالغين، كما أظهرت الدراسات الوبائية الأخيرة أن استخدام تلك المادة الفعالة قد يتضاعف مع زيادة خطر عدم انتظام ضربات القلب أو الموت القلبي المفاجئ، وخاصة في المرضى الذين يتناولون جرعات يومية أكبر من 30 ملغ، والمرضى من كبار السن . وعلى الجانب المحلي أيضا نشرت الكثير من وسائل الإعلام المختلفة تقارير تحذر من استخدام جميع المستحضرات الطبية التي تحتوي على مادة الدومبيردون، إلا أن التحذيرات لم تلق آذانا صاغية لها، فالشركة المنتجة للعقار ما زالت خطوط إنتاجها تضخه إلى الصيدليات، لستقر في معدة ضحية محتملة جديدة تفتك بها مادته الفعالة. الصحة تحظر الدواء الدولة متمثلة في وزارة الصحة اتخذت تدابير وقائية من خطر ذلك العقار، فصدر قرار وزاري يحمل رقم «828 وبتاريخ 15-12- 2014» بحظر تداول أي مستحضرات صيدلية تحتوي على تركيز أعلى من 10 مجم من مادة «الدومبيريدون»، كذلك منع تداول الأقماع «اللبوس» التي تحتوي على ذات المادة الفعالة بتركيز 10 و 60 مجم، حسب الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة. مكامن الخطر والأمان حاولت «الشروق» التعرف أكثر على العقار الذي أثار جدلا واسعا لتوضيح مكامن الخطر والأمان من مركز اليقظة الدوائية المصري التابع لوزارة الصحة، الذي افادنا مديره العام، الدكتور عمرو سعد، بأن تحديد النفع أو الضرر من مادة «الدومبيردون» ليس مطلقاً، فالمهم هو تحديد ميزان المنافع من المخاطر، وأنه بناء على تقارير منظمة الصحة العالمية والقوانين الأوروبية والأمريكية أقرت وزارة الصحة المصرية عدم وجود أي مشاكل لمادة الدومبيردون المستخدمة في عقار الموتيليوم بالتركيزات المحددة وهي ال10 مجم أو أقل. وأكد أن المشكلات التي صاحبت العقارات التي تحتوي على مادة «الدومبيريدون» تضمنت التركيزات العالية لتلك المادة الفعالة، وخصوصا على شكل أقماع 10 و60 مجم، واللذان تم سحبهما من الأسواق. التوصيات الطبية النهائية للمستحضرات مادة «الدومبيردون» وحدد مركز اليقظة الدوائية المصري التوصيات النهائية لعقار الموتيليوم وهى كالتالي: 1- سحب الأقراص التي تحتوي على تركيز أعلى من 10 مجم. 2- الإبقاء على الأقراص بتركيز 10 مجم. 3- تقنين الجرعة للبالغين الذين يصل وزنهم 35 كجم ب10 مجم تصل إلى ثلاث مرات يوميا عن طريق الفم، وللأطفال والمراهقين الذين يقل وزنهم عن 35 كجم: ب25 مجم من وزن الجسم عن طريق الفم يصل إلى ثلاث مرات يومياً. 4- قصر دواعي الاستخدام على الغثيان والقيء ومنع استخدامه في حالات الانتفاخ والحموضة. 5- وضع حد أقصى لمدة العلاج لا تزيد عن أسبوع. للاطلاع على منشور مركز اليقظة الدوائية بخصوص الموتيليوم كاملا يرجي الضغط هنا قاتل مرضى القلب هل العقار يؤثر على مرضى القلب؟.. سؤل عرضناه على وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، الذي أوضح رئيس الوحدة والمستشار الطبي لمركز الحق في الدواء، الدكتور محمد عز العرب، أن مادة «الدومبيريدون» هي المادة الفعالة في عقار «الموتيليوم» تحدث مضاعفات خطيرة قد تؤدي للوفاة لمن يعانون بمشاكل في القلب كالروماتيزم في القلب، أو قصور في الشريان التاجي، وممن يعانون من أي مشاكل سابقة في القلب. وأوصى مركز اليقظة الدوائية بمنع استخدام المستحضرات التي تحتوي على مادة الدومبيردون لمن يعانون من انخفاض معتدل أو حاد في وظائف الكبد، والذين لديهم مشاكل في النشاط الكهربائي في القلب. «الدومبيريدون» لم يحصل على اعتماد «الصحة العالمية» دخلت في الملف منظمة الأغذية والدواء الأمريكية «FDA» التي كشفت أن مادة «الدومبيريدون» لم تحصل على اعتماد من منظمة الصحة العالمية باستخدامها كمادة فعالة في أي عقار سواء لكبار السن أو الصغار»، حسب ما أكده الدكتور محمد عز العرب، رئيس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، الذي طالب الإدارة المركزية للشؤون الصيدلية بإلزام الشركات المنتجة للدواء بوضع تحذير على علبة الدواء من الخارج بموانع الاستعمال. المنع هو الأفضل ونصح رئيس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، أنه لا داع من استخدام مادة «الدومبيريدون» الذي يحويها عقار «الموتيليوم» طالما أن منظمة الأغذية والدواء الأمريكية «FDA» لم تصرح باستخدامه. محمود فؤاد، رئيس المركز المصر ي للحق في الدواء، قال: «إن استهلاك "الموتيليوم" الذي يحتوي على تلك المادة في مصر يقدر ب37 مليون جنيه في 2012 هذا ما أكده، أنه طبقا لشركة الإحصاء الانجليزية «IMS» المصريين استهلكوا دواء الموتيليوم في 2012 ب 37.700 مليون جنيه. منشور وزارة الصحة لتقنين جرعات الموتيليوم