أدان المندوبون الدائمون لدى الجامعة العربية، خلال اجتماعهم التشاوري الأربعاء، الأعمال الإرهابية في ليبيا واستهداف 21 مواطنا مصريا بالذبح علي أيدي تنظيم "داعش" مؤكدين ضرورة التكاتف لمواجهتها. وأكد السفير نذير العرباوي، مندوب الجزائر الدائم لدى الجامعة العربية مجددا الإدانة الشديدة لجميع الأعمال الإرهابية التي تشهدها ليبيا، داعيا إلى ضرورة الإلتزام بمواصلة الجهود الحثيثة وبالتنسيق مع دول الجوار والفاعلين الدوليين لتشجيع جميع الأطراف الليبية التي تنبذ العنف والاحتكام للغة الحوار والتوافق من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية. وجدد إدانته للمجزرة البشعة التي اقترفتها الأيادي الأثمة لعناصر التنظيم الإرهابي في حق الرعايا المصريين الأبرياء في ليبيا، وقال، في كلمة له أمام الاجتماع، "إن ما يعيشه العالم العربي من أعمال عنف ومواجهات مسلحة وأعمال إرهابية يتنافى مع أبسط قواعد الدولية والقيم الأخلاقية والإنسانية. ومن جهة أخري، أكد العرباوي أن ما يشهده اليمن الشقيق يعد مرحلة فارقة من تاريخه بسبب التطورات والمستجدات الخطيرة جراء تصعيد المواقف من قبل بعض الأطراف بما يؤدي إلى إجهاض العملية السياسية وزيادة حالة الانقسامات وأعمال العنف وانتشار الأعمال الإرهابية يهدد أمن واستقرار ووحدة اليمن الشقيق ويعرضه لأفدح المخاطر ويقوض السلم والأمن الاقليمي والدولي. وقال "إن هذه التطورات الخطيرة والتحديات المعقدة لا يمكن للشعب اليمني مواجهتها دون تضامن ودعم الجامعة العربية والمجتمع الدولي في ظل احترام سيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، مؤكدا ضرورة أن تكون الجامعة العربية جزءا من الحل وليس جزءا من تعقيد الأزمة وانهيار العملية السياسية، وأن تساهم في الجهود الأممية لمساعدة الأشقاء في اليمن للخروج من الأزمة الراهنة حتى نتفادى تكرار النموذج السوري الذي حصد بالنتيجة مظاهر التطرف والإرهاب في سوريا وانتشارها في العراق". وقدم مندوب الإمارات السفير محمد بن نخيرة الظاهري، في كلمته أمام الاجتماع، تعازي دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وحكومة وشعبا إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة قيادة وشعبا وإلى أهالي ضحايا الجريمة الإرهابية التي جرت على الأراضي الليبية داعيا لهم بالصبر والسلوان. وقال"إن بلادي تدين الجرائم الِشنعاء التي يرتكبها تنظيم "داعش"، والتي مازالت جرائمهم تتوالى بقتل الأبرياء وها هم يعتدون على 21 من أشقائنا المصريين بسفك دمائهم البريئة ومازلنا نؤكد أن هذه الجريمة البربرية الشنعاء وغيرها من الجرائم لن تزيدنا إلا إصرارا وقوة وعزما وستعزز من تعاوننا مع شركائنا في التصدي للتهديدات الإجرامية لتنظيم "داعش" وغيرها من المنظمات الإجرامية والإرهابية حتى يتم اجتزاز هذه الآفات من المنطقة العربية برمتها". وأضاف الظاهري أننا نؤكد على تضامن دولة الإمارات العربية المتحدة الكامل والتام مع مصر الشقيقة في مواجهة الإرهاب والتطرف وتضع كل إمكانياتها لدعم الجهود المصرية في مكافحته حتى يتم دحره واستئصاله نهائيا.. ونؤكد أن الإمارات تدعم وتؤيد كافة الإجراءات التي تتخذها مصر لحماية أمنها واستقرارها وللحفاظ على سلامة مواطنيها. وشدد على أن هذه الجريمة البشعة تؤكد على ما نادينا به من ضرورة دعم الدول العربية والأسرة الدولية للشعب الليبي الشقيق بقيادة البرلمان الليبي المنتخب وحكومته التي انبثقت عنه لبسط سيادتهم على سائر التراب الوطني وضرورة رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي بتمكينه من التصدي لهذه التنظيمات المتطرفة التي انتشرت على الأراضي الليبية، حيث أن استقرار ليبيا بعيدا عن التطرف والإرهاب يمثل ضرورة عربية ودولية ويعزز أمن المنطقة ودول الجوار. وتابع "إن المأساة التي تعيشها أوطاننا العربية من جراء استشراء الإرهاب الغاشم على أيدي المتطرفين والفئات الباغية التي ترعاها هذه التنظيمات الإجرامية والتي ترتكب هذه الجرائم الوحشية يوما بعد يوم تتطلب منا التكاتف والوقوف معا لمواجهتها حتى يتم دحرها واستئصالها من جذورها.. ودولة الإمارات تؤكد على إدانتها ورفضها المطلق للإنقلاب الحوثي في اليمن الشقيق وكل ما يترتب عليه، ومحاولات فرض الأمر الواقع بالقوة". وقال الظاهري "إننا نؤكد دعم السلطة الشرعية وإدانة استمرار احتجاز فخامة الرئيس اليمني ورئيس الوزراء والمسئولين من قبل الميليشيات الحوثية، مطالبا بإطلاق سراحهم فورا والانسحاب الكامل من المناطق التي يسيطرون عليها وتسليم الأسلحة التى استولوا عليها من المنشآت العسكرية والأمنية والعمل على الاستقرار من خلال الانخراط في العملية السياسية". وأضاف أن دولة الإمارات تدعم جهود كافة القوى اليمنية التي تسعى بطرق سلمية ودون استخدام العنف والتهديد لاستئناف العملية السياسية من خلال إقرار الدستور والترتيب للانتخابات الرئاسية والبرلمانية وبناء الجيش والأمن ومؤسسات الدولة على أسس وطنية، وذلك وفقا لمرجعية المبادرة الخليجية والياتا التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني بما يحافظ على وحدة اليمن وأمنه وسلامه الاجتماعي. وأكد ضرورة تنفيذ مجلس الأمن الدولي لكافة قراراته ذات الصلة باليمن خصوصا وأن ما يجري في اليمن الآن يشكل تهديدا للأمن والسلم الدوليين في المنطقة والعالم كله. وبدوره، دعا السفير خليفة بن علي الحارثي مندوب سلطنة عمان الدائم لدى الجامعة العربية وسفيرها لدى جمهورية مصر العربية، للعمل على مكافحة الإرهاب، ومعالجة جذوره ومسبباته. وأكد الحارثي، في كلمة مقتضبة له أمام الاجتماع، إدانة السلطنة للجريمة البشعة والمتمثلة في قتل 21 مواطنا مصريا، ووقوف بلاده مع مصر وشعبها الشقيق، ناقلا تعازي السلطنة لأسر الضحايا ولمصر في هذا المصاب الأليم. كما أكد السفير محمد الهيصمي مندوب اليمن لدى جامعة الدول العربية أن اليمن يمر بمرحلة فارقة وظروف مصيرية تستدعي وتتطلب تحركا عاجلا بغرض مساعدتها على تجاوز الأزمة الراهنة بحلول سلمية توافقية تخرج الوطن اليمني من هذه الأزمة وتضمن المحافظة على كيان الدولة ومؤسساتها ووحدة الأراضي اليمنية وسلامتها. وشدد، في كلمته أمام اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين الذي عقد اليوم بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، على أهمية إتاحة الفرصة والوقت الكافيين لعملية الحوار الجارية والمستمرة حاليا بإشراف الأممالمتحدة ممثلة في مبعوثها جمال بن عمر الذي يبذل جهودا حثيثة ومتواصلة في سبيل إنجاح عملية الحوار الذي عن طريقه فقط يمكن الحيلولة دون وقوع اليمن في دوامة العنف وهاوية الفوضى التي لا يعلم مداها إلا الله. وجدد مناشدة بلاده للدول العربية بالإسراع إلى نجدتها قبل فوات الأوان، على أن يكون ذلك من خلال المساعدة في التوصل إلى حلول سلمية توافقية تنطلق من المرجعيات المبدئية الثابتة الثلاث، وهى المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، واتفاقية السلم والشراكة الوطنية.