تحيي منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" يوم السبت القادم، اليوم الدولي للغة الأم 2015 تحت شعار "التعليم الجامع عبر اللغة وباستخدامها – فللغات وزن"، حيث يهدف الاحتفال هذا العام إلى تقديم الدليل على أن جودة التعليم اللغوي (ولاسيما التعليم المتعدد اللغات) وسيلة فعالة لضمان الاندماج في التعليم وذلك لإعداد مواطنين عالميين. فإذا أتيح هذا التعليم بالطريقة المناسبة، بإمكانه أن يزود الدارسين بالمهارات اللغوية التي يحتاجون إليها، للمساهمة في المجتمع بفعالية من أجل بناء عالم أكثر سلامًا وشمولاً واستدامة. كما يوفر تعليم اللغات إطارًا لنقل القيم والمعارف التي تعزز الشعور بالانتماء إلى المجتمعين المحلي والعالمي، والتي تجسد ركيزة الالتزام المدني. وكانت اليونسكو قد أعلنت اليوم الدولي للغة الأم في نوفمبر عام 1999، ويحتفل بهذه المناسبة في 21 فبراير من كل سنة في شتى أنحاء العالم. ويهدف هذا الاحتفال إلى تعزيز التنوع اللغوي والتعليم المتعدد اللغات، وتسليط الضوء على ضرورة زيادة الوعي بأهمية التعليم القائم على اللغة الأم. ويجسد التنوع اللغوي والثقافي القيم العالمية التي تسهم في تدعيم أسس الوئام والتلاحم في المجتمعات. وفي مايو عام 2007 أهابت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها 266/61 ، بالدول الأعضاء التشجيع على المحافظة على جميع اللغات التي تستخدمها شعوب العالم وحمايتها. وأعلنت الجمعية العامة، في نفس القرار سنة 2008 باعتبارها سنة دولية للغات، لتعزيز الوحدة في إطار التنوع ولتعزيز التفاهم الدولي من تعدد اللغات والتعدد الثقافي. وأشارت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو في رسالتها بهذه المناسبة، إلى أنه في عام 2015 يحتفل بالذكرى السنوية 15 لليوم الدولي للغة الأم، حيث تمثل هذه السنة منعطفًا بالنسبة إلى المجتمع الدولي، إذ أنها الموعد النهائي المحدد لإنجاز الأهداف الإنمائية للألفية، وهي السنة التي ستضع فيها البلدان خطة عالمية جديدة للتنمية المستدامة. وأضافت بوكوفا، أنه يجب أن تتمحور خطة ما بعد 2015 حول أولوية النهوض بالتعليم الجيد للجميع، أي توسيع نطاق الانتفاع بالتعليم وضمان جودته وشموله، وتعزيز التعليم الموجه نحو تحقيق المواطنة العالمية والتنمية المستدامة. ويمثل التعليم باستخدام اللغة الأم عنصرًا أساسيًا في المسيرة نحو تحقيق هذه الأهداف بغية تيسير التعلم وتدعيم مهارات القراءة والكتابة والحساب. وإن المضي قدمًا في هذا المسعي يقتضي تركيزًا أفضل علي تدريب المعلمين، وتعديل البرامج الأكاديمية، وإقامة بيئات ملائمة للتعلم. واللغة الأم هي اللغة التي يتعلمها الإنسان منذ ولادته. ويستخدم مصطلح اللغة الأولى -أحيانًا- للتعبير عن اللغة التي يتحدثها الشخص بشكل أفضل (وبالتالي فإن لغته الثانية هي اللغة التي يتحدثها بجودة أقل من لغته الأولى). كما يستخدم مصطلح اللغة الأم أو لغة الأم أحياناً للتعبير عن اللغة التي يتعلمها الشخص في المنزل من والديه عادة حسب هذا الاستخدام، فإن الأطفال الذين ينشؤون في بيئة ثنائية اللغة يملكون أكثر من لغة أم واحدة. كما تدعم اليونسكو نهج التعليم بلغتين والنهج المتعددة اللغات المرتكزة على اللغة الأم، وهي النهج التي تمثل عاملاً مهماً للاستيعاب والانتفاع بتعليم جيد النوعية.