تحتفل اليونسكو يوم 21 فبراير باليوم الدولي للغة الأم 2014 تحت شعار 'اللغات المحلية من أجل المواطنة العالمية: التركيز علي العلوم'، ويحتفل بهذا اليوم الدولي سنويا من فبراير عام 2000 من أجل تعزيز التعدد اللغوي والثقافي. ويرمز اختيار هذا التاريخ إلي اليوم الذي فتحت فيه الشرطة النار في مدينة دكا، عاصمة بنجلاديش حاليا، علي تلاميذ خرجوا متظاهرين للمطالبة بالاعتراف بلغتهم الأم, البنغالية، كواحدة من لغتي البلاد الرسمية لما كان يعرف حينئذ بباكستان. وفي 16 مايو عام 2007، أهابت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في قرارها 266/61، بالدول الأعضاء التشجيع علي المحافظة علي جميع اللغات التي تستخدمها شعوب العالم وحمايتها. وأشارت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو في رسالتها بهذه المناسبة إلي أنه منذ 14 عاما تحتفل اليونسكو وشركاؤها باليوم الدولي للغة الأم, إذ تنظم في مختلف أنحاء العالم أنشطة ومؤتمرات من أجل مساعدة كل فرد علي استكشاف أهمية التنوع اللغوي وتعدد اللغات. وحماية اللغات الأم وتعزيزها أساسيان في تحقيق المواطنة العالمية والتفاهم الحقيقي.. فالقدرة علي فهم عدة لغات والتحدث بها يؤديان إلي فهم أفضل لغني التفاعلات الثقافية في عالمنا، ويتيح الاعتراف باللغات المحلية لأعداد كبيرة من الأشخاص إمكانية إسماع صوتهم والمشاركة بفعالية في تقرير مصيرهم الجماعي. وأشارت بوكوفا إلي أن اليونسكو تبذل قصاري جهدها من أجل المساهمة في تحقيق التعايش المنسجم لسبعة آلاف لغة تتحدثها الإنسانية. ونشدد هذه السنة بوجة خاص علي موضوع 'اللغات المحلية من أجل المواطنة العالمية: التركيز علي العلوم ', مبينين مدي أهمية دور اللغات في تأمين الانتفاع بالمعارف وتناقلها وتعدديتها، وخلافا للأفكار الموروثة, فإن اللغات المحلية تتمتع بكامل القدرة علي تناقل أحدث المواد العلمية من رياضيات وفيزياء وتكنولوجيا, وإن الاعتراف بهذه اللغات يفتح الباب أمام الاطلاع علي العديد من المعارف العلمية التقليدية التي غالبا ما نتجاهلها ويغني معارفنا. وتشكل اللغات المحلية القسم الأكبر من اللغات المحكية علي كوكبنا في المجال العلمي, وهي أيضا أكثر اللغات تعرضا للخطر. فإقصاء لغة يؤدي إلي حرمان المتحدثين بها من حقهم الإنساني الأساسي في الانتفاع بالمعارف العلمية. وذكرت بوكوفا بيد أن التقارب بين الشعوب في القرية العالمية يزيد من ضرورة العمل علي فهم الثقافات وتنمية الحوار بينها. والقاعدة السائدة اليوم في العالم هي استخدام 3 لغات علي الأقل: لغة محلية ; ولغة تستخدم في الاتصال علي نطاق واسع ; ولغة دولية من أجل التواصل علي الصعيدين المحلي والعالمي, وقد يكون هذا التنوع اللغوي والثقافي أهم فرصة لنا في المستقبل من أجل تحقيق الإبداع والابتكار والإدماج, فدعونا لا نبددها. وقد ساهم اليوم الدولي للغة الأم خلال ما يربو علي عقد من الزمن في إبراز الأدوار المتعددة التي تضطلع بها اللغات في تكوين الفكر بمفهومة الواسع, وبناء مواطنة عالمية يتمتع فيها كل فرد بالوسائل الحقيقة التي تتيح له الإسهام في حياة المجتمعات ومواجهة التحديات التي تفرضها. ودعت بوكوفا جميع الدول الأعضاء في اليونسكو وفي المنظمات الدولية للفرنكوفونية التي تشارك في الاحتفال بهذا اليوم في عام 2014, والأطراف الفاعلة في المجتمع المدني, والرابطات الثقافية ووسائل الإعلام إلي متابعة العمل من أجل الوفاء بالعهد الذي قطعته بتحقيق التنوع اللغوي من أجل إحلال السلام وإنجاز التنمية المستدامة. ويتزايد انتشار الثقافة العلمية بين الجمهور العام بمرور الوقت لتحتل مكانتها اللائقة بها, خاصة بعد أن طرحت العلوم المعاصرة إجابات جديدة حول الأسئلة الكبري التي ظلت تشغل العقل الإنساني منذ قديم الزمان, مثل ماهية الكون وأصله ومصيره وماهية الحياة والعلاقة بين المادة والطاقة والعناصر الأولية ومجالات القوي علي المستوي ما تحت الذري بالغ الصغر والمستوي الكوني بالغ الضخامة, وآليات عمل العقل البشري.