تعقد الولاياتالمتحدةوكوبا، جولة ثانية من المحادثات حول تطبيع العلاقات الثنائية في 27 فبراير في واشنطن بهدف 'نهاء نصف قرن من العداء بين البلدين. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي إنه "يمكنني أن أؤكد أن المحادثات ستجري هنا في وزارة الخارجية في 27 فبراير". ويأتي الإعلان فيما أصبحت زعيمة الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي إحدى أبرز أعضاء الكونجرس الأمريكي الذين يزورون الجزيرة الشيوعية منذ أكثر من خمسين عاما بعدما بدأت واشنطن وهافانا عملية تقارب غير مسبوقة. وجرت الجولة الأولى من المحادثات في نهاية يناير في هافانا؛ حيث بحث البلدان اإعادة فتح سفارات واستئناف العلاقات. وفاجأ الرئيسان الأمريكي باراك أوباما والكوبي راوول كاسترو، العالم في 17 ديسمبر، عند إعلانهما عن بدء التقارب التاريخي بين البلدين على أن تكون المرحلة الأولى تبادل السفراء. ومنذ ذلك الحين، قامت واشنطن ببعض الخطوات لتخفيف القيود على التجارة والسفر فيما أطلقت كوبا سراح 53 سجينا في إجراء كانت تطالب به الولاياتالمتحدة. لكن كاسترو، حذر من أن العلاقات بين الولاياتالمتحدةوكوبا لن تعود إلى طبيعتها قبل أن ترفع واشنطن الحظر الذي فرضته على هافانا في العام 1962. وطلب الرئيس الأمريكي من الكونجرس "البدء بالعمل من أجل وضع حد للحصار" الاقتصادي الذي تفرضه واشنطن على كوبا. لكن أوباما واجه أيضا انتقادات من جمهوريين وبعض الديموقراطيين فيما تبدو التوقعات ضئيلة بأن يقوم الكونجرس الأمريكي بتحرك لرفع الحظر قريبا. ويسيطر الجمهوريون على مجلسي الكونجرس وقد أعلن عدد من أعضاء الحزب صراحة بأنه لن يتم تمرير أي قانون لرفع الحظر بدون حصول تغييرات كبرى في كوبا. لكن بعض أعضاء الكونجرس قالوا إنهم جديون حيال تحسين العلاقات بين البلدين، وبدأ وفدان من الكونجرس الأمريكي زيارة إلى هافانا الثلاثاء وأحدهما برئاسة بيلوسي. وقالت بيلوسي، في بيان "هذا الوفد سيعمل على دفع العلاقات الأميركية-الكوبية، قدما واستثمار العمل الذي قام به كثيرون في الكونجرس على مدى سنوات وخصوصا في ما يتعلق بالزراعة والتجارة". ووفد بيلوسي، الذي يزور كوبا بدافع "الصداقة" كما قالت يضم ثمانية أعضاء ديموقراطيين في مجلس النواب. ودعا أعضاء ديموقراطيون في مجلس الشيوخ الأمريكي يزورون كوبا الثلاثاء أيضا إلى تفاهم مع نظرائهم الجمهوريين الذين يرفض بعضهم التطبيع مع كوبا، على غرار السناتور الجمهوري عن فلوريدا والذي يتحدر من أصل كوبي ماركو روبيو. في المقابل، أعرب السيناتور الديموقراطي عن فرجينيا، مارك وارنر، الثلاثاء أمام الصحفيين في هافانا، عن "أمله في أن تتيح اجتماعات الأسبوع المقبل في واشنطن بين الحكومة الكوبية ووزارة الخارجية الأمريكية إحراز تقدم" من أجل تحقيق تقارب بين البلدين اللذين لا يقيمان علاقات دبلوماسية منذ 1961. وفي ديسمبر وقبل أيام من إعلان أوباما عن التغير التاريخي في السياسة الأمريكية حيال كوبا، قام السناتور الجمهوري جيف فليك بزيارة سرية إلى هافانا مع أعضاء ديموقراطيين في مجلس الشيوخ في مهمة لإعادة أمريكي كان مسجونا هناك إلى الولاياتالمتحدة. وعقد مسؤولون في الحكومتين الجولة الأولى من المفاوضات في هافانا في 21 و22 يناير واتفقوا على استئنافها لاحقا. وفي أواخر يناير، خرج الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو عن صمت التزم به منذ أشهر ليؤكد أنه لا يثق بالولاياتالمتحدة لكنه لا يرفض مع ذلك التقارب الذي بدأ مؤخرا مع واشنطن.