الشارة السوداء.. حداد الفضائيات «لا يعرف الإتيكيت»

19 يوما متفرقة، كلما تمسك بريموت التلفزيون الخاص بك، تجد الشارة السوداء على يسار أو يمين الشاشة، الرسمية وغير الرسمية، إلى جانب آيات من القرآن الكريم، أو فقرة من فقرات الخريطة البرامجية للمحطة التلفزيونية.
تستمع إلى محطات الراديو، التي تعد الأغاني العاطفية تقليدا رسميا بين فقراتها، ولكن في أثناء الحداد تجد سيلا من الأغاني الوطنية وتختفي تماما الأغاني العاطفية من الإذاعة.
الحداد في التلفزيون
تضع قنوات التلفزيون شارة سوداء علامة على أن الدولة في حالة حداد، ولكن ما دون ذلك تذاع البرامج والمسلسلات والأفلام، دون انقطاع بكل ما تحويه من مضمون، قد يخالف حالة الحداد، وقوبل ذلك بالنقض من قبل مواقع التواصل «فيسبوك» و«تويتر» للتناقض بين حالة الحداد وما يعرض على الشاشات.
19 يوم حداد
خلال شهري يناير الماضي وفبراير الجاري، تعرضت مصر لحوادث أليمة، فرضت عليها حالة من الحداد المستمر، خلال 47 يوما، فرض الحداد 19 يوما، بدءا بوفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز، في 13 من يناير، تقديرا للعلاقات بين مصر والسعودية، أعلن الحداد الرسمي 7 أيام.
وفاة سيدة الشاشة العربية، فاتن حمامة في ال17 من يناير، وإعلان وزير الثقافة جابر عصفور الحداد، الرسمي لمدة يومين، حتى مقتل أكثر من 30 من جنود الجيش المصري في حادث إرهابي بشمال سيناء في 29 يناير، وإعلان الحداد 7 أيام لمصاب الوطن.
يوم الأحد الماضي، نفذت داعش حكم الإعدام بالذبح في 21 مصريا بليبيا، وهو الحدث الجلل الذي استحق فرض الحداد 7 أيام وتوقف كل مظاهر الاحتفالات.
حوادث فاتها الحداد
فرض الحداد الرسمي على الكوارث السابقة، لا يعني أن مصر لم تشهد حوادث أليمة أخرى، فحادثة مقتل 22 فردا من أولتراس نادي الزمالك «وايت نايتس» في 9 فبراير الجاري، وبالرغم من أن الرئيس قد أبدى تأسفه على الحادث، ومتابعة رئيس الوزراء إبراهيم محلب لتطورات الموقف إلا أن الحداد غاب عن هذه الحادثة.
إتيكيت الحداد
الحداد يرتبط بالمضمون والمحتوى، ولا يرتبط بالشريط الأسود، له آداب وأخلاقيات في المضمون الإعلامي وفي الممارسات أيضا، هكذا عبر خبير الإعلام صفوت العالم عن بروتوكول الحداد.
يوضح خبير الإتيكيت والبروتوكول، أن الحداد يجب أن يستند إلى ملامح واضحة على المستوى الرسمي خلال النشاط العام في المجتمع سواء الفعاليات الرسمية داخل الدولة، أو مظاهر الاحتفالات مثل الكرنفالات والمهرجانات التي يجب أن تؤجل حتى انتهاء فترة الحداد، وبالطبع أول مظهر يتعلق بتنكيس الأعلام.
عدد أيام الحداد
يشير صفوت العالم إلى أن عدد أيام الحداد، يدل على عمق الحدث، فكلما زاد عدد الأيام دل ذلك على عظم الحدث، ويتفاوت العدد ما بين 3 أيام أو 7 أو شهرا كامل، حتى يصل إلى 40 يوما تحدده كل دولة على حسب مصابها.
ويستند أستاذ الإعلام إلى مثل الحداد على ملك السعودية الراحل، الذي يرتبط بعمق العلاقات بين الدولتين، أما تعميم حالة الحداد وأيامه غير منطقي فضخامة الحدث وتأثيره وارتباطه بالنظام السياسي وطبيعة العلاقات بالدول الأخرى، كل هذه عوامل تتحكم في مظاهر الحداد.
ممارسات الإعلام والشارة السوداء
بالرغم من القواعد العامة التي تحدد مظاهر الحداد، يصف صفوت العالم نسبة كبيرة من ممارسات الحداد في الإعلام بأنها أصبحت مجرد توظيف للشريط الأسود، وهو أمر لا يليق طالما أنه لا يرتبط بالمحتوى.
دينا ماهر، خبيرة بروتوكول، عبرت عن استنكارها لاستخدام الشارة السوداء على المحطات التلفزيونية كمظهر أساسي للحداد، كما أنه لا توجد دولة في العالم تستخدم الشارة في حالات الحداد، ومن الإتيكيت المعروف أنها توضع فقط على صور الموتى في المنازل كعلامة على وفاة الشخص لمن لا يعرف.
وبالرغم من أن مظاهر الحداد تختلف من شعب لآخر ومن ثقافة لغيرها، إلا أن استخدام اللون الأسود القاتم كما تصف دينا ماهر، هو علامه على اختفاء البهجة والفرح، وبالرغم من ذلك لا توجد دولة تتفق مع أخرى في مظاهر الحداد.