بشريط أصفر صغير يعلن الإعلام الحكومى المصرى عن حادث القطار المروع، فالكارثة التى راح ضحيتها أكثر من 50 طفلاً مصرياً لم تحظ بالاهتمام اللازم من ماسبيرو، الذى فضل عرض أفلام سينمائية «أبيض وأسود» قديمة، بدلاً من تغطية الشأن الأعظم الذى يحظى باهتمام المصريين، فى لحظات كئيبة غيّمت على مصر بظلال الموت القاتمة، فالموقف الموحد الذى اتخذته الفضائيات المصرية إبان حكم الرئيس السابق مبارك عندما توفى حفيده «محمد علاء» من بث للقرآن الكريم والموشحات الدينية لم يتكرر فى حادثة اصطدام قطار أسيوط بأتوبيس محمل بتلاميذ فى عمر الزهور. «إحنا فعلاً عملنا حداد عن طريق برامج جادة تتناسب مع الحادث الجلل» يقولها إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار فى التليفزيون، معللاً استباق القنوات الخاصة للتليفزيون المصرى فى إعلان حالة الحداد، مؤكداً حدوث تغيير فى كل خطط برامج اليوم على مستوى اتحاد الإذاعة والتليفزيون لمتابعة الحادث الأليم «لو بتتكلموا عن الشارة السودا اللى بتتحطط على الشاشة فأنا معنديش أى معلومة عنها». «لا يليق أن تكون هذه الفاجعة بهذه الضآلة ويجب أن يتم إعلان الحداد الرسمى فوراً» يعلق د.صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة على تغطية التليفزيون المصرى التى لا تتناسب مع حجم الحدث، مشيراًً إلى أن تقدير هؤلاء الضحايا وأسرهم فوق كل اعتبار «اعتياد الحكومة على مثل هذه الكوارث جعلها تتعامل مع الموقف كأنه شىء عادى وبسيط». فى السادس من أغسطس الماضى أعلن التليفزيون المصرى الحداد لمدة ثلاثة أيام بعد وقوع حادثة جنود سيناء التى خلفت 16 شهيداً و7 مصابين من رجال القوات المسلحة فى نهار رمضان، وفيما وقع شريط أسود فى أقصى يسار الشاشة كانت صور الراقصات فى الأفلام وأغانى مسلسلات الموسم الرمضانى تعلو فوق صوت الحداد، الأمر الذى يفسره العالم بأنه عدم اتزان من الحكومة وتضارب فى أهدافها «ما زالت المنظومة الإعلامية الحكومية تحتاج إلى متابعات ومراجعات لكن هذه الحكومة ليست لها رؤية سياسية ولا اقتصادية، فكيف يمكن أن تكون لها رؤية فى هذه الأحداث، هذه حكومة جمود».