سلامة الحركة فى التوازن بين ليونة العضلات وصلابة العظام. لذا فبالرغم من تعدد العوامل التى قد تؤدى لهشاشة العظام كالوراثة والسن وانحسار مد الهرمونات وما يتناوله الإنسان من طعام إلا أن طبيعة الحركة ونشاط الإنسان يلعب الدور الأهم فى حدوث المرض أو الوقاية منه. يظل مرض هشاشة العظام (Osteoprosis) مرض خريف العمر عند النساء رغم أنه يصيب الرجال أيضا فى ذات المرحلة السنية لكن بصورة تقل كثيرا عن النساء، وينشأ عن فقدان نسبة تتفاوت من كتلة العظام بسبب أو لآخر تصبح بعده العظام غير قادرة على حمل كتلة العضلات أو تحمل الصدمات مما يعرضها للكسر تحت وطأة أى خلل فى ذلك الميزان مهما كان ضئيلا. وقد تكون النتائج أحيانا وخيمة وفقا لنوع وموضع الكسر الذى يحدث والذى من أكثرها شيوعا كسر المعصم ثم العمود الفقرى أو عظام الحوض. ويعد كسر عظام الحوض من أكثرها خطورة إذ يجبر المريض على عدم الحركة لفترات طويلة ورغم الرعاية والعلاج إلا أن معظم الحالات تواجه متاعب صحية ومضاعفات خطيرة كالإصابة بالالتهاب الرئوى الذى يحمل نذر النهاية. * فما الذى يقود إلى هشاشة العظام وهل هناك سبيل للوقاية منها؟ تختلف عوامل الإصابة بهشاشة العظام باختلاف طبيعة الرجل والمرأة وإن تعددت فيما يتعلق بالمرأة إذ إنها تواكب انحسار نسبة الهرمونات الأنثوية فى الدم خاصة هورمون الاستيروجين فيما يعرف بسن اليأس وتزيد احتمالات الإصابة به إذا ما باغت المرأة مبكرا. تناول مشتقات الكورتيزون لفترات طويلة يحمل أيضا خطر الإصابة بترقق العظام. وجود تاريخ عائلى مرضى يشير إلى الإصابة بكسور مختلفة بلا سبب واضح أو نتيجة لحوادث. الإصابة بأمراض مزمنة تتعلق بامتصاص الكالسيوم والمعادن المهمة لبناء العظام أو حالات الفشل الكلوى أو زيادة نشاط الغدة الدرقية أو فوق الكلوية وكلها حالات لها علاقة بنسبة الكالسيوم فى العظام أو التى تتسرب منه إلى الدم. هناك أيضا بعض العوامل التى تأتى فى مرتبة أقل أهمية وإن كانت مؤثرة أيضا مثل التدخين وتناول المشروبات الكحولية إلى جانب نقص الكالسيوم فيما يتناوله الإنسام من طعام خاصة منذ الصغر إلى جانب غياب فيتامين د الذى ينشط فى الجسم بتعرض الانسان لأشعة الشمس فيساعد الكالسيوم على أن يهجر الدم ويستقر فى العظام. * تعد الفترة التى تسبق البلوغ مباشرة وما يليها ببضع سنوات حجر الزاوية فى تكوين عظام قوية سليمة الأنسجة قادرة على تلبية احتياجات الجسم وتحقيق توازن أيضا على تحديد طول الرنسان الذى يتزايد بصورة مضطردة ويتوقف تقريبا فى مرحلة شباب العمر. ولما كان الكالسيوم هو العامل الأهم والأقدر على تكوين العظام فإن كل ما يدفع لاستقراره فى العظام يعد واقيا من مرض ترقق العظام فيما بعد كالهرمونات وفيتامين د والتعرض لفترات كافية للشمس إلى جانب الطعام الذى يضمن جرعات كافية من الكالسيوم كمنتجات الألبان بأنواعها والخضراوات داكنة الأوراق مثل السبانخ والبروكلى ومنتجات الصويا والأسماك خاصة السردين المعلب مع عظامه والسلمون، وتأتى الرياضة فى مرتبة متقدمة ثابتة لدفع عجلة النمو فى مراحل العمر للشباب والحفاظ على قوة العظام فيما بعد. * هل من وقاية من ترقق العظام؟ الحرص على الحصول على الكالسيوم من مصادره الطبيعية أول ما يمنع شبح الإصابة بترقق العظام وهشاشتها إلى جانب بعض المعادن المهمة الأخرى واللازمة لبناء العظام واستقرار الكالسيوم فيها مثل البوتاسيوم والماغنسيوم والفوسفور وأيضا فيتامين د. فإذا لم تضمن حصولك على القدر الكافى من الكالسيوم فى غذائك يمكنك تأمين ما تحتاجه بتناول المكملات الغذائية الطبيعية. يحتاج الإنسان البالغ من 1000 1200 ملجرام من الكالسيوم يوميا إلى جانب 800 1000 وحدة دولية من فيتامين د قد تزيد مع التقدم فى العمر. New England Jownal of Medicine تربط بين اصابة المرأة وانخفاض الكتلة العظمية لديها وارتفاع نسبة هرمون الكورتيزول المعروف بارتباطه بالقلق والتوتر لدى الإنسان. فهل يعد الاكتئاب أحد أسباب الإصابة بهشاشة العظام أم أنها الأدوية التى تتناول بقصد علاجه؟ سؤال يضيف هما جديدا لهموم المرأة فلها الله. الحركة والتمارين الرياضية: لكل عمر ما يلائمه من أنواع النشاط البدنى فإن كانت الرياضة العنيفة فى مقدور الشباب فإن الرياضة المدروسة هى التى تحمى خريف العمر من عواصف شتاء قد يدق الباب قبل موعده. يجب أن تأخذ الرياضة طابع الاستمرار فلا تقل عن أربع أو خمس مرات خلال الأسبوع للأصحاء الراغبين فى الحفاظ على سلامة صحتهم الذهنية والعضلية. وأن تتنوع أيضا فالمشى بالفعل مفيد لكن إضافة بعض من التدريبات البدنية إليه يضيف بعدا جديدا يدعم حالة الدورة الدموية الطرفية، أما مرضى هشاشة العظام بالفعل فلهم البرامج الخاصة بهم والتى تعاون على الحفاظ على العضلات وإيقاعها اللازم للحركة السليمة. فيتم التدريب على الحركات التى يتم فيها الضغط على العضلات بصورة تتيح تحريكها وتنشيطها مثل صعود درجات سلم خاص أو المشى السريع والهرولة أو مواجهة العضلات بما يقاومها مثل حمل الأثقال بصورة محسوبة تتدرج فى شدتها وتمارين تعلم حفظ التوازن فى الحركة والسكون. وكلها تمارين بدنية الغرض منها دعم التوازن بين العظام والعضلات والحفاظ على إيقاع العضلات وقدرتها على الحركة اللينة. تفادى حوادث السقوط على الأرض من أهم ما يجب الالتفات إليه للمسنين عامة ومنهم مرضى هشاشة العظام. الإضاءة الجيدة للمكان ووجود ما يمكن أن يستند إليه الإنسان خاصة فى وجود السلالم أو فى الحمام أمر مهم يجب إعداده بطريقة مريحة. ملاحظة عدم المشى بالجوارب ويفضل عنها المشى فى البيت بأقدام عارية إذا لم يتوافر خف مناسب. الحرص على قياس كثافة العظام بداية من سن الأربعين للمرأة والخمسين للرجل مؤشر مهم لمستقبل عظام كل منهما لذا يجب أن يضاف إلى قائمة الكشف الدوري. ويمكن إجراؤه مرة كل عامين حتى سن الستين فيجب إجراؤه مرة سنويا. تبقى علاقة غير مفهومة وإن كانت موجودة بين الاكتئاب وهشاشة العظام وهى معلومة تتيحها دراسة مهمة أوردتها المجلة العلمية المرموقة.