غلب التشاؤم الجمعة على فرص نجاح اتفاق مينسك وخصوصا بعد تحذير الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو ان هذا الاتفاق "في خطر كبير" على وقع يوم دام في شرق البلاد سقط فيه 28 قتيلا، قائلا: «ويا للاسف، بعد اتفاقات مينسك، تم تصعيد هجوم روسيا في شكل كبير، لا نزال نعتقد ان اتفاقات مينسك في خطر كبير". وشكل اتفاق "مينسك 2" الذي انتزع الخميس بعد 16 ساعة من المفاوضات بين قادة روسياواوكرانيا وفرنسا والمانيا بارقة أمل، لكن المواجهات الدامية استمرت على الارض قبل 24 ساعة من الموعد الذي حدد لدخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ. واتهم بوروشنكو الجمعة الانفصاليين الموالين لروسيا ب"مهاجمة اتفاقات مينسك" عبر قصف السكان المدنيين في شرق اوكرانيا الذي قتل فيه 16 مدنيا و12 جنديا وفق اخر حصيلة للسلطات الاوكرانية والمتمردين، وكان يشير الى القصف بصواريخ غراد الذي تعرضت له مدينة ارتيميفسك التي تبعد اكثر من 30 كلم من خط الجبهة وحيث قتل ثلاثة مدنيين بينهم طفل. من جهتهم، دعا قادة دول مجموعة السبع الى "التزام صارم" باتفاقات مينسك في شأن اوكرانيا وابدوا "استعدادهم لتبني" عقوبات بحق من ينتهكون هذه الاتفاقات، وفق بيان اصدرته الرئاسة الفرنسية الجمعة. واورد البيان ان "مجموعة السبع تبقى مستعدة لتبني اجراءات ملائمة بحق من ينتهكون "سلة مينسك" وخصوصا بحق من لا يلتزمون الوقف الشامل لاطلاق النار الذي تمت الموافقة عليه اضافة الى سحب الاسلحة الثقيلة". واتهمت واشنطنموسكو بمواصلة نشر اسلحة ثقيلة في شرق اوكرانيا. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي "نحن قلقون جدا حيال استمرار المعارك والانباء عن دبابات وانظمة صواريخ اضافية وصلت في الايام الاخيرة من الجانب الاخر من الحدود، من روسيا". وفي مؤشر اضافي الى صعوبة تطبيق اتفاق مينسك، قال مساعد رئيس الادارة الرئاسية الاوكرانية فاليري شالي في مقابلة تلفزيونية انه "في حال فشل وقف اطلاق النار فان اوكرانيا ستتلقى المساعدة العسكرية من الغرب". ولمح كل من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل منذ الخميس الى صعوبات في تنفيذ اتفاق "مينسك 2" وهددا روسيا بفرض عقوبات جديدة عليها في حال فشل الهدنة. لكن وزيرة خارجية الاتحاد الاروبي فيديريكا موغيريني بدت اكثر تفاؤلا وقالت انه في حال تنفيذ وقف اطلاق النار الاحد فان ذلك سيمثل "خطوة اولى" باتجاه حل الأزمة. وفي دونيتسك معقل الانفصاليين تواصل القصف المدفعي بحسب مراسل فرانس برس في المكان فيما افاد الجيش الاوكراني ان "الطائرات العدوة من دون طيار حلقت فوق كل منطقة النزاع". وكان متحدث باسم الجيش الاوكراني اكد صباح الجمعة ان الوضع "صعب" حول ديبالتسيفي التي تشكل نقطة استراتيجية للسكك الحديد بين عاصمتي المنطقتين الانفصاليتين دونيتسك ولوغانسك حيث يطوق المتمردون القوات الاوكرانية. واكد نائب وزير الدفاع الاوكراني بيترو ميكيد ان "اوكرانيا تنتظر تصعيدا وتتخذ الاجراءات اللازمة" لصد اي تقدم. واشار الى ان الانفصاليين سيحاولون السيطرة على ديبالتسيفي فضلا عن مدينة ماريوبول الاستراتيجية. ويسود الاعتقاد ان اتفاق "مينسك 2" ليس سوى "صورة عن السلام" فهو لا ينص على آليات ملموسة لحل القضايا اللوجستية وخصوصا مراقبة الحدود. وتتهم اوكرانيا والبلدان الغربيةروسيا باستخدام هذه الحدود لنقل الاسلحة والمقاتلين والقوات النظامية. وردا على سؤال حول انتشار القوات الاوكرانية في الاراضي الواقعة تحت سيطرتهم، قال مسؤول انفصالي في اوسبينكا لوكالة فرانس برس "لا اعتقد ذلك، باقون حيث نحن". واقر وزير الخارجية الاوكراني بافلو كليمكين الجمعة امام النواب بأن الاتفاق لم ينص "للأسف على تاريخ" محدد لانسحاب القوات الاجنبية من الاراضي الاوكرانية. الى ذلك فان مصير ناديا سافتسينكو، المعتقلة في روسيا وتطالب اوكرانيا باطلاق سراحها، لا يزال معلقا. وبالرغم من ان اتفاق "مينسك 2" نص على تبادل الرهائن والاسرى، فان الكرملين اعلن الجمعة انه في ما يخص مصير هذه الطيارة الاوكرانية، فان القضاء الروسي يبقى صاحب القرار. اقتصاديا، خفضت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني التصنيف السيادي لأوكرانيا درجة واحدة الى "سي سي" وذلك على الرغم من خطة المساعدة التي اعلنها صندوق النقد الدولي الخميس لهذا البلد والبالغة قيمتها 17,5 مليار دولار.