تعرض مقر قيادة الجيش الاوكراني في شرق البلاد الثلاثاء للقصف للمرة الاولى منذ بدء النزاع، عشية قمة رباعية في مينسك يبحث خلالها قادة روسيا والمانيا وفرنسا واوكرانيا خطة سلام لانهاء حرب مستمرة منذ عشرة اشهر. وفي وقت يسعى ديبلوماسيون اوروبيون وروس واوكرانيون الثلاثاء الى التوصل الى وثيقة مشتركة تمهد الطريق امام خطة سلام يناقشها قادة الدول الاربع في مينسك، اودت المعارك في شرق اوكرانيا بحياة 20 شخصا على الاقل. ويسعى الجيش الاوكراني والمتمردون الموالون لروسيا الى السيطرة على اكبر قدر من المناطق للجلوس الى طاولة المفاوضات في موقع قوة. وقطع الرئيس الاوكراني جلسة للبرلمان ليعلن ان المقر العام الرئيسي للجيش في الشرق الانفصالي تعرض لقصف بالصواريخ. ويقع هذا المقر في كراماتورسك على بعد 70 كلم شمال مدينة دونيتسك التي تعتبر معقل الانفصاليين، ويبعد 45 كلم على الاقل من اقرب منطقة يسيطر عليها المتمردون. وشاهد مراسل لفرانس برس في المكان جثتين، علما بان السلطات الاوكرانية اعلنت مقتل ستة مدنيين في هذا الهجوم الذين شن بواسطة قاذفات صواريخ. وفي وقت سابق، قتل سبعة جنود وسبعة مدنيين في الساعات ال24 الاخيرة بحسب حصيلتين منفصلتين للسلطات الاوكرانية والانفصاليين. وفي جنوب خط الجبهة، اعلنت القوات الاوكرانية انها شنت هجوما مضادا واستعادت السيطرة على ثلاث قرى شرق ميناء ماريوبول، اخر مدينة كبيرة في المنطقة الخاضعة لسيطرة كييف. وفي دوكوتشايفسك على بعد 35 كلم جنوب دونيتسك، سمع صحافي الثلاثاء دوي قصف مدفعي وتحدث عن وقوع معارك عنيفة في المنطقة. وقال فلاديمير ايفانوفيتش (47 عاما) لفرانس برس فيما كان يصلح نوافذ منزله الذي اصابته القذائف "يطلقون علينا النار كل يوم تقريبا". وتبدو الساعات ال24 المقبلة مصيرية على الصعيد الدبلوماسي اثر مبادرة فرنسوا هولاند وانغيلا ميركل اللذين حضرا الى موسكو وعرضا لفلاديمير بوتين خطتهما للسلام بعد عرضها امام الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو. ومذذاك، كثف القادة الاربعة مشاوراتهم الهاتفية في موازاة جهود مكثفة يبذلها مستشاروهم للتوصل الى تسوية تتيح عقد قمة غير مسبوقة في مينسك عاصمة بيلاروسيا الاربعاء. والتئام القمة يظل رهنا بنتائج اجتماع مجموعة الاتصال حول اوكرانيا التي تجمع مساء الثلاثاء في مينسك ممثلي اوكرانياوروسيا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا فضلا عن موفدين للانفصاليين. واكد هولاند الثلاثاء انه سيتوجه مع المستشارة الالمانية الى مينسك الاربعاء مع "ارادة حازمة" للتوصل الى اتفاق. وافاد مصدر قريب من وزارة الخارجية الالمانية ان المشاورات بين دبلوماسيين كبار التقوا الاثنين في برلين ستتواصل "هذا المساء في مينسك". بدوره، تشاور وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير هاتفيا بعد ظهر الثلاثاء مع نظيريه الروسي والاوكراني "للدعوة الى تسوية في القضايا الصعبة"، بحسب المصدر نفسه. وتهدف الخطة الفرنسية الالمانية الى ضمان تطبيق اتفاقات السلام التي تم التوصل اليها في ايلول/سبتمبر في مينسك وتلحظ توسيع الحكم الذاتي في مناطق المتمردين مع ابقاء خط الجبهة الحالي واقامة منطقة منزوعة السلاح بعرض خمسين الى سبعين كلم قبالة الخط المذكور. لكن كييف رفضت مرارا ابقاء خط الجبهة الحالي، علما بان الانفصاليين احتلوا 500 كلم مربعة اضافية منذ سبتمبر. وثمة بند خلافي اخر يتصل ب"وضع الاراضي" التي سيطر عليها الانفصاليون. ففي حين تشدد موسكو على تشكيل اتحاد ترفض كييف هذا الامر وتعتبره محاولة من الكرملين لفرض هيمنة على قرارات كييف. واحدى النقاط الرئيسية الاخرى في خطة السلام الاوروبية هي مراقبة الحدود الاوكرانية الروسية في الاراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون. فكييف تطالب بالسيطرة عليها بالتعاون مع منظمة الامن والتعاون في اوروبا لكن موسكو تريد من اوكرانيا الاتفاق مع المتمردين حول هذه النقطة بحسب مصدر حكومي اوكراني. لكن مصدرا دبلوماسيا فرنسيا اعرب الاثنين عن ثقته بانعقاد القمة. وصرح لفرانس برس "قبل ثمانية ايام لم يكن (الروس والاوكرانيون) يتحدثون معا. اليوم سنضعهم حول طاولة واحدة".