«طيب الله أوقاتكم».. بهذه الكلمات قدم الكاتب الصحفي عبد الله السناوي حفل توقيع كتاب «في طريق الأذى»، للإعلامي يسري فودة، الذي يسجل فيه كواليس لقائه بقيادات تنظيم القاعدة. رمزي بن الشيبه، وخالد شيخ محمد، هما منظمي حادثة 11 سبتمبر، وتفجير برج التجارة العالمي في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهي العملية التي أطلقا عليها اسم «غزوة مانهاتن» أو «عمليات الثلاثاء المبارك»، قدما دعوة إلى فودة لإعطائه فرصة للقائهما في الذكرى الأولى للأحداث. بعيون شاكرة ممتلئة بالإعتزاز، عبر يسري فودة في بداية الندوة عن سعادته بحضور الشباب الذي طغي على مشهد الندوة التي عقدت مساء أمس الاثنين، في حضرة مكتبة «الشروق» بالزمالك، واصفا إياه بأنه «يثلج القلب ويبعث الأمل»، وسط ما تعيشه مصر من دوامه، ولكنها ستدخل قريبا مرحلة الإشراق. التقى فودة بقيادات تنظيم القاعدة عام 2002، وبعد مرور أعوام كثيرة قرر سرد تفاصيل هذا اللقاء، مبررا ذلك بأنه «أخيرا توفر له الوقت للكتابة»، ووضع حد للغط المثار حول أنه سبب إلقاء القبض على رمزي بن الشيبه، كما حاول شرح الأحداث الحالية التي نعيشها سواء في الربيع العربي أو مخاطر تنظيم «داعش». وردا على اتهامه بالتعاطف مع قادة تنظيم «القاعدة» في كتابه، أشار فودة إلى أن "الكثيرين توقعوا منه «الغلط» فيهم، ولكنه تحدث عنهم بكل موضوعيه، لأن العمل الصحفي الجاد ليس في موضوع الحكم على المعلومة، ولكنه يوظفها في إطارها ويترك الحكم للقارئ، وأكد أنه لن يتكلم بلسان الفقه والدين، ولديه مشكلة أخلاقية مع قتل المدنيين والدم والإرهاب، وأن سبب ذهابه إلى معقلهم كان للحصول على معلومه مهنية عن معلومات حدثت في زمن ماضٍ، ولكن لو كانت تلك المعلومات عن أحداث مقرر حدوثها مستقبلا وقتها كان لزاما عليه أن يفصح عن معلوماته". فُتح باب الأسئلة، وعرض على فودة عدد من الأسئلة الخاصة بالعمل الإعلامي والصحفي، والذي جاء رده مجتمعا عليها أنه يجب علينا أن نجتهد للوصول للمعلومة، والابتعاد عن الأحكام المسبقة، مشيرًا إلى امكانية تشكيل وعي مجتمعي مستقل. أما عن الوضع السياسي فأجاب فودة، أن "غياب الحق يفتح المجال للاختلافات بين السياسية والإسلام، كما أن المرحلة الحالية يغلب عليها الاحباط العام". حضر حفل التوقيع عدد من الشخصيات العامة والإعلامية وألقى كل منهم كلمة في حق الكتاب وصاحبه؛ حيث قال المهندس إبراهيم المعلم، إن "يسري فودة تقيد بالمعايير الدولية في كتابه، واحترم القارئ والمشاهد، كما أنه نموذج للإعلامي الجاد المثقف، والباحث الذي لا يفقد إنسانيته في طريق بحثه". من جانبه، قال الكاتب الصحفي عبد الله السناوي، إن "الكتاب يمتاز بتدفق العبارة وسلاستها، وأهميته تكمن في توثيق الحدث، وتقديم إجابة على كثير من التساؤلات حول لقاء فودة بقيادات القاعدة". كما حضر الشاعر فاروق شوشه حفل التوقيع وألقى كلمة لتلميذه يسري فودة واصفا إياه ب«ابني البكر الذي تمنيت لو كان لي ولد أن يكون جزء منه»، كما أشاد بجرأته في نشر تفاصيل أهم لقاء في تاريخه، في لغة إعلامية حاسمة متكاملة. وأشاد وزير الخارجية السابق، نبيل فهمي، بتعامل فودة بمهنية وتفاعل وفهم، مع المادة المعلوماتية التي توفرت له نتيجة لقائه بقيادات «القاعدة»، لافتًا إلى أن "وجوده في هذه الندوة من واقع اهتمامه واحترامه لشخصه. بدوره، أشاد زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء السابق بدور «دار الشروق» التي اعتادت جمع الناس حولها في عرض وإثارة القضايا المهمة. تصوير: أحمد عبد اللطيف
اقرأ أيضًا.. 1- فى طريق الأذى.. كتاب جديد يجيب عن السؤال: كيف باع أمير قطر يسرى فودة للأمريكان؟ (1-5) 2- كتاب يسرى فودة «فى طريق الأذى».. أسرار 48 ساعة مع قائدى «غزوة مانهاتن» (2-5) 3- يسرى فودة فى كتابه «طريق الأذى»: رئيس قناة الجزيرة اختطفنى من «أجواء لندن» بعد وصول الشريط الثانى من القاعدة (3-5) 4- يسرى فودة فى كتابه «طريق الأذى» يروى تفاصيل مغامرة اختراق الحدود العراقية السورية مع عصابات تهريب المجاهدين إلى الجماعات المسلحة (4-5) 5- من معاقل القاعدة إلى حواضن داعش.. يسرى فودة فى طريق الأذى العودة إلى الفخ (الأخيرة)