مجلس الكنائس العالمي يدعو لحماية حرية الدين في أرمينيا: "الكنيسة الرسولية الأرمينية تمثل إرثًا روحيًا لا يُمس"    رئيس الوزراء الفلسطيني يأمل في أن تتكلل مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بالنجاح سريعا    فلسطين.. «الرئاسية العليا»: كنيسة الخضر والمقبرة في بلدة الطيبة ليستا هدفًا للاحتلال    «قد يزامل كريستيانو رونالدو» نجم الزمالك السابق يفجر مفاجأة جديدة بشأن وسام أبو علي    الفيفا يفتتح مكتبا داخل برج ترامب استعدادا لمونديال 2026    «سائق مغيب عن الوعي».. مرافعة احترافية من النيابة العامة في حادث الدائري الإقليمي    جهاز تعمير مطروح: الانتهاء من تصميمات المنطقة السكنية بشرق مدينة مرسى مطروح    السعودية.. مجلس الوزراء يوافق على نظام ملكية الأجانب للعقارات في المملكة    ولي العهد السعودي يبحث مع وزير الخارجية الإيراني تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة    رئيس الوزراء يعود إلى القاهرة بعد مشاركته في قمة "بريكس" نيابة عن الرئيس    مصادر طبية في غزة: مقتل 100 فلسطيني بغارات إسرائيلية منذ فجر الثلاثاء    وزيرا الكهرباء وقطاع الأعمال يبحثان التعاون في مجالات تحسين كفاءة الطاقة    خبراء طرق: الطريق الدائري الإقليمي العمود الفقري لنقل البضائع في مصر    تشيلسي يتأهل إلى نهائي كأس العالم للأندية بثنائية في شباك فلومينينسي    أرسنال يتحرك لضم صفقة نجم كريستال بالاس    عاجل.. بتروجيت يكشف حقيقة انتقال حامد حمدان للزمالك (خاص)    الاتحاد المنستيري: الزمالك استفسر عن محمود غربال وننتظر العرض الرسمي    مستقبل وطن: القائمة الوطنية الخيار الانتخابي الأفضل لتوحيد القوى السياسية    تنظيم الاتصالات: استمرار الخدمة بعد حريق سنترال رمسيس يؤكد وجود بدائل له    ضبط طفل يقود سيارة في شبرا الخيمة معرضاً حياته والمواطنين للخطر    "إنستاباي شغال".. وزير الشئون النيابية يرد على نائب بشأن أزمة الخدمات بعد حريق سنترال رمسيس    غرق شخصين بنهر النيل في سوهاج فى واقعتين منفصلتين بطهطا والبلينا    معشوق القراء... سور الأزبكية يتصدر المشهد بمعرض الكتاب الدولي بمكتبة الإسكندرية    مينا رزق لإكسترا نيوز: الدعم العربى والأفريقي سببا فى فوزى برئاسة المجلس التنفيذى لمنظمة الفاو    وراءها رسائل متعددة.. الاحتلال يوسّع استهدافه بلبنان ويصفي مسؤولًا بحماس شمالًا    80 شهيدًا منذ الفجر.. قصف إسرائيلي عنيف يضرب غزة وأوامر إخلاء شاملة لخان يونس    بعد أزمة اللوحات.. حذف برومو "كلام كبير" ل الإعلامية مها الصغير    غادة عبدالرازق ترد بحسم على اتهامات النصب: "سأقاضي كل من أساء لي في مصر أو فرنسا"    مدبولي يصل القاهرة عقب المشاركة في النسخة ال17 لقمة مجموعة «بريكس»    شهيد لقمة العيش.. مصرع شاب في انفجار أسطوانة غاز تكييف بمحافظة دمياط    على طريقة رمضان صبحي.. الأهلي يحذر وسام أبو علي بشأن الرحيل (تفاصيل)    إسرائيل تقصف جنوب لبنان    «كلام في السيما» يحتفي بالموسيقار علي إسماعيل بدار الأوبرا    أمين الفتوى يحذر من الزواج العرفي: خطر جسيم على المرأة    محافظ الجيزة يعقد اللقاء الأسبوعي لبحث شكاوى المواطنين بعدد من الأحياء    مرشحان في اليوم الرابع.. 7مرشحين يتقدمون بأوراقهم لانتخابات مجلس الشيوخ بالأقصر    التعليم العالي: فتح باب التسجيل بالنسخة الثانية من مبادرة "كن مستعدًا" لتأهيل الطلاب    رئيس جامعة بنها يتفقد مستشفى الجراحة: تطوير ب350 مليون جنيه لخدمة مليون مواطن سنويا    تطورات الحالة الصحية للإعلامية بسمة وهبة بعد إجراء عملية جراحية    العثور على طبيب مصاب بجرح فى الرقبة داخل مستشفى بنى سويف الجامعى    دينا أبو الخير: الجلوس مع الصالحين سبب للمغفرة    أجواء شديدة الحرارة ورطوبة مرتفعة.. "الأرصاد" تُحذر من طقس الساعات المقبلة    تعليم الإسماعيلية تؤهل طلاب الثانوية لاختبارات قدرات التربية الموسيقية    كشف حساب مجلس النواب في دور الانعقاد الخامس.. 186 قانونا أقرها البرلمان في دور الانعقاد الخامس.. إقرار 63 اتفاقية دولية.. 2230 طلب إحاطة باللجان النوعية    رئيس جامعة بنها يتفقد سير العمل والاطمئنان على المرضى بالمستشفى الجامعي    طريقة عمل كيكة الشوكولاتة بأقل التكاليف والنتيجة مبهرة    «الوطنية للانتخابات»: 311 مرشحا لانتخابات الشيوخ على الفردي.. .ولا قوائم حتى اليوم    يحيى الفخراني يعود ب"الملك لير" على خشبة المسرح القومي.. عودة تليق بالأسطورة    سمير عدلي يطير إلى تونس لترتيب معسكر الأهلي    البحر الأحمر تشدد على تطبيق قرار منع استخدام أكياس البلاستيك وإطلاق حملات لحماية البيئة البحرية    الخميس.. الأوقاف تنظم 2963 مجلسا دعويا حول آداب دخول المسجد والخروج منه    وزير الكهرباء و"روسآتوم" يتفقدان سير العمل في مشروع المحطة النووية بالضبعة    أمينة الفتوى: «النار عدو لكم فلا تتركوا وسائل التدفئة مشتعلة أثناء النوم»    وزارة الأوقاف تخصص 70 مليون جنيه قروضًا حسنة بدون فوائد للعاملين    "الداخلية" تكشف ملابسات فيديو حادث سير بالطريق الدائري وواقعة السير عكس الاتجاه    ندوة بالجامع الأزهر تُبرز أثر المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في ترسيخ الوَحدة    وزير البترول: تنفيذ مشروعات مسح جوي وسيزمي لتحديد الإمكانات التعدينية فى مصر    حريق سنترال رمسيس.. وزير التموين: انتظام صرف الخبز المدعم في المحافظات بصورة طبيعية وبكفاءة تامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بنحيى البغبغان
نشر في الشروق الجديد يوم 25 - 01 - 2015

يتمايل الحاضرون تلقائيا كما لو كانوا فى حلقة ذكر، وعن بعد تلمع شاشات المحمول بالعشرات، قد أخرجها أصحابها لالتقاط صورة «سيلفى»، على أنغام وأصوات تم دمجها لتصبح أعمالا تقف فى المنتصف بين الموسيقى الشعبية والإيقاعات الإلكترونية. منتج ثقافى خرج من سنوات الثورة بكل ما فيها من عنف وتمرد على النوستالجيا وتفكيك للقوالب الجاهزة، حتى لو لم يكن له وظيفة سياسية، فما يسمى بالإلكترو شعبى أو المقطوعات الإلكترونية الهجينة التى ظهرت فى الأفراح الشعبية وأزقة العشوائيات قبل الثورة بقليل لتعبر عن روح القاهرة الهادرة الساخرة وفوضاها، صار أربابها نجوما بعد الثورة وخرجوا من الهامش للعالمية، نظرا للاهتمام التى حظيت به فنون بلاد الربيع العربى سابقا. تلقفها أحد نجوم الموسيقى البديلة، ابن الطبقة الوسطى، ليصنع منها بدوره شيئا مختلفا، وهو موريس لوقا فى ثانى أسطوانة له «بنحيى البغبغان» التى صدرت فى نوفمبر الماضى.
•••
جاء العنوان ربما تحية لأحد نجوم الأغنية الشعبية وهو شعبان البغبغان على طريقة «نبطشية» الأفراح البلدى، وربما كان كناية عن مرحلة يردد فيها البعض عبارات رنانة دون أن يفهم معناها فى إطار العبث العام، أو على اعتبار أن موريس لوقا نفسه يكرر فى أحيان كثيرة جملة موسيقية واحدة ويدخل عليها توزيعاته أو يعالجها إلكترونيا ليدخلنا فى حالة أشبه بحلقات الصوفية، لكن على إيقاع حديث. فى بعض المقطوعات يكرر كلمات قليلة مثل «صحصح أوعى تنام، بنحيى البغبغان» أو «شرق راح تغرب، تبعد راح تقرب، ح تولع صدقنى» أو «الدنيا غابة، وإحنا غلابة، فى الحتة دية مالكش دية»، وأحيانا يكتفى بالموسيقى كما فى مقطوعة «العصر الذهبى» الذى يشير بها للمرحلة الحالية، إذ يرى أن هناك طاقة موسيقية كبيرة فى القاهرة قد نكتشف فيما بعد أنها توازى أى عصر ذهبى آخر، خاصة الموسيقى الشعبية التى يعتبرها الوحيدة القادرة حاليا على طرح بديل حقيقى.
•••
خريج كلية التجارة الذى بدأ بالعزف على الجيتار ضمن فرق الروك الغربية، ثم مع فرقتى «بيكيا» و«الألف» لا ينفى تأثره بالظرف السياسى، من احتفاء بالتغيير إلى الخوف منه « فى لحظة ما بين إدعاء الثقة وبين أننا مالناش دية»، كما صرح فى حديث أجرته معه الفنانة مريم صالح التى تنتمى هى الأخرى إلى الساحة الجديدة للغناء وعالم «الأندرجراوند». هذا الأخير يحكمه أيضا أمل متردد كالعديد من المؤسسات والفاعليات والأنشطة الفنية التى عرفت استحسانا ملحوظا بعد ثورة 25 يناير مباشرة، ثم لاقت تراجعا ملحوظا أيضا فى الآونة الأخيرة. لكن رغم كل شىء تظل الثقافة هى خط الرجعة الأول والأخير، منها تبدأ الثورة وإليها تعود. ويظل الناس يتمايلون على إيقاعات لوقا التى سجلها داخل استوديو العربى بشبرا، أحد أشهر أماكن تسجيل الأغنيات الشعبية فى الثمانينيات، بمصاحبة حوالى 14 عازفا. يبنى المقطوعة فى ذهنه قبل أن يدخل إلى الاستوديو ويشرح لمهندس الصوت ما يريد، ويبدأ فى تقطيع التسجيلات والجمل، ثم تركيبها لتظهر بالشكل الذى يبغيه، عندئذ تتبدل هوية الأشياء، تلبس حلة أخرى تليق بعالم وسط البلد ومقاهى المثقفين والبارات والمراكز الثقافية. مزمار شعبى، نغمة أكورديون وقد أضاف لها العازف الشعبى من مخزونه، صوت علاء فيفيتى مغنى المهرجانات.. التوليفة تستقى من حوارى القاهرة، إلا أنها تخاطب جمهورا آخر، ربما أوسع.
مازلنا فى محطة رمسيس، لكن ربما فى عربة القطار الإسبانى السريع درجة أولى، حيث هناك مجال «للتجريب الكهربائى». يتراقص الناس على موسيقى موريس لوقا، كما يرقص معازيم الأفراح الشعبية فى الشارع، مع اختلاف الأسلوب.. يشحنون طاقاتهم، ويفرغون السلبى منها.. ويستمر المتخصصون وعلماء الاجتماع ومخرجو الأفلام الوثائقية إلى ما غير ذلك فى تحليل الظاهرة، مبرهنين على وجود علاقة وثيقة بين الموسيقى الإيقاعية والثورة، مستندين فى ذلك إلى كلمات الملحن الأمريكى الطليعى، جون كيج، أحد رواد استخدام التكنلوجيا والوسائط الإلكترونية فى الموسيقى.. فما بالك بإيقاع مدينة لاهثة كالقاهرة وهى فى حالة فوران.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.