اجتمع وزراء نفط دول أوبك فى فيينا أمس، لبحث مواجهة انخفاض أسعار النفط منذ يونيو الماضى، وترى دول الخليج بقيادة السعودية أن تُبقى معدلات الإنتاج على نفس المستويات، بينما ترى دول أخرى، أبرزها إيرانوفنزويلا ضرورة خفض الإنتاج حتى تتوقف الأسعار عن الانخفاض. ووصل سعر برميل النفط إلى 76 دولارا فى نوفمبر، مقارنة ب107 دولارات فى يونيو، بنسبة انخفاض تقارب ال30%، بعد أن بقى سعر البرميل مستقرا قرابة ال110 دولارات لمدة أربع سنوات قبل الانخفاض الأخير. ويرجع انخفاض الاسعار إلى تباطؤ الطلب العالمى نتيجة الأزمة الاقتصادية فى منطقة اليورو وتباطؤ النمو فى الصين، بالإضافة إلى زيادة المعروض نتيجة نمو قطاع النفط الصخرى فى الولاياتالمتحدة، حيث بلغ إنتاج النفط فى الولاياتالمتحدة أعلى مستوياته منذ يوليو 1986. ويبرر موقع قناة البى بى سى سلوك السعودية وحلفائها فى الخليج، بأنها تتعمد زيادة الكميات لخفض الأسعار حتى يصبح الاستثمار فى إنتاج النفط غير مُربح. كما أشار توم فريدمان فى مقاله فى النيويورك تايمز إلى احتمال توافق المصالح الجيو سياسية بين الولاياتالمتحدة والسعودية على تخفيض السعر «ربما تكون هناك حرب نفط عالمية تضع الولاياتالمتحدة والسعودية على جانب واحد ضد روسياوإيران من جهة أخرى». ويتساءل فريدمان ما إذا كانت الولاياتالمتحدة والسعودية تحاول أن تفعل ما فعلوه من قبل مع القادة السوفييت «الضخ لهم حتى الموت». والسعودية هى اكبر منتجى النفط فى أوبك التى تضم 12 عضوا، وتسيطر المنظمة على 40% من إنتاج العالم من النفط، و80% من احتياطياته. وتحتاج السعودية لأن يبقى سعر البرميل أعلى من 85 دولارا، ولكن باحتياطات مالية تبلغ 700 مليار دولار، تستطيع السعودية تحمل انخفاض الأسعار لبعض الوقت، وهذا نفس وضع الكويت والإمارات لتمتعهما باحتياطات من النقد الأجنبى تتحمل استمرارا العجز لسنوات. على جانب آخر قال وزير الخارجية الفنزويلى رافاييل راميريز قبيل اجتماع أوبك مباشرة إن بلاده ستقترح خفض انتاج المنظمة، مشيرا إلى أن هناك فائضا فى المعروض بأسواق النفط يقدر بمليونى برميل يوميا، ودعت فنزيلا الأوبك لإبقاء السعر أعلى من 100 دولار، ولكن البعض يرى أنها تحتاج لأن يبقى السعر فوق ال120$ بسبب توسع فنزويلا فى تقديم الخدمات الاجتماعية لمواطنيها.