«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى اليوم العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة: حال المصريات لا يسر
نشر في الشروق الجديد يوم 25 - 11 - 2014

- الأهالى يرون الحفاظ على عفة بناتهن فى العملية.. وسيدة: أشعر بالإهانة حتى الآن
- الختان يعرض الفتاة للنزيف والاحتباس البولى وتسمم الدم وفيروس سى والإيدز
- عندما ترى المرأة الطلاق «خراب بيوت» يضربها الزوج ليل نهار
- ضربنى وكنت حاملًا فقتل الجنين داخلى.. ولا أفكر فى الطلاق فليس لى مكان آخر
- طبيب نفسى: لا يضرب زوجته إلا من يشعر بنقص رجولته أو لديه قصور ذهنى
بداية من «جريمة» الختان التى تتعرض لها الفتاة فى طفولتها، مرورا بالتحرش فى سن المراهقة والشباب، وانتهاء بإجبارها على الزواج من زوج لا تريده، ثم تعرضها فى أحيان كثيرة للضرب والسب من زوجها.. هكذا تتلخص حياة المرأة فى «الألم أكثر من الفرح»، رغم المساعى الحثيثة التى يبذلها العالم لوقف العنف ضد النساء.
وفى اليوم العالمى للمرأة، المحدد له 25 نوفمبر من كل عام، لمناهضة العنف ضد النساء، ترصد «الشروق» الجرائم التى تطارد المرأة المصرية، فى منزلها وعملها وفى الشارع، وفى كل مراحل حياتها، فما زال حال المصريات لا يسر، وما زلن يجاهدن للحصول على حقوقهن، لكن تعامل الدولة والمجتمع لا يتعدى كونه تفاعليا نقاشيا فى المؤتمرات والمنتديات وبروتوكوليا بتوقيع الاتفاقيات، وفقط دون اتخاذ إجراءات حقيقية تجاه الاعتراف بحق المرأة المصرية حتى فى العيش آمنة مطمئنة على نفسها.
الختان.. جريمة فى الصغر تقتل الفتاة فى الكبر
«ذهبت للفسحة فى البلد، وفوجئت بأننى غارقة فى الدم، وماما تمسك يدى بشدة حتى لا أستطيع الهرب، وشعرت بوجع وبكيت كثيرا، لكن بابا اشترالى حاجات حلوة، وقالى إن ربنا قال كده».. بهذه الكلمات تذكرت الفتاة ن.ح، 14 عاما، اليوم الذى تعرضت فيه لعملية الختان، وهى لا تدرك جيدا خطورة الأمر.
تلجأ الأسر إلى ختان بناتها حفاظا على عفة البنت وشرف العائلة، بحمايتها من الوقوع فى الرذيلة، رغم أن أسرا كثيرة تعرف أن الختان يؤدى فى أحيان كثيرة إلى الوفاة.
الفتاة «ن.ح»، المعروف عنها تفوقها فى الدراسة، فهى بالصف الثانى الإعدادى، تقول «عندما عرف صديقاتى بالأمر استغربن، لكن فوجئت بأن فيه 4 صديقات بالفصل تعرضن للأمر ذاته».
وتقول «ن.ح» وهى مقيمة فى شارع متفرع من شارع ترسا بالهرم «بعد ذلك شعرت بارتفاع درجة الحرارة وتعب كبير.. أمى كانت رافضة الأمر، وكنت أسمعها كثيرا تتكلم مع بابا وتقول له بلاش نعمل فى البنات كده الزمن تغير».
تعرضت الفتاة وشقيقتها الصغرى لذات العملية فى يوم واحد، بعد أيام قليلة من وفاة الطفلة سهير الباتع، إثر خضوعها للختان على يد طبيب فى يونيو 2013.
ولم تشفع وفاة سهير لدى والد الطفلتين الذى أصر على إجراء الختان لهما، وأشارت الفتاة «والدى قال لنا إننا ذاهبون للفسحة، ولا أعلم إذا كان الختان حلو ولا وحش، ووالدتى اعتذرت لى وقالت لى معلش بابا عاوز مصلحتك».
فى عام 2008 جرم القانون المصرى ختان الفتيات، ونص على معاقبة من يقوم بذلك بالسجن ما بين ثلاثة أشهر وعامين، وغرامة مالية، كما صدرت فتوى دينية تحظر إجراء العملية، إلا أن ذلك لم يمنع استمرار تعرض الفتاة لخطر تشويه أو بتر أعضائهن التناسلية، لاعتقاد الأهالى بأن الختان محاولة للسيطرة على الرغبات الجنسية للمرأة قبل الزواج، كوسيلة لضمان عذريتها.
من جانبه قال الدكتور محمد الإمام، طبيب نساء وتوليد، ليست لختان الإناث أى فوائد صحية كما يدعى البعض، فضلا عن أنه قد يتسبب فى مضاعفات صحية مباشرة ومضاعفات متأخرة.
وأضاف الإمام أن حياة الفتاة تتوقف على مهارة الطبيب الذى يجرى العملية وطبيعة المكان والأدوات إذا كانت معقمة؟، مشيرا إلى أن الفتاة قد تتعرض للنزيف والاحتباس البولى الحاد وعدوى المسالك البولية، وعدوى الجروح وتسمم الدم والتيتانوس، وإمكانية انتقال فيروس الالتهاب الكبدى، والإيدز، فى حالة أن الأدوات المستخدمة لم تكن معقمة.
ويقول الإمام إن عملية الختان فى الغالب تجرى لفتيات تتراوح أعمارهن بين الثامنة وال14 عاما.
وتختلف آراء أهالى الفتيات حول عملية الختان حيث ترى الغالبية، أنها عملية خطيرة ولا تفيد الفتاة فى شيء، وأن هذا جهل بالدين والثقافة، وقد يؤدى إلى وفاة الفتاة، بينما يرى البعض الآخر أنه تجميل لتلك الأعضاء التناسلية قبيحة المنظر وأنه يجعلها تلد بسهولة، فضلا عن أنها تكون مطيعة لا ترهق زوجها فى العلاقة الجنسية، وهى فى ذات الوقت تستطيع أن تحافظ على شرفه فى حالة غيابه أو مرضه.
بينما تقول شيماء.م، البالغة من العمر 26 عاما «أجريت لى عملية الختان أنا واخواتى الفتيات على مدار يومين، وكانت أكبر اخواتى تبلغ من العمر 15 عاما وأصغرنا 11 عاما».
شيماء وهى أم لطفلين تتحدث عن الختان قائلة: العملية صعبة جدا وشعرت بوجع وبإهانة قوية، لكن لا تشعر الفتاة بالإهانة إلا فى الكبر، ووالدتى ربطت يدنا بحبل قوى حتى تمر العملية دون أى مشاكل.
وتضيف شيماء «أثناء ممارسة الجماع مع زوجى، أتذكر أحداث عملية الختان والألم الذى تعرضت له، لكن الله رزقنى بزوج يحاول دائما ألا يشعرنى بأى إهانة من أى نوع».
وتؤكد شيماء أن ختان الفتاة لا يمنعها من الانحراف إن أرادت، وأنا وزوجى نرفض تماما أن نجرى هذه العملية لبناتنا، لأنها عملية صعبة وآثارها النفسية لا تزول، وتظل عالقة بروح الفتاة وعقلها.
وهنا قطعت الحاجة سمية، والدة زوج شيماء، حديثها وهى تقول «الختان عفة للبنات ألا ترون من يقبضوا عليهن فى شقق الدعارة، ولما حفيداتى يكبرن سأقنع والدهن بختانهن».
القضاء على التحرش.. وعد رئاسى ينتظر التحقيق
أعتذر لك وأعدك بأننا كدولة لن نقبل مثل هذه الحوادث فى المستقبل، وسوف نتخذ إجراءات صارمة ضد أى متحرش».. كلمات اعتذار وباقة ورد بدأ بهما الرئيس عبدالفتاح السيسى، فترة حكمه بعد اختياره رئيسا للجمهورية،
أثناء زيارته للسيدة ضحية التحرش بميدان التحرير خلال الاحتفال بفوز السيسى بالرئاسة.
ورغم هذا الوعد الرئاسى، مازالت الفتيات تعتبرن أن معدلات التحرش مرتفعة، مؤكدات ضرورة إعادة هيكلة وزارة الداخلية لحماية الفتيات فى الشارع المصرى.
نيرمين حسن الطالبة، بكلية اقتصاد وعلوم سياسية تقول «هناك صعوبة فى القضاء على ظاهرة التحرش طالما لا يوجد تعاون من وزارة الداخلية».
وأضافت أن «التحرش لن يختفى طالما أن وزارة الداخلية ضعيفة وكل تركيزها فى التصدى للتظاهرات والأحداث السياسية فقط».
وتتحدث نيرمين عن مخاوفها قائلة «لا أفكر فى النزول بعد صلاة المغرب تخوفا من تعرضى لأى تحرش يفقدنى كرامتى، كما أننى دائما لا أنزل للشارع إلا بصحبة شقيقى».
وتحلم نيرمين بنزولها وجميع الفتيات إلى الشارع المصرى دون التعرض لأى أذى، قائلة «وزارة الداخلية مازالت غير قادرة على تحقيق الأمن بشكل عام فى البلاد وهو ما يؤثر على زيادة ظاهرة التحرش وليس تخفيفها».
«الزواج القبلى».. سجن فى منزل الزوجية
«تزوجت ابن عمى الذى لا يتساوى معى فى التفكير والثقافة والدراسة، خوفا من ضرب والدى الذى ربما يؤدى إلى وفاتى».. هكذا عبرت ع.ن عن مأساتها فى الزواج بالإكراه من أحد أقاربها.
والسيدة ع.ن، التى تبلغ من العمر 30 عاما، تزوجت، وهى فى السنة الأخيرة من الكلية، من ابن عمها الحاصل على دبلوم صنايع.
وقالت: «عندما عرض والدى علىّ الزواج رفضت، ولكن أمى نصحتنى بألا أتمادى فى رفضى حتى لا أخسر كل شىء».
الزواج القبلى، عادة منتشرة فى كثير من المحافظات المصرية، وتعتبر بعض القبائل القرابة شرطا أساسيا فى الزواج، فالكثير من العائلات لا تقبل تزوج بناتها لرجال أغراب من خارج العائلة، وتتعامل مع الابنة، التى تتزوج من خارج العائلة على أنها منبوذة وأبناؤها درجة ثانية بعد أبناء بقية أفراد العائلة.
وتقول ع.ن التى تخرجت فى كلية الآداب: إن الزواج من القبيلة والعائلة شىء لا يمكن النقاش فيه، فلكل قبيلة قانون.
«فعندما رفضت الزواج من ابن عمى هددنى والدى بعدم الاعتراف بأولادى وعدم الترحيب بهم وعدم حصولى أو حصولهم على أى ميراث». وأكدت دراسة صادرة مؤخرا عن مؤسسة قضايا المرأة بعنوان «الزواج القبلى بالإكراه سجن بلا قضبان»، أن 29.5٪ من الفتيات يجبرن على قبول الزواج القبلى خوفا من عدم ترحيب القبيلة بهن إذا تزوجن من خارج القبيلة، و22٪ خفن من عدم استطاعتهن زيارة أهلهن، و21.5٪ خفنا من الإحساس بدونية أطفالهن بالمقارنة بباقى أطفال القبيلة.
حاولت «ع.ن» البحث عن مبرر للزواج القبلى، فقالت: «الزواج القبلى هدفه الحفاظ على الثروة المالية والعادات والتقاليد وحتى لا تختلط أسامى القبائل، وتحتفظ كل قبيلة باسمها»، وهو ما وضحته الدراسة أن 36٪ من الأسر تضغط للزواج القبلى بالإكراه للحفاظ على اسم القبيلة، مقابل 32٪ للحفاظ على العادات والتقاليد السائدة، و29٪ للحفاظ على أراضى القبيلة والثروة المالية.
وتقول «ع.ن» وهى أم لأربعة أطفال، أكبرهم عمره 6 سنوات: «لا أرغب فى زواج أولادى بنفس الطريقة، لأن هذا الزواج نهايته مظلمة، ولن يكون نافعا لأى طرف من الطرفين، خاصة أننى انفصلت عن والدهم لعدم قدرتى على التعايش والتفاهم معه، وهو ما تقبله والدى».
وتذكر «عندما طلبت الانفصال قال لى والدى إن التى تطلب الطلاق، هى التى تتنازل عن كل شىء من حقوقها ولا تطلب شيئا، ولن تتزوجى مرة أخرى، وبالفعل وافقت لأننى لم أرغب فى الزواج، فأنا حياتى الآن أولادى واستكمال دراسات عليا».
وتوضح الدراسة أن 52% يوافقون على أن تتزوج الفتاة من خارج القبيلة، فيما يوافق 18٪ على الزواج القبلى و30٪ لم يحددن موقفهن بعد، فضلا عن أن 66.5٪ من الإجمالى تعتقد أنه يمكن أن يتزوج الشاب من خارج القبيلة وهى أعلى من النسبة التى أعطت نفس الحق للنساء، و30.5٪ لا يوافقن على إتاحة الزواج للرجال خارج القبيلة.
داليا: أعطيت زوجى العصا ليضربنى حتى تهدأ أعصابه المتوترة
«زوجى يضربنى ليعدل مزاجه وبعد ذلك يرتاح ويصالحنى».. هكذا تحدثت داليا محمود عن معاناتها مع زوجها، الذى يضربها بالعصا ليل نهار.
وتقول داليا، وهى سيدة تبلغ من العمر 28 عاما من محافظة الدقهلية «أعيش مع والدة زوجى وزوجات أخوته فى بيت واحد، وعلى تنظيف شقة والدة زوجى، وإعداد الطعام لها مرتين فى الأسبوع».
وتضيف: زوجى يعمل حدادا، وأمه تضربنى أحيانا، وتحرضه ضدى عندما أتأخر عن موعد الطعام، حيث تتصل به ليأتى لضربى بعد انتهاء عمله، وينتهى اليوم ب«علقة ساخنة» تتسبب فى إحداث كدمات وخدوش بجسدى كله.
الأمر وصل بالسيدة وزوجها إلى مرحلة مرضية، تقول عنها: «وصل بى الحال، أننى عندما أرى أن غضبه تصاعد، ولن يهدأ أحضر فورا العصا والحذاء ليضربنى بهما»، مؤكدة أن الأسباب التى يضربها عليها زوجها تتلخص فى أن أحد أبنائها يبكى بصوت عالٍ، أو أنها لم تذهب شقة حماتها لتنظيفها فى موعدها، أو حتى «زيادة الملح بعض الشىء فى الطعام».
وتؤكد داليا وهى أم لثلاث فتيات أكبرهن رؤية فى الصف الأول الابتدائى «عندما تزوجت لم أكن أعلم ما يخفيه لى القدر، حيث إننى خطبت لمدة 4 أشهر فقط»، موضحة عندما اشتكيت لأمى قالت لى: «مالكيش غيره هو سندك فى الدنيا يا بنتى بعد وفاتى».
تستكمل داليا «حتى الحمل لم يكن يشفع لى عند زوجى الذى يضربنى على أى خطأ»، قائلة: «زوجى يحبنى بالرغم من ضربى، لكنه عصبى لدرجة كبيرة ويتعصب بسبب أشياء بسيطة، لكن لا أفكر فى الطلاق فليس لى مكان آخر».
وتضيف: «أخى لا يأتى لمنزلنا حتى لا يرى زوجى، ويشتبك معه، خاصة أن والدتى ترفض دائما زيارته لمنزلى، حتى لا ينتهى الخلاف بينه وبين زوجى بطلاقى، فهى تخشى من خراب البيت»، مؤكدة أن زوجها ليس بخيلا لا معها ولا مع بناتهما، لكنه لا يرتاح إلا بضربها.
تسيطر على داليا حالة من السكون والاستسلام والانقياد، ليس لها رأى، ولا هدف ولا اتجاه، تتذكر عندما ضربها زوجها أول أيام عيد الأضحى الماضى بعد الصلاة مباشرة: «ضربنى وطردنى من البيت لأنى كويت قميصا غير اللى طلبه».
وتضيف: «بعدما طردنى أخذت أبنائى وقررت أن أذهب إلى أمى، لكنى قابلت شقيقه على سلم المنزل، فأقسم بألا أغادر المنزل فى يوم العيد، لكن زوجى كان قد أقسم يمين طلاق لأغادر البيت، واضطررت إلى البقاء عند شقيقه طوال اليوم وعدت إلى شقتى فى اليوم التالى».
أصبح الضرب بالنسبة لداليا أمرا متوقعا طوال الوقت، والسب والتهديد بالطلاق أخف منه إيلاما، لأن زوجها يضربها دون رحمة «ضربنى وكنت حاملا، وتسبب ذلك فى وفاة الجنين داخل بطنى».
من جهته يقول الطبيب النفسى، عمرو بسيونى، إن 50% من النساء الأميات يتعرضن للعنف على يد الأزواج، مقابل نسبة أقل من النساء الحاصلات على مستويات تعليمية أعلى.
ويضيف أن كثيرا من الزوجات اللاتى تتعرضن للضرب المبرح تذهبن للعيادات النفسية لتلقى العلاج، خاصة أنهن يكن فى حاجة لاستشارة الطبيب، فضلا عن أن هناك زوجات يتعرضن للضرب أثناء الحمل.
ويؤكد بسيونى أن الزوج الذى يضرب زوجته يكون لديه قصور ذهنى، ويشعر بنقص رجولته، لأنه لا يشعر بالتوازن أو الصبر، فضلا عن القلق وضعف الشخصية والخلل فى توازن السلوك.. «العنف مرفوض حضاريا وأخلاقيا وسلوكيا واجتماعيا».
وأشار بسيونى إلى أن المجتمع يرسخ فى عقل الفتاة منذ الصغر، ضرورة الحفاظ على العلاقة، وأن تتنازل عن كرامتها مقابل ألا تخرب بيتها، حتى لا تحصل على لقب مطلقة.. «أهون عند العائلات أن تظل بنتهم تُضرب من زوجها على أن تكون مطلقة».
وأكد أن النظرة الدونية للمرأة من أحد الأسباب المهمة لضرب الرجال زوجاتهم، فضلا عن عدم محاسبة الزوج أو الشخص الذى يضرب المرأة، ولا يتعرض للعقاب المناسب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.