•• طلب المغرب بتأجيل كاس الأمم الأفريقية له مبرراته القوية، فحضور آلاف الجماهير من دول غرب إفريقيا، سيراليون وساحل العاج وغينيا وغانا والسنغال وليبيريا يهدد بدخول فيروس إيبولا القاتل الذى راح ضحيته حتى الآن ما يقرب من أربعة آلاف شخص، ويتطلب مكافحة هذا المرض وقتا طويلا واستنفارا عالميا بتكلفة تصل إلى ملايين الدولارات خاصة أنه الوباء الأخطر منذ اكتشاف المرض عام 1976 وذلك حسبما أعلنت منظمة الصحة العالمية. •• قرار الحكومة المغربية صائب بتأجيل استضافة البطولة، وهو ما سوف يناقشه الاتحاد الإفريقى مطلع الشهر المقبل، وإن كانت هناك آراء ترى أن التأجيل غير وارد ولا يمكن قبوله لأسباب إعلانية حيث سيتكبد الاتحاد خسائر فادحة فى حالة التأجيل لارتباطه بعقود مع شركات ورعاة.. وهذا المنطق الذى تتحدث به مصادر الكاف غير مقبول، فلتذهب أموال الشركات كلها إلى الجحيم، ومهما تكن الخسائر فهذا مرض خطير نرى العالم يقف عاجزا عن مواجهته. •• خاطب الاتحاد الإفريقى لكرة القدم 7 اتحادات أهلية طلبت استضافة كأس الأمم فى عام 2017 بعد سحبها من ليبيا لأسباب أمنية، لمعرفة موقفها من استضافة هذه البطولة المقررة إقامتها فى 2015 فى حال إصرار المغرب على تأجيلها بسبب تخوفه من فيروس إيبولا القاتل. والدول السبع هى مصر والسودان والجزائر والجابون وغانا وكينيا وزيمبابوى.. ولا أتصور أن مصر ستوافق على استضافة هذه البطولة فلن تغامر السلطات الصحية بفتح الباب أمام الفيروس للدخول، خاصة مع توقع حضور جماهيرى مكثف، وقد تكون الإجراءات الصحية من أسباب رفض الاستضافة، إلا أن هناك أسبابا أخرى فى مقدمتها أن الكرة المصرية تقام مبارياتها المحلية بدون جمهور، وتعانى مباريات المنتخب الدولية والقارية من تكرار طرح السؤال: بدون جمهور أم بجمهور.. فى الاستاد أم فى الدفاع الجوى.. فكيف يمكن أن يفكر اتحاد الكرة أو الكاف حتى فى استضافة البطولة أو إسنادها إلى مصر؟! •• إن طلب تنظيم كأس الأمم الإفريقية القادمة من جانب السلطات الرياضية المصرية أو اتحاد الكرة سيكون لعبا بالنار وتهديدا لخطر دخول هذا الوباء القاتل إلى أرضنا.. ومهما كانت المغريات والضغوط من جانب الاتحاد الإفريقى برجاء رفض الفكرة تماما.. خاصة أن قرار المغرب بطلب تأجيل البطولة لستة أشهر جاء بعد دراسات عميقة قامت بها وزارة الصحة المغربية، مع الانتشار المرعب للمرض.. فهل هناك دراسات مماثلة فى وزارة الصحة المصرية؟! •• أعتقد أن وزارة الصحة فى مصر ليست جاهزة لاستقبال آلاف المشجعين من مختلف دول القارة فى حال استضافة كأس الأمم.. أما الادعاء بأن تنظيم البطولة سيكون شهادة على استقرار مصر وأنها بلد الأمن والأمان فإنه ادعاء فيه من العبث والتهريج الكثير، وقد سئمنا تلك الشهادات التى ننتظرها دائما من الأجانب، حتى لو تحملنا فوق طاقتنا، ولسنا فى حاجة إلى مثل تلك الشهادات؟!