عادت من جديد ظاهرة خطف الأطفال والأطباء والصيادلة والرجال بمعظم قرى ومدن محافظة سوهاج، من البلطجية وأصحاب السوابق، مهددين سلامة المواطنين والأمن العام برغم قيام الأجهزة الأمنية بشن حملات مكثفة على هذه النوعية التي تثير الرعب والقلق للمواطنين وأولياء الأمور. «طبيب طما» آخر عمليات الاختطاف شهدها مركز طما، مساء أول أمس الثلاثاء، عندما تلقى اللواء إبراهيم صابر، مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مركز طما يفيد باختطاف طبيب على يد مجهولين يدعى عصام فتحي البحيري بقسم العظام بمستشفى طما المركزي. المديرية شكلت فريق بحث وتبين أنه أثناء عودة المجني عليه من عيادته الخاصة بذات الناحية، وفي طريقه لمنزله، اقتاده مجهولون تحت تهديد السلاح داخل سيارة «ملاكي» قبل دخوله لمنزله وبعد ذلك قام الخاطفون بالاتصال بعائلته وطلبوا فدية نصف مليون جنيه ودخل العاملون في مستشفى طما المركزي بسوهاج في إضراب مفتوح عن العمل، لحين عودة زميلهم. وشمل الإضراب الأطباء والممرضين وفني الأشعة والتحليل، وهددوا جميعًا بتقديم استقالات جماعية، حتى تقوم الأجهزة الأمنية بوعودها لهم والقيام بكشف غموض اختطاف الطبيب؛ لأنها الحالة الخامسة على التوالي بذات المستشفى. ويبذل الدكتور محمد عبد العال، وكيل وزارة الصحة بسوهاج، جهودًا مضنية للتفاوض مع أطباء المستشفى بطما لعودة الأطباء للعمل وإثنائهم عن الإضراب. «قلق الشارع» قلق أبناء سوهاج يتزايد يومًا بعد الآخر، إذ يقول «محمد عبد العال – موظف»: «انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة خطف الرجال والصيادلة والأطباء بمركز طما من قبل مجهولين وبلطجية، ثم يتصلون بذويهم مطالبين دفع الفدية التي تتجاوز 300 ألف جنيه من أجل عودة الضحية، ما أثار غضب واستياء جميع المواطنين، وكان آخرها اختطاف صيدلي بقرية مشطا دائرة مركز طما، وتم دفع الفدية وعاد إلى منزله» . بينما يتساءل عبد المسيح أقلديوس «إلى متى تستمر هذه الظاهرة البشعة التي انتشرت بصورة مفزعة بقرى سوهاج؟.. أولياء الأمور يصطحبون أبناءهم إلى مدارسهم وينتظرونهم لحين انتهاء اليوم الدراسي خشية على حياتهم واختطافهم من أجل دفع الفدية». بينما يشير «جمال السيد» إلى أن بعض الفتيات استغللن حوادث الاختطاف واختلقن حوادث بخطفهن من أجل الارتباط بعشاقهن، ثم يتصلن بذويهن من أجل دفع الفدية، ولكن أجهزة الأمن كشفت أكثر من واقعة تبين أن الاتفاق كان مع الشباب». في حين، طالب «أحمد يوسف – محامي» بضرورة إبلاغ الأمن فورًا دون تردد حتى تتمكن المباحث من تتبع الجناة، وعدم الالتزام بدفع الفدية مهما كان السبب، مشيرًا إلى أن ظاهرة الاختطاف مؤخرًا لا تمثل ظاهرة بقدر أنها تجسد إشكالية مجتمعية عرفها المجتمع منذ زمن بعيد، حيث كان يتغيب الطفل وكان وقتها الأمر عاديًّا، أما الآن فأصبحت جريمة وخوف ورعب لجميع الأهالي. «الصيادلة متخوفة» من ناحية أخرى، بحث وفد من نقابة الصيادلة بمحافظة سوهاج مع مدير أمن سوهاج اللواء إبراهيم صابر، مشكلة اختطاف الصيادلة والأطباء والمواطنين بمركز طما. وعرض الوفد الوضع الأمني «الخطير» بمركز طما، بعد تكرار حوادث الاختطاف للمواطنين والصيادلة والأطباء والمواطنين وعودتهم بعد دفع أسرته للفدية. وأبدى وفد النقابة انزعاجه وأسفه الشديد من هذه الحوادث والظاهرة المتكررة من حوادث الخطف، كما أبدى مدير الأمن أسفه الشديد وانزعاجه من تلك الحوادث، مؤكدًا أن هناك معلومات تساهم في ضبط الجناة خلال أيام.