في يناير عام 1961، انشطرت قاذفة قنابل أمريكية، من طراز "بي-52" إلى نصفين أثناء التحليق فوق شرقي "نورث كارولاينا"، وسقطت قنبلتان منها فوق مدينة "غولدسبورو"، وذلك بفضل سلسلة أخطاء حالت دون انفجارهما، مجنبة بذلك الولاياتالمتحدة كارثة نووية أسوأ من تلك التي خلفها قصفها لمدينتي "هيروشيما" و"نجازاكي" في اليابان. ومن الصعوبة بمكان تحديد حجم الكارثة التي كان سيتسبب بها انفجار القنبلتين في "نورث كارولاينا"، وذلك بحسب وثائق من أرشيف الأمن القومي، رفع عنها نطاق السرية مؤخرًا، وفقًا لموقع سي إن إن بالعربية. ويقدر موقع "نيوكليرسيكرسي دوت كوم" الذي يتيح لمستخدمه محاكاة تفجير قنابل نووية، بأن قنبلة كتلك التي سقطت عرضيًا فوق "نورث كارولاينا" كانت ستطلق إشعاعًا حراريًا بقطر 15 ميلا، ويعتمد ذلك على سرعة الرياح، بجانب القضاء على أكثر من 60 ألف شخص وإصابة 54 ألف آخرين. حادثة "غولدسبورو" كانت القاذفة "بي-52" تحلق فوق "نورث كارولاينا" 24 يناير عام 1961، عندما توقف جناحها اليمين عن العمل، وانشطرت الطائرة إلى نصفين، لتسقط القنبلتان النوويتان إلى الأرض، وانفتحت مظلة قنبلة واحدة وليست الأخرى. وتقول خلاصة التقرير «تأثير انشطار الطائرة أدى لتفعيل تسلسل تشغيل القنبلتين: القنبلة الأولى انفتحت مظلتها واستقرت سليمة على الأرض، وحال انتزاع مشبك الأمان المشغل للطاقة من المولد إلى المادة المتفجرة، دون انفجارها»، «أما القنبلة الأخرى التي لم تنفتح مظلتها، فقد استقرت بعد سقطة حرة، في الأرض، وبتأثير الارتطام تحول تشغيل نظامها للاستعداد المسلح، إلا أن تضرر بعض أجزاء القنبلة حال دون انفجارها». ولم يتضح حتى اللحظة عدد الحوادث "الكارثية" المماثلة التي حدثت، إلا أن البنتاجون كشف عن 32 كارثة، تضمنت أسلحة نووية، وقعت خلال فترة زمنية قدرها 3 عقود، من الفترة من عام 1950 وحتى 1980. بجانب ذلك، هناك 21 حادثة، على الأقل، رفع عنها نطاق السرية، وقعت خلال الفترة ما بين 1950 وحتى 1968، متصلة بحوادث جوية تم خلالها إسقاط قنابل نووية إما عرضًا، أو قذفها عمدًا خارج الطائرة لدواعٍ أمنية، أو قنابل كانت على متن طائرات تحطمت. ووقعت هذه الحوادث بأماكن متفرقة بالولاياتالمتحدة، وجرينلاند، وإسبانيا، والمغرب، وإنجلترا والمحيط الهادئ والأطلسي والبحر المتوسط.