ملامحه الحادة وصوته الرخيم لا تنبئ بالمرة عن شخص طيب، ولكنه كان خجولاً، بل «بيخاف من خياله» كما كان يصفه معظم أصدقائه المقربين، مؤكدين أنه كان يخشى الظلام جدًا. ما لا يعرفه الكثيرون أن محمود المليجي كان من أصل كردي، لكنه ولد بحى المغربلين بالقاهرة، وبدأ التمثيل في سن صغيرة، حين انضم فى بداية الثلاثينيات من القرن الماضي إلى فرقة الفنانة فاطمة رشدي، وكان يؤدي الأدوار الصغيرة مثل أدوار الخادم وكان يتقاضى منها راتبًا أربعة جنيهات، وعندما اقتنعت فاطمة رشدى بموهبته رشحته لبطولة فيلم «الزواج» لكن الفيلم فشل بشكل كبير جعله يترك الفرقة وينضم لفرقة «رمسيس» للعمل كملقن. اختلاط المليجي بالوسط الفني جعله يقابل فرصا أفضل، ويعود بشكل تدريجي للسينما بأدوار صغيرة إلى أن سطع نجمه في عالم التمثيل، والغريب في الأمر، أنه بدأ حياته الفنية بأدوار غير أدوار الشر التي اشتهر بها، لكن المخرجين رأوا أن ملامحه تصلح جدا لأداء دور الشرير باقتدار. مثل المليجي 318 فيلما خلال رحلة فنية اقتربت من الخمسين عاما قدم خلالها أكثر من 750 عملا سينمائيا ومسرحيا وتليفزيونيا وإذاعيا، والمفارقة أن الرجل الذي قرر أن يترك التمثيل بعد فشل أول أعماله السينمائية، فارق الحياة وهو يمارس التمثيل، وكان ذلك يوم 6 يونيو عام 1983، أثناء تصويره الفيلم التلفزيوني«أيوب»، وهو يتناول القهوة مع صديقه عمر الشريف في استراحة قصيرة قبل تصوير آخر لقطات دوره في الفيلم.