الجريدة - في الذكرى ال 28 من وفاته، نتذكره يطل علينا بنظرته القاسية، وأدوار الشر التي ظلمه بعض المخرجين حينما حصروه فيها رغم أن براعته كانت تؤهله للكثير من الأدوار الخيرة والمركبة بل والكوميدية أيضا. ولد محمود المليجي فى 22 ديسمبر 1910 فى المغربلين بالقاهرة، وانتقل مع عائلته إلى حىّ الحلمية (بالسيدة) وبعد الابتدائية التحق بالخديوية الثانوية وكان مدير المدرسة لبيب الكروانى يشجع المسرح، فالتحق المليجى بفريق التمثيل وتتلمذ على أيدى كبار الفنانين الكبار ومنهم عزيز عيد والذين كانوا يدربون فريق التمثيل بالمدرسة. وعن هذه الفترة حكى المليجى موقفًا عن الرائد المسرحى عزيز عيد وقال إنه فى السنة الرابعة كان يدربهم، وظل المليجى مبهورًا به فلازمه وقلده وحاول أن يلفت انتباهه إلا أن عزيز عيد لم يسند له أى دوّر رغم إعجابه بأداء المليجى بل كان يقول له: "روح دور على شغلة تانية غير التمثيل" وكان المليجى يتوارى خلف شجرة بالمدرسة ويبكى إلى أن قال له أحد أصدقائه إن عزيز عيد يتنبأ له بمستقبل رائع فسأله المليجى: "مَنْ قال لك ذلك ؟ فأجابه صديقه بأن عزيز عيد نفسه هو الذى قال هذا"، وإنه أراد ألا يتملك الغرور الفتى الموهوب، وفى عرض مسرحى للمدرسة كانت فاطمة رشدى بين الحضور وهنأت المليجى على أدائه ودعته لزيارتها فى مسرحها حيث عرضت عليه العمل فى فرقتها براتب أربعة جنيهات شهرياً، فترك المدرسة لعجزه عن الجمع بين التمثيل الذى سيطر على حواسه والتعليم. وظهر المليجي لأول مرة فى السينما فى فيلم الزواج عام 1932، وفشل الفيلم فترك الفرقة وعمل كملقن فى فرقة يوسف وهبى ثم اختاره المخرج إبراهيم لاما لأداء دور "ورد"، غريم قيس، فكانت بداية أدوار الشر التى استمرت 30 عاماً، وفى 1936 جاء دوره فى فيلم "وداد" أمام أم كلثوم، إلى أن بدأت محطته المتميزة مع يوسف شاهين، حيث يعد شاهين أكثر مخرج استثمر الطاقات التمثيلية العملاقة لدى المليجى، فرشحه لأفلام جميلة بو حريد، والاختيار، والعصفور، وعودة الابن الضال، وإسكندرية ليه، وحدوتة مصرية. تزوج المليجى الفنانة عُلوية جميل فى 1939 واستمر زواجهما 44 عاماً. وتوفى المليجي في مثل هذا اليوم السادس من يونيو 1983 توفى أثناء عمله فى فيلم "أيوب" مع عمر الشريف فيما كان يستعد لتصوير آخر اللقطات فى دوره.