«إن تصريحات جون كيري واسعة النطاق بشأن ثورة 25 يناير 2011 المصرية، بأن الشباب من أطلق شرارتها، وأن الإخوان المسلمين من سرقوها بيان يثير الغضب» .. هكذا افتتح أحمد ماهر الناشط المسجون في سجن طرة ومؤسس حركة 6 إبريل، مقاله الأخير في "الواشنطن بوست". يوضح ماهر في مقاله بصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي تثير الغضب ليس لأنها غير حقيقية، وإنما لأنها تتجاهل الحقيقة الأحدث، بأن العديد من الشباب الذين أشعلوا شرارة الثورة في السجن الآن لدفاعهم عن الديمقراطية وحقوق الإنسان. وتحت عنوان «ماذا حدث بالفعل للثورة المصرية؟» يقول ماهر «نعم سيد كيري، نعرف جميعنا أن ثورة 2011 بدأها الشباب وسرقها الإخوان. ونتفق معك على أن الإخوان حكموا مصر بلا كفاءة، وبغباء، وعناد، وطمع»، وفقًا لتعبيره. «لا أحد يختلف على ذلك. العديد من أولئك الشباب الذين تمردوا على حكومة مبارك في 2011 احتجوا أيضًا ضد عجز الإخوان في 30 يونيو 2013. ولكنهم الآن يقبعون في السجون، ويهاجمهم الإعلام المصري كل يوم». يضيف ماهر «أن مصر يحكمها الآن نظام عسكري لا يقبل الانتقاد أو حتى المشورة، ولم يقنع بمجرد تمرير قانون لمنع الاحتجاجات، بموجبه أنفذ حكمًا لثلاث سنوات في السجن وأدفع غرامة 50 ألف جنيه»، على حد قوله. يضيف ماهر أنه لا أحد يستطيع التعبير عن الرأي بعد الآن، وعندما يتحدث أحد عن الاتجاه الخاطئ الذي تسلكه البلاد، أو انتهاكات حقوق الإنسان، أو القمع الذي يزداد كل يوم، تكون العواقب إما الموت أو السجن، أو على الأقل تشويه سمعته في الإعلام، وفقًا للمقال. وتابع «نعم هناك دستور جديد، ولكن لا ينتقد أحد أي من مواده؛ لأن السلطات اعتقلت ناقديه قبل تمرير الدستور». مضيفًا «ونعم، كان هناك انتخابات رئاسية الأسبوع الماضي، ولكن الجميع كان يعلم النتيجة قبل حدوث التصويت سيد كيري. ويعلم الجميع أن التصويت لا يمت بصلة بإجراء مسار الديمقراطية. ليس هناك مسار الديمقراطية للبدء به، الأمر مسرحية هزلية». يستكمل ماهر كلماته لكيري بأن "تصريحاته في نوفمبر، بالإضافة للقرار الأمريكي باستكمال تقديم المعونة لمصر الشهر الماضي، تم تفسيرها للأسف في مصر كدعم لهذا النظام العسكري، وشجعته على المزيد من القمع والطغيان". «نعم، أشعل الشباب الثورة ، واختطفها الإخوان، ولكن لا يوجد سبب يجبر القوات الأمنية على قتل كل من الإخوان والشباب. نعم، هناك إرهابيون ومتشددون يستخدمون السلاح ويسببون تفجيرات غادرة، ويجب علينا جميعًا محاربة هذا الإرهاب». إلا أن ماهر يرى أنه من غير المقبول أن تلجأ السلطات المصرية للتعميم وتوجه الاتهامات بدون أدلة «يشجع انتهاك حقوق الإنسان فقط الآخرين على اللجوء إلى العنف، واليأس من المقاومة السلمية والديمقراطية». يرى ماهر أنه ينبغي على السلطات المصرية احترام الحريات، وحقوق الإنسان، وحرية التعبير، والحوار، والشمول، ويجب ألا تشجع الآخرين على اللجوء إلى التطرف والعنف. ويختتم ماهر رسالته لكيري بالقول «إذا كانت طائراتكم الأباتشي هامة في الحرب ضد الإرهاب، أؤكد لك أن الحريات الفردية، والديمقراطية، واحترام حقوق الإنسان، والحوار، والشمول مهمة أيضًا في الحرب ضد الإرهاب». كانت محكمة جنح عابدين، قضت بحبس أحمد دومة، ومحمد عادل، وأحمد ماهر، 3 سنوات وغرامة 50 ألف جنيه لكل منهم، لاتهامهم ب«الاعتداء على القوات، استعراض القوة أمام محكمة عابدين، وإتلاف منشآت عامة وخاصة، وإصابة أفراد القوات المكلفة بتأمين المحكمة».