طالبت دار الإفتاء المصرية، بضرورة تنسيق الجهود الإسلامية، في مجال رصد الفتاوى المسيئة للإسلام والمسلمين، والتعامل معها بشكل عملي وفقهي يقدم معالجة وافية وكافية لها ويرد كل ما يثار من شبهات حول صورة الإسلام والمسلمين، وضرورة مخاطبة الغرب بلغة يفهمها ويتواصل بها، عبر سبل وآليات تصل بالرسالة الإسلامية إلى عقر دار المجتمع الأوروربي والأمريكي لإزالة اللبس وسوء الفهم عن الإسلام والمسلمين. وشددت دار الافتاء، على أهمية إعداد دراسات معمقة لأسباب ظواهر التكفير والتطرف والتي تغذي الحركات الإرهابية حول العالم ، وتدفع الكثيرين إلى اللجوء إلى العنف وحمل السلاح والصدام مع العالم من حوله . جاء ذلك، فى التقرير الثالث الذى اصدره مرصد دار الإفتاء المصرية للفتاوي التكفيرية اليوم الثلاثاء حول "أثر الفتاوى المتطرفة على صورة الإسلام في الغرب"، والذى ذكر أن تعامل جماعات الإسلام السياسي مع الدين على أنه أيديولوجية سياسية وتصدر غير المؤهلين للحديث عن الشريعة جعلتنا أمام تحد متزايد لنقل صورة الإسلام الصحيحة إلى العالم . واستعرض تقرير مرصد فتاوى التكفير بدار الإفتاء المصرية، نماذج من فتاوى القتل والعنف والخطف التي شهدها العالم في الماضي والحاضر وأثرها على صورة الإسلام في العالم، والتي كان من أشهرها فتوى إهدار دم سلمان رشدي الكاتب البريطاني ذي الأصول الهندية وصاحب رواية "آيات شيطانية" والتي أصدرها الخوميني في أواخر الثمانيات، وهو الأمر الذي تناولته وسائل الإعلام الغربية بنوع من التحيز الشديد والتعميم بأن الإسلام يدعو إلى قتل روائي بسبب كتابته ، وهو ما أدى إلى صدور عدد من الترجمات لتلك الرواية وشن العديد من الكتاب والمفكرين الغربيين الهجوم ضد الإسلام والمسلمين باعتبار أن الإسلام يبيح قتل الكاتب سلمان رشدي. كما عرض تقرير مرصد دار الإفتار، لما تقوم به حركة "بوكو حرام" من انتهاك للحرمات واستباحة الدماء، وهو ما اعتبرته الدار استخدامًا صارخًا من قبل الجماعات المتطرفة لسلاح الفتاوى لتبرير عملياتها الإجرامية في حق الأبرياء.