يقول مسؤولون أمريكيون: إن الانفراجة التي أدت إلى مبادلة أسير أمريكي بخمسة معتقلين في السجن الحربي الأمريكي في جوانتانامو بصورة مفاجئة أمس السبت حدثت بعدما غيرت الفصائل المتشددة في حركة طالبان الأفغانية موقفها؛ فيما يبدو ووافقت على عملية التبادل . ومنذ أواخر عام 2010 لجأت الولاياتالمتحدة إلى الطرق الدبلوماسية للإفراج عن بو برجدال، السارجنت بالجيش الأمريكي الذي احتجزته طالبان لنحو خمس سنوات، لكن الجهود لم تسفر عن شيء حتى الآن. وذكر مسؤولون أمريكيون أن انعدام الثقة بين واشنطن وطالبان عرقل إحراز أي تقدم، كما عرقلته مخاوف الرئيس الأفغاني حامد كرزاي العميقة من أن يقوض اتفاق بين الأمريكيين وطالبان سلطات حكومته الهشة. وأضاف المسؤولون أنه زاد من تعقيد المحادثات الانقسام الداخلي بين فصائل طالبان الراغبة في إجراء محادثات مع الأمريكيين وتلك التي تعارضها بشدة. وقال المسؤولون: إنه بعد الكشف عن جهود دبلوماسية سابقة في نهاية 2011 بذلت قيادة طالبان جهودًا كبيرة لاحتواء الانقسامات الداخلية التي حدثت بسبب احتمال التوصل لاتفاق سلام مع واشنطن. وأوضح المسؤولون أن الأمر تغير في الأسابيع الأخيرة عندما غيرت الفصائل المتشددة في طالبان موقفها، ولم يتضح على وجه التحديد متى حدث هذا التغير، ومهد هذا الطريق أمام تسلم قوات العمليات الخاصة الأمريكية لبرجدال أمس السبت في منطقة نائية بشرق أفغانستان وإطلاق سراح خمسة من معتقلي طالبان ونقلهم جوًّا على متن طائرة عسكرية أمريكية من جوانتانامو إلى قطر. وكانت السياسات الرئاسية من بين العوامل الأخرى التي أدت إلى عملية التبادل، إذ تعهد المرشحان في جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية الأفغانية عبد الله عبد الله وأشرف عبد الغني بتوقيع اتفاق أمني ثنائي يسمح لقوة أمريكية صغيرة بالبقاء بعد انتهاء العمليات القتالية لقوات حلف شمال الأطلسي في البلاد في ديسمبر. ويقول مسؤولان أمريكيان: إن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هل تمهد عملية التبادل السبيل أمام محادثات سلام أوسع بين طالبان والحكومة الأفغانية من أجل وضع نهاية للصراع في الدائر في البلاد.