سد متظاهرون أكراد طريقًا سريعًا في جنوب شرق تركيا واحتجزوا جنديًّا احتجاجًا على بناء مواقع عسكرية مما يظهر مدى هشاشة عملية السلام التي يأمل رئيس الوزراء طيب أردوغان أن تساعده في الفوز بالرئاسة. وبدأ أردوغان عملية السلام مع زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان عام 2012 في محاولة لإنهاء تمرد استمر نحو ثلاثة عقود وأودى بحياة 40 ألف شخص في خطوة لم تكن ولفترة طويلة لتخطر ببال أحد في ظل معارضة قومية قوية. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يخوض أردوغان أول انتخابات رئاسية مباشرة في تركيا في أغسطس آب ويمكن أن يكون دعم الأقلية الكردية التي تمثل نحو خمس عدد السكان عاملًا رئيسيًّا في فرص نجاحه. ويحتاج أردوغان أغلبية بسيطة للفوز بالرئاسة من الجولة الأولى، وحصل حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه على نحو 45 في المئة على مستوى البلاد في الانتخابات البلدية التي جرت نهاية مارس آذار وهو ما يعني أهمية كل صوت في المعركة الانتخابية. وقال أردوغان في كلمة أمام آلاف من مؤيدي حزب العدالة والتنمية بإقليم أجري في شرق البلاد قرب حدود إيران والذي تقطنه أغلبية كردية، اليوم الأربعاء: «أنتم متمسكون بعملية السلام، أعتقد أنكم لن تسمحوا بتخريبها، والذين يقتاتون على الدماء والفوضى سيحاولون إفساد العملية». وقالت مصادر أمنية: إن متشددين من حزب العمال الكردستاني خطفوا الجندي وهو سارجنت بالجيش أمس الثلاثاء بعد أن أضرموا النار في سيارته عند حاجز أقاموه على الطريق بين ديار بكر وبنجول، ما دفع الجيش لشن عملية لإنقاذه. وسد المتشددون عدة نقاط على الطريق السريع باستخدام الشاحنات والسيارات التي استولوا عليها على مدى أربعة أيام من الاحتجاج على بناء عدة مواقع عسكرية جديدة تستخدمها القوات المسلحة لتشديد الأمن في المنطقة. وحمل حزب العمال الكردستاني السلاح في وجه الدولة التركية عام 1984 بهدف إقامة دولة في جنوب شرق البلاد للأكراد الذين يمثلون نحو 20 في المئة من السكان لكنهم حرموا طويلًا من حقوقهم الأساسية السياسية والثقافية. وجازف أردوغان باستثمار كثير من رصيده السياسي في عملية السلام وقام بتوسيع الحقوق الثقافية واللغوية للأكراد مخاطرًا بإثارة غضب قطاعات من قاعدة مؤيديه الأساسية. أدرجت تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني على قائمة المنظمات الإرهابية. وما زال وقف إطلاق النار الذي أعلنه أوجلان في مارس عام 2013 قائمًا إلى حد كبير لكن حزب العمال الكردستاني أوقف عملية لانسحاب مسلحي الحزب إلى قواعدهم بشمال العراق الصيف الماضي؛ احتجاجًا على عدم إحراز تقدم في عملية السلام، ووقعت أعمال عنف متقطعة في الأشهر القليلة الماضية.