بعد غياب خمس سنوات كاملة، عادت الفنانة اللبنانية نور فى عملين دفعة واحدة، نور التى أصبحت أمًا فى هذا الحوار تتحدث عن أطفالها وعودتها ومرشحها للرئاسة وأشياء أخرى.. • لماذا كان الغياب ولماذا العودة؟ الغياب كان رغما عنى، فالظروف هى التى أجبرتنى على الغياب هذه الفترة، فقد تزوجت فى البداية ثم حملت وانجبت ابنى الأول وبعدها حدثت ثورة يناير، ثم حملت فى ابنتى وبعدها ثورة يونيو، وهكذا ما بين ظروفى الخاصة وما بين ظروف البلد كان الغياب، والحكاية كلها جاءت متلاحقة وخلال هذه الفترة كنت اتنقل مابين مصر وبيروت وأمريكا وحتى الفترات التى كنت أريد أن أعود فيها إلى التمثيل كان المعروض علىّ يجعلنى أتردد كثيرا فى العودة، وكان لدىّ إحساس ان العودة سوف تكون صعبة لأنه كلما طالت المدة كانت العودة صعبة وربما تكون مستحيلة، خاصة ان الخمس سنوات الماضية شهدت تغيرات كثيرة فى الفن وفى الوسط، وكان ينتابنى شعور بالخوف والقلق من الغياب وشكل العودة كيف سيكون وأى الموضوعات سوف يعيدنى إلى الشاشة من جديد إلى أن جاءنى مسلسل «سرايا عابدين»، والذى يمكن ان تقول انه انقذنى من هذه الحيرة. • طيلة الخمس سنوات الماضية سمعنا كثيرا عن اعمال سوف تشاركين فيها ووافقت عليها لكنها لم تنفذ لماذا؟ كانت هناك أخبار كثيرة غير حقيقية فأنا لم أوافق على أى عمل عرض على خلال فترة التوقف وكنت أرفض كثيرا أعمالا لم أكن أجد نفسى فيها أو اجد انها سوف تكون عودة مناسبة فقد كنت اتمنى ان اخرج من هذه الحالة لكنى فى نفس الوقت أردت أن يكون لدىّ شىء قوى أعود به، ولم يحدث ان وافقت على شىء ولم يؤجل باستثناء مسلسل لبنانى عن «مى زيادة»، وهو عمل مهم وصعب ومرهق استعددنا له كثيرا ولظروف ما تم تأجيله، وهناك مشروع لتحويله إلى فيلم سينمائى بنفس فريق العمل. • هل ندمت على أى شىء رفضتيه بعد تنفيذه ومشاهدتك له؟ صدقنى والحمد لله عمرى ما ندمت على عمل رفضته حتى بعد أن شاهدته. • لماذا «سرايا عابدين» وكيف كانت بداية علاقتك بالمسلسل؟ اتصل بى المخرج عمرو عرفة وأرسلت لى شركة الإنتاج الحلقات الأولى من المسلسل، والحقيقة أننى شعرت من بداية القراءة أن هناك شيئا مختلفا، وأن الموضوع شيق للغاية، وحدث اتصال آخر بينى وبين عمرو عرفة ونقلت له موافقتى لكنى أخبرته اننى سوف اكون مشغولة لفترة بسبب السفر، والحقيقة أنه قال لى إنه سوف ينظم مواعيد تصويرى، وبالفعل والحمد لله بدأت التصوير، وكان سرايا عابدين مثالا للعودة التى كنت أتمناها. • وكان أيضا فأل حسن فقد عملت فى مسلسل آخر هو الإكسلانس؟ بالفعل وكان من المقرر عرض سرايا عابدين قبل رمضان وعرض الإكسلانس فى رمضان لكن شركة انتاج المسلسل الأول قررت ان تعرضه فى رمضان ايضا، وأصبح لى بعد هذا الغياب الطويل عملان فى رمضان. • سراى عابدين بدأ بمشكلات وصراع حول صاحب النص الأصلى ألم تخشَ من تأثير هذا الصراع على عودتك؟ أى عمل كبير يمكن ان تحدث فيه بعض المشاكل لكنها فى النهاية ليست مشكلات جدية، وإلا ما كان استمر تصوير المسلسل وإنتاجه، ونحن لا نريد أن يحدث لنا مشاكل فى اعمالنا، نريد أن نقدم فنا بعيدا عن الأزمات، والحمد لله انتهت هذه الأزمة بالفعل قبل أن تقدمين به شخصية فريال زوجة الخديو اسماعيل. • هل قرأت ما كتب عن هذه الحقبة التاريخية أم اكتفيت بالسيناريو؟ هناك أشياء قرأت عنها بالفعل، وهناك أشياء أخرى اكتفيت فيها بالسيناريو وعندما يكون لدىّ استفسار كنت أسأل عنه، والحقيقة أننى سعيدة بما كتبته هبة مشارى، التى جعلت كل الشخصيات رائعة، ومن بينها شخصية فريال التاريخية، وإذا سألت أحدا آخر فى المسلسل عن شخصيته سوف يقول لك نفس الكلام، فكل الشخصيات بالفعل جيدة، وفيها بناء درامى عالٍ، وأنا مبسوطة، وأنا أعمل هذه الشخصية. • رغم عدم كونك بطلة المسلسل وهناك بطلات آخريات فيه؟ بعد غياب خمس سنوات كان لابد وان تكون العودة مع مجموعة كبيرة ومهمة مثل الذين شاركوا فى سرايا عابدين، وهو مناسب جدا فأنا كممثلة يمكن أن تقول إن «عضلاتى» ماتت وكنت أحتاج أن ابدأ فى صحبة نجوم كبار، ولم يكن من الممكن أن أعود بمفردى فى عمل من بطولتى. • المسلسل باللغة العربية الفصحى؟ هو خليط من العربية الفصحى والمصرية مع قليل من الفرنسية فى دورى. • الأمور فى الفيديو مرهقة وكثيرة لماذا لم تكن العودة سينمائية؟ السينما بالنسبة لى هى المحرك الرئيسى وشغفى الأول، لكن عندما يأتيك نص مثل سراى عابدين لابد وان تتحرك من اجله وتوافق عليه • ماذا عن مسلسلك الآخر الإكسلانس؟ وجاءنى بعدما بدأت تصوير سراى عابدين وعرضه على المخرج وائل عبدالله، ووجدت أننى مع مجموعة أحبها وعملت معها من قبل وفى عمل بعيد تماما عن سراى عابدين فقبلته والحمد لله. • تعملين مجددا مع أحمد عز كيف ترين اللقاء فى الدراما التليفزيونية هذه المرة؟ لا يوجد شىء مختلف وانا سعيدة اننى اعمل مجددا مع عز واحمد رزق وصلاح عبدالله الذى يشاركنى سرايا عابدين ايضا والأجواء كلها سعيدة. • اثناء غيابك وعدم عملك هل قمت بتقييم الفترة الماضية فى حياتك؟ بالفعل قمت بعمل تقييم لنفسى ولما قدمته، والحقيقة اننى سعدت جدا بما قدمته ولعلمك اثناء ما كنت اقوم بعمل ادوارى السابقة كنت اشعر اننى مقصرة فى شىء ما، وكنت ألوم نفسى واقول كان لابد وان اقوم بكذا، لكن عندما شاهدت هذه الأعمال بعيدا عن أى شىء وجدت اننى قدمت اعمالا رائعة والحمد لله اننى راضية عما قدمته من قبل. • قيل كلام كثير حول منافسة سرايا عابدين للدراما التركية وانه يتبنى منهجها؟ أنا لا اشعر بذلك فنحن نقدم مسلسلا كبيرا به مجموعة كبيرة من الممثلين من بلدان عربية كثيرة، ولا أظن أننا ننافس أحدا، ومن يرى اننا ننافسه هو المسئول عن ذلك. • ولكنكم سوف تعرضون وسط كوكبة من النجوم ومسلسلاتهم؟ وما الذى يضر فى ذلك، بالعكس فهذا شىء جيد ان ترى عادل امام ويسرا وليلى علوى ويحيى الفخرانى وغيرهم فى اعمال كبيرة، وكل ذلك لصالح المشاهد وانا يهمنى ان يكون كل الأعمال ناجحة وجيدة وفى النهاية كل مسلسل سوف يحقق ما كتبه الله له. • الاعمال التاريخية تحظى بنقد فنى ونقد تاريخى هل اعددتم العدة لذلك؟ أظن ان الكاتبة راعت كل الظروف التاريخية ونحن قمنا بما علينا فنيا وكلنا مبسوطين بما قدمناه لكن النقد سوف يظل موجودا وانا ارحب به. • هل كنت منشغلة بالأحداث السياسية المصرية وثوراتها؟ لم اكن موجودة لا فى يناير أو يونيو، حيث عدت بعد ايام قليلة من قيام ثورة يناير ونفس الحال فى يونيو، ولكنى تابعت يناير من خلال الفضائيات وانا فى الولاياتالمتحدة، والحقيقة اننى انزعجت وانا أرى احداث العنف والقتل والاشتباكات لأن شكل الشارع وقتها هو نفسه شكل الشارع فى بيروت ايام الحرب وكنت مرعوبة لانى اعرف جيدا انه اذا ابتدت الدوامة لن تنتهى مثلما حدث فى لبنان، والحقيقة ان قلبى انقبض. • والآن هل أنت على الحياد من الأحداث؟ لن اقول لك إننى على الحياد لدواعٍ دبلوماسية لكنى كنت سعيدة مثل باقى الشعب المصرى فى 30 يونيو بالفعل. • هناك انتخابات للرئاسة فى مصر ولبنان فى نفس التوقيت كيف ترين ذلك ولمن سوف تعطى صوتط لو كنت مصرية ولك صوت؟ بصراحة انا اميل إلى الجيش والى قادته، ونحن فى لبنان نعرف جيدا قيمة الجيش ومعاناته ودائما يأتى رئيس الجمهورية فى لبنان من الجيش وانا على المستوى الشخصى بحب جيش بلدى وهذا الشعور انتقل معى فى مصر وانا احب الجيش المصرى. • كيف ترين الوضع السياسى فى لبنان الآن؟ بصراحة انا زهقت من السياسة ولم اعد لدىّ رغبة لأنى عشت هذه المأساة والاختلافات من قبل ولم يعد لدىّ أى رغبة فى ان اعيش هذه الأجواء مجددا، كل الذى اريده كفنانة وانسانة ان كان فى مصر أو لبنان هو الأمن والامان وان اعيش مطمئنة على نفسى وعلى احبابى واصدقائى. • هل تشهد البلاتوهات التى تعملين فيها أجواء الانتخابات والكلام عن السياسة؟ الكلام عن الفن اكثر للحقيقة والكلام فى السياسة نادر داخل البلاتوهات وربما لخبرتى فى الحرب اللبنانية فقد تعودت عدم الكلام فى السياسة. • هذه الخبرة هل جعلتك اقوى وانت تشاهدين مايحدث فى مصر؟ ربما لكنى فى النهاية أم ولدىّ أطفال ومن المؤكد كنت قلقة عليهم. • هل شعرت بالخوف على الفن اثناء حكم الإخوان كما شعر البعض؟ أنا تعودت ان انتظر حتى ارى النتائج ولا احب الشائعات التى يبنى عليها افكار مسبقة لكن كما نعلم حكم الإخوان لم يستمر. • كان هناك هجوم على الفنانات اللبنانيات وما يقدمنه مؤخرا كيف ترين ذلك؟ الحقيقة ان هذا الموضوع «بايخ» وقديم وكل فنانة تمثل نفسها، ويمكن أن تقدم ممثلة مصرية شيئا مشينا، فهل نتهم كل المصريات بذلك؟ أظن ان المسألة ليست فى محلها. • هل تنوين التوقف الآن مجددا أم ستستمرين؟ سوف اتوقف قليلا لكن ليس خمس سنوات، لأنى سوف اظل اصور حتى شهر ديسمبر فى سرايا عابدين فى جزئه الثانى. • هل كنت ستقبلين اعمالا مثل سرايا عابدين ومى زيادة وهى أعمال ضخمة ومهمة فى بداية حياتك؟ كنت سأقدمها لكنى اظن اننى الآن اكثر نضجا وهذا فى صالحى. • ما الذى غيره الزواج والأمومة فيك؟ أشياء كثيرة فقد علمتنى الأمومة الصبر والمسئولية وعلمتنى أن هناك أشياء أخرى مهمة فى الحياة بالاضافة إلى أنها عرفتنى على نوع جديد ومختلف من الحب. • هل يمكن أن نرى أى منها ممثلا؟ إذا ارادوا ذلك فأنا اهلى لم يعترضوا على رغبتى فى ان اكون ممثلة وساعدونى فى ذلك ومن غير المعقول أن ارفض رغبة أى من ابنائى فى ان يعملوا فى مجال التمثيل. • هل ساعدك استقرار زواجك فى حياتك الفنية؟ مؤكد فأنا من الشخصيات التى تحب ان تكون حياتها الشخصية مستقرة وسعيدة حتى ابدع واقدم فن جيد ولست ممن يهربون من ازماتهم للفن أو يستعينون بالفن على ازماتهم الشخصية بالعكس لابد وان تكون حياتى مستقرة اولا.
