أول ظاهرة تشويش كانت فى 1986 بعد أن قطع مهندس إرسال قناة «إتش بى أو» وبث رسالة ضد ارتفاع أسعار الاشتراك جماعات مسيحية استخدمت التشويش لمكافحة أفلام «البورنو» إسرائيل سيطرت على قناة المنار فى 2006 فاعل مجهول ضرب الجزيرة الرياضية أثناء كأس العالم فى 2010 تعد قضية ماكس هيدوروم هى أشهر قصة تشويش وسطو على ارسال قناة فى العالم، لأن التشويش استمر قرابة الدقيقة ونصف الدقيقة دون ان يستطيع احد إيقافه، وحتى الآن لم يعرف من هو مرتكب العملية أو مصدرها، أو المكان الذى صدرت منه الترددات المتشابهة. بدأت قصة هذا التشويش عام 1987 عندما انقطع ارسال اثنتين من أشهر القنوات الامريكية فى شيكاغو اثناء اذاعتهما لمسلسل شهير باسم «دكتور هو» فى وقتين مختلفين، ليظهر مكانه مقطع مصور لشخص يرتدى قناعا لشخصية كارتونية شهيرة لجاسوس بريطانى يدعى «ماكس هيدروم»، يقوم بالرقص على أنغام غير واضحة واستمر المشهد قرابة الدقيقة والنصف، حيث فشلت القناتان فى قطع الارسال والعودة للمسلسل، ما أجبرهما على قطع الكهرباء عن الأستوديو الرئيسى كله لوقف المهزلة. ورغم تكرار نفس المشهد بنفس الطريقة مع قناة «9 و11» الأمريكيتين، إلا أن الجميع فشل فى تفسير الظاهرة بعد أن تحولت لقضية أمن قومى تداولتها جميع الصحف والقنوات، بحثا عن صانع هذا التشويش وسبب حدوثه، إلا أنه مازال قيد المجهول حتى الآن. كابتن «ميد نيت».. التمرد على التشويش رغم أن قضية التشويش المعروفة باسم كابتين «ميدنيت»، هى أول ظاهرة تشويش على قناة تبث من قمر صناعى فى العالم عام 1986، إلا انها لم تحظ باهتمام ظاهرة ماكس، لأنها لم تكن ملحوظة وتم القبض على مرتكبها. ففى منتصف عام 1986 فوجئ مشاهدى قناة «اتش بى او» بحدوث تشويش على القناة وظهور صورة زرقاء حملت رسالة تتضمن اعتراض المشوش فيها على انتهازية القناة، التى رفعت الاشتراك فيها إلى مبلغ 12 دولارا، وكتب فى الرسالة «مساء الخير.. HBO، من كابتن ميد نيت: 12 دولارا اشتراكا كيف هذا؟». ورغم عدم استمرار الرسالة كثيرا، إلا أن القناة استطاعت رصد مكان ارسال الاشارة وكانت قادمة من مركز القمر الصناعى فى ولاية فلوريدا الامريكية، وتم القبض على شخص يدعى «ماكدوجال» يعمل مهندسا فى المركز الذى اعترف بارتكابه الجريمة بعد اصابته بالإحباط والغضب من انتهازية القناة الفضائية، بحسب قوله، وحكم عليه بالسجن لمدة عام وغرامة 5 آلاف دولار. نشر المسيحية بالتشويش صاحبت ظواهر التشويش التى ظهرت بعد عام 1987 عددا من طرق التشويش المختلفة، أبرزها كان من شبكة قنوات المسيحية، التى استأجرت مهندسا متخصصا فى التشويش على الاتصالات للتشويش على قناة «بلاى بوى» أشهر قنوات الأمريكية لأفلام البورنو، حيث سيطر التشويش على القناة لأسبوع بشكل متقطع، وأثناء التشويش كانت تظهر رسالة تدعو فيها المشاهدين لأن يتركوا الفواحش ويبحثوا عن المسيح لاستغفاره. التشويش فى أستراليا تأتى من أبرز قصص التشويش حول العالم قضية التشويش على التلفزيون الاسترالى فى 2007، عندما انقطع الصوت على مسلسل «مايداى» وظهر صوت يتحدث باللكنة الأمريكية يقول «يا ايها المسيح الطاهر ساعدنا»، واستمرت تلك الجملة فى تكرار ل6 دقائق متواصلة، وهو ما أثار الرأى العام الاسترالى فى ذلك الوقت، مشككين فى مدى ضعف الأمن الالكترونى، إلا أن رئيس التلفزيون نفى وقتها ان يكون ذلك تشويشا، قائلا إن الجملة المعادة ما هى إلا جزء من المسلسل فقط، إلا ان الكثير من الابحاث التى اجريت حول الظاهرة اكدت أن الارسال كان بغرض التشويش وأنه جاء من خارج استراليا. عودة الزومبى أحدث تلك الظواهر كانت فى يوليو الماضى عندما ظهر التشويش على قناة «سى بى إس» الامريكية لمدة دقيقة، ظهرت فيه رسالة تحذر الشعب الامريكى من ظهور وباء خطير يحول الافراد إلى وحوش مثل الزومبى، إلا ان القناة استطاعت قطع الارسال سريعا والقبض على مجموعة من الشباب من احد الشقق، كان معهم اجهزة تشويش فائقة القوة لا يمتلكها سوى اجهزة المخابرات، لتسجل تلك الحادثة نوعا جديدا من مرتكبى جرائم التشويش. الجزيرة.. وضياع كأس العالم المشفر على المستوى العربى تعد ظاهرة التشويش هى الأبرز على الاطلاق تعود لقناة الجزيرة الرياضية عندما تعرضت لموجة تشويش لقنواتها الناقلة لكأس العالم بجنوب أفريقيا 2010 على قمر النايل سات، خصوصا فى بداية البطولة، وهذا ما أثار الرأى العام العربى باعتبارها الناقل الحصرى لحقوق الوطن العربى. وتعددت اصابع الاتهام ضد عدد من الدول أبرزها مصر، التى اعلنت انها ستقاضى شركة النايل سات للأقمار الصناعية نتيجة التشويش الذى تعرض له إرسال الجزيرة خلال بث مباراة افتتاح كأس العالم جنوب أفريقيا 2010، بينما اتهم البعض إسرائيل التى استخدمت تقنيات متطورة فى هذا الصدد، خاصة بعد ان ظلت القنوات الاسرائيلية هى الوحيدة التى تذيع مباريات كأس العالم فى منطقة الشرق الاوسط. واتجهت الاتهامات أيضا للأردن، خاصة بعد أن فشلت المفاوضات بين الأردن والقناة، لنقل المباريات على القنوات الأردنية، وهو ما جعل الحكومة الأردنية تشوش على القناة كنوع من العقاب، كما ذكرت مصادر فى مقر قناة الجزيرة أن الأردن كان قد طلب فى وقت سابق من القناة توفير شاشات تلفزيون عملاقة فى أماكن عامة تمكن الأردنيين من مشاهدة المباريات مجانا، ورفضت شبكة الجزيرة ذلك لأن دولا عربية أخرى ستتوقع معاملة تفضيلية مماثلة. إسرائيل تحتل قناة المنار ومن أبرز قضايا التشويش الشهيرة قضية تشويش المخابرات الإسرائيلية على قناة المنار التابعة لحزب الله اللبنانى اثناء حرب لبنان 2006، حيث قطعت إسرائيل ارسال القناة لعدة ساعات ثم اذاعت برامج إسرائيلية مضادة لحزب الله، تتهمه بالإرهاب وإشاعة الفوضى، ومقطع غير حقيقى يصور زعيم الحزب حسن نصر الله وخلفه جنود يضعون البنادق فى رأسه وصوت يقول: «قد اقترب»، ثم مشاهد لطيران الإسرائيلى يدمر عدة اهداف على الأراضى اللبنانية.