يشهد نارندار مودي انتصارا تاريخيا لحزبه بهاراتيا جاناتا (حزب الشعب) بعد الانتخابات العامة في الهند. ويتوقع خبراء العلاقات الهنديةالأمريكية الآن تغيرات كبيرة في تعاملات البلدين. وكان مودي شخصية مثيرة للجدل في الهندوالولاياتالمتحدة، ويقول منتقدون إنه لم يقم بما يكفي كثيرا لوقف أعمال الشغب في غوجرات التي خلفت ألف قتيل على الأقل عام 2002. ونفى مودي هذه المزاعم، ولم يدن رسميا بارتكاب أي جرم. ومنعته الولاياتالمتحدة حق الحصول على تأشيرة، وصار شخصية منبوذة دوليا. ولكنه سيعمل عن قرب مع المسؤولين الأمريكيين بعد توليه رئاسة الوزارة في الهند. وفي هذا المقال يلقي خبراء الضوء على تبعات انتخابته على العلاقات بين الهندوالولاياتالمتحدة. العمل مع السيد مودي ليزا كورتيس يجب أن ترسل إدارة أوباما إشارة واضحة أنها مستعدة للعمل مع مودي، وأنها لن تزدريه بسبب أزمة غوجرات. وكان مودي قد ابتعد عن السياسة الطائفية، وركز على الاقتصاد والإدارة أثناء حملته الإنتخابية. كما يمنحه حجم فوز حزب بهاراتيا جاناتا تفويضا قويا. وتتشارك كل من نيو دلهي وواشنطن أهدافا استراتيجية، سواء تضمنت محاربة الإرهاب، أو الحفاظ على الممرات البحرية مفتوحة، أو مواجهة مع صعود الصين. إن إهتمام بهاراتيا جاناتا، على وجه الأخص، بتبني سياسة تحوط أكثر حزما إزاء الصين سيعطي فرصة للمسؤولين الأمريكيين للتعامل معه عن قرب. ولكن وجود سياسة هندية خارجية أكثر حزما ستمثل تحديات للولايات المتحدة. إن التزام رئيس الوزراء مانموهان سينغ بالحفاظ على علاقات سلام مع إسلام آباد، على الرغم من الهجمات في الهند التي قامت بها جماعات ذات جذور باكستانية خلال الأعوام الماضية، جعلت العلاقات الثنائية على المحك. ثمة مؤشرات أن الحكومة ستكون أقل صبرا مع باكستان تحت قيادة بهاراتيا جاناتا. - ليزا كورتيس، مؤسسة التراث علاقة جديدة مع الهند شميلة شودهاري لا يوجد خيار أمام إدارة أوباما سوى التعامل مع مودي كزعيم الهند المنتخب. وهذا النوع من القرارات ليس جديدا، فما علينا إلا النظر إلى باكستان لفهم قدرة الولاياتالمتحدة على دعم الأفراد في السلطة على الرغم من ماضيهم غير المستحب. وتمنح الانتخابات الهنديةالولاياتالمتحدة الفرصة لبداية جديدة لعلاقتها المتعطلة مع الهند. وكان المسؤولون الأمريكيون قد واجهوا صعوبات كبيرة مع الهند في الماضي، بدءا من خلافات حول أزمات مثل ليبيا، والقرم، وإيران، وحتى مناخ اقتصادي يتسم بالتحفظ في الهند أحبط آمال الشركات الأمريكية. ولكن لدى أمريكا فرصة الآن لتطوير علاقة جديدة مع الهند، ولتغيير ملعب المباراة. شميلة شودهاري، جامعة جون هوبكينز التغلب على الاستياء سوميت غانغولي تسببت خلافات عديدة في عناد كل من البلدين، وكان من بينها القبض على الدبلوماسية الهندية ديفياني خوبراجاده في نيويورك بزعم عدم دفعها راتب كاف لخادمة. بل وأسوأ من ذلك، إذ استقال السفير الأمريكي لدى الهند في أبريل/ نيسان، ولم تعين واشنطن بديلا بعد. ويبدو بالفعل أن العلاقة بين البلدين فقدت الكثير من الحرارة التي كانت تتسم بها أثناء زيارة أوباما للهند عام 2010. وبالإضافة إلى ذلك، إن أية محاولة لتعزيز العلاقات ستحتاج للتغلب على عقبة أخرى – وهي استياء مودي إزاء قرار الولاياتالمتحدة في 2005 بمنعه من الحصول على تأشيرة. ولكنه رغم ذلك شخصية براغماتية. وكان مودي قد أوضح أنه ينوي استعادة النمو الاقتصادي، وتوفير فرص العمل، وإدارة جيدة. وإن أراد الالتزام بوعوده، سيحتاج إلى إيجاد أساليب للتعامل مع الولاياتالمتحدة. سوميت غانغولي، جامعة إنديانا، بلومينغتون العلاقات التجارية تربط بين البلدين ريتشارد روسو كان المسؤولون الأمريكيون يتجنبون مودي في العقد الماضي، ولكن العلاقات التجارية ربطت الولاياتالمتحدةوالهند سويا. وغالبا ما سيركز مودي اهتمامه على زيادة النمو الاقتصادي. وسيكون ذلك جيدا لقادة التجارة في الهند، والذي امتنع الكثير منهم عن الاستثمارات في الأعوام الأخيرة لأنهم شعروا أن الحكومة تهاجمهم. ولكن من الأرجح الآن أنهم سيستثمرون مجددا. ولهذه الأسباب العلاقات الحكومية بين الهندوالولاياتالمتحدة ستزداد قوة. وبالإضافة إلى ذلك انخرط حزب مودي تاريخيا في سياسة خارجية قوية. وسيتمتع مودي بأساس قوي للنجاح في تعاملاته مع المسئولين الأمريكيين بالتركيز على التطور الاقتصادي والمصالح الاستراتيجية المشتركة. - ريتشارد روسو، مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية