أعرب وزراء خارجية دول رابطة أمم جنوب شرق آسيا (الآسيان) عن بالغ قلقهم إزاء التطورات المستمرة في بحر الصينالجنوبي، وذلك عشية اجتماع قادة الرابطة في ميانمار. ويأتي ذلك في الوقت الذي تصاعدت فيه حدة التوتر في بحر الصينالجنوبي هذا الأسبوع بعدما حركت الصين منصة تنقيب عن النفط داخل المياه المتنازع عليها مع فيتنام. وأدى ذلك إلى نشوب مواجهة بين الطرفين، وأعلنت فيتنام أن هجوما استهدف زوارقها، وهو ما دفع الأممالمتحدة إلى الإعراب عن قلقها. وحثّ وزراء خارجية الرابطة، في بيان لهم السبت، "جميع الأطراف المعنية... إلى ممارسة ضبط النفس، وتجنب المواجهة بينهم، التي من شأنها أن تؤدي إلى تقويض السلام والاستقرار في المنطقة". وقال مارتي ناتاليغاو، وزير الخارجية الإندونيسي، إن "الخلاف على المياه الإقليمية سيطر على اجتماع الوزراء." لكنه أضاف أنه في حالة بقيت الكتلة الصامتة "أعتقد بأن رغبتنا في لعب دور مركزي، وفي أن نكون كيانا واحدا، وأن نعيش بمنطقة يعمها السلام، فكل هذا فضلا عن وحدة آسيان سيلحق بها الضرر على نحو خطير." هور نامهونغ، وزير خارجية كمبوديا، يقول إن آسيان تود رؤية فيتناموالصين وغيرها من الأطراف يسوون خلافاتهم سليما وقال هور نامهونغ، وزير خارجية كمبوديا، للصحفيين إن آسيان تود من بيانها هذا أن ترى فيتناموالصين وغيرها من الأطراف يسوون خلافاتهم بطريقة سلمية. وقالت مصادر دبلوماسية إنه جرى حذف الإشارة إلى أي حوادث بعينها من البيان، من أجل الوصول إلى إجماع بين جميع دول الرابطة. "أكثر إلحاحا" ويواجه وزراء الخارجية ورؤساء دول الرابطة العشر اختبارا لوحدتهم، في الوقت الذي أعربت فيه بعض الدول عن انزعاجها من إصرار بكين على سيادتها في بحر الصينالجنوبي، والدعوة إلى إصدار بيان مشترك قوي. وكانت مانيلا، التي طلب تحكيم الأممالمتحدة للبت في ادعاءات بكين في سيطرتها على معظم البحر، قد احتجزت مؤخرا قارب صيد صينيا في المنطقة المتنازع عليها. وقال لي لونغ مينه، الأمين العام للآسيان، وهو فيتنامي، في تصريحات صحفية لوكالة رويترز للأنباء إن الحادث جعل عقد محادثات بين آسيان والصين للاتفاق على ميثاق للممارسات في بحر الصين أمرا أكثر إلحاحا. وبقيت العلاقات بين الصينوفيتنام، اللتان خاضتا حربا حدودية قصيرة في عام 1979، عند أدنى مستوياتها بسبب خلافهما بشأن المياه المتنازع عليها في بحر الصينالجنوبي، وكثيرا ما يتسبب الخلاف في انتقادات دبلوماسية لاذعة حول التنقيب عن النفط، وحقوق الصيد والنزاع على السيادة على جزر سبراتلي وباراسيل. وتتحدث بكين عن حقها في السيادة على كامل البحر تقريبا، وهي المنطقة التي يُعتقد أنها تطفو على مستودعات من النفط والغاز. تعد الفلبينوفيتنام أكثر المنتقدين لادعاءات الصين بسيادتها على كامل بحر الصين وتعد كل من الفلبينوفيتنام أكثر المنتقدين لادعاءات الصين بين الكتلة التى تضم 10 دول. لكن دولا أخرى بالرابطة، وهي بروناي وماليزيا والفلبين وتايوان، تدعي سيادتها على أجزاء من مياه البحر. وكانت دول الرابطة قد تعرضت لهزة خطيرة في عام 2012، وذلك خلال فترة رئاسة كمبوديا للمجموعة، عندما فشل وزراء الخارجية في إصدار بيان مشترك خلال اجتماعهم للمرة الأولى في تاريخ الكتلة، بسبب الانقسامات العميقة بشأن قضية بحر الصينالجنوبي. وألقت الفلبين حينذاك بالمسؤولية على كمبوديا، حليف الصين الرئيسي، في فشل التوصل لإصدار بيان مشترك.