قال الدكتور محمد مجاهد الزيات، رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط: إن الموقف الأمريكي من مصر بدأ يشهد نوعًا من التغيير بعد أن كان موقفًا حادًّا، مشيرًا إلى أن أمريكا أصبحت تدرك وتتفهم بعين صحيحة أبعاد الموقف الجاري في مصر. وأشار الزيات إلى أن موافقة واشنطن أخيرًا على تسليم مصر طائرات الأباتشي وتأكيد عدد من المصادر الأمريكية أن الإدارة الأمريكية تراجع قرارها بتحميد المساعدات الأمريكية في ظل احتمال إلغاء التجميد يؤكد اتجاه واشنطن إلى تغيير مواقفها من مصر بعد ثورة 30 يونيو. ويرى الزيات أن هذا التحول في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه مصر يكتسب أهمية كبيرة ويضع أرضية مناسبة لنجاح زيارة الوزير نبيل فهمي المرتقبة لواشنطن ويزيل إحدى أهم العقبات التي شهدتها العلاقات المصرية الأمريكية في الفترة الأخيرة، لافتًا إلى أن القرار الأمريكي ارتبط في جزء منه بنجاح مصر في السير في تنفيذ خريطة الطريق المستقبل والترتيب لإجراء انتخابات رئاسية نزيهة وشفافة وتتسم بالموضوعية. كما لفت رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط أن القرار الخاص بالمساعدات العسكرية وتسليم الأباتشي لمصر يرتبط بعدد من العوامل والتي من أهمها تزايد السخط الشعبي المصري من الابتزاز الأمريكي لمصر وأيضًا اتجاه واحتمال تنويع مصادر السلاح واستعداد بعد الدول لتمويل صفقات السلاح لمصر من روسيا الأمر الذي قد يفقد أمريكا استثمار مساعداتها لمصر. وأشار إلى أن الموقف الأمريكي الأخير ارتبط أيضًا بالضغوط التي مارسها الكونجرس الأمريكي على إدارة أوباما للقيام بمراجعة سياساتها تجاه مصر، وخصوصًا بعد زيارة العديدة من الوفود من أعضاء الكونجرس لمصر واطلاع هذه الوفود على حقيقة المشهد فيها واقتناعها بجدية التغيير السياسي والإرادة الشعبية والرأي العام والذي فرضته أيضًا فشل الإخوان وتيار الإسلام السياسي الذي ساندته واشنطن بعد ثورة 25 يناير.