«رغم ان خدمات العيادة المتنقلة، تستهدف الرجال والنساء معا، لكن لا أحد من الرجال يطلب المشورة، أو الحصول على وسائل تنظم الأسرة، المخصصة للرجال، من التى تقدمها العيادات». الدكتورة رحاب عبده، إخصائية النساء والتوليد، التى ترافق العيادة المتنقلة لتنظيم الأسرة المتوجهة إلى إحدى قرى الشرقية، المحرومة من توافر وحدة صحية بها، تفسر ذلك بخجل الرجال فى المجتمع الريفى، من أن يقال انهم يستخدمون وسيلة لتنظيم الأسرة. «يرى المجتمع أن وسائل تنظيم الأسرة تخص الزوجات فقط، حتى أن الرجال الذين يستخدمون الوسيلة الخاصة بالرجال، يرسلون زوجاتهم للحصول عليها، لكن الملاحظ انهم يطلبون هذه الخدمة وخدمة المشورة الطبية فى اتخاذ قرار الانجاب، فى الوحدة الصحية،لأنها توفر خصوصية أكبر من العيادات المتنقلة»، تكمل رحاب. إحصائيات مديرية الصحة بالشرقية تشير إلى زيادة استخدام وسائل تنظيم الأسرة الخاصة بالرجال، إلى 2% من إجمالى الوسائل التى حصلت عليها الاسر، حيث لم تكن تتعدى نفس النسبة أقل من نصف فى المائة، قبل 20 عاما مضت،، كما تقول د.عايدة عطية، مديرة إدارة تنظيم الأسرة بالمديرية. ترى عايدة أهمية جذب الرجال إلى خدمات تنظيم الأسرة والمشورة الصحية، بشكل أكبر، لأنهم يشاركون فى اتخاذ قرار الانجاب، كما أن على الزوج أن يتفهم وسائل المنع الطبيعية، بالعزل أو بالابتعاد عن أيام الخصوبة للزوجة، لتتكامل خدمة المشورة الطبية. تفضل د. رحاب، أن تعمل فى العيادات المتنقلة والقوافل السكانية، طوال أيام العمل الخمسة فى الاسبوع كلها، بخلاف الكثير من الطبيبات اللاتى، يتفرغن ليوم واحد فقط فى الاسبوع، أو يفضلن البقاء فى الوحدة الصحية أو المستشفى، التى يعملن بها، فالعمل فى هذه العيادات والقوافل اختياريا. حافز العمل فى العيادة المتنقلة والقافلة الطبية، 40 جنيها يوميا للطبيبة، و25 جنيها للممرضة،بالاضافة للراتب الاساسى وحوافز العمل العادية، ويبدأ العمل فى القافلة قبل الثامنة، وينتهى بعد الرابعة عصر، علاوة على مشقة التنقل، ومخاطره. تؤكد د. رحاب أن العمل فى القوافل الطبية العلاجية المتكاملة، التى تقدم الخدمة الطبية فى جميع التخصصات، أكثر جذبا للرجال والسيدات، فيما يخص تنظيم الأسرة، لأن الاقبال يزيد فى القافلة التى بها عيادات باطنة وأسنان وغيرها، من تلك التى تقتصر فقط على تنظيم الأسرة، أو حتى القوافل السكانية التى تركز على النساء والاطفال.