حذر راهول غاندي، مرشح حزب المؤتمر الهندي لرئاسة الحكومة في الانتخابات المقبلة، من ان فوز مرشح اليمين الهندوسي ناريندرا مودي قد يقود الى اندلاع فتنة دينية بين الهندوس والمسلمين. وقال غاندي إن فوز حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي اليميني ومرشحه مودي سيؤدي الى اندلاع صراع بين الاقلية المسلمة والاغلبية الهندوسية في البلاد. وتشير الاستطلاعات الى فوز مودي في الانتخابات التي ستنطلق الاثنين وتستمر لستة اسابيع. وقال غاندي في تجمع انتخابي حضره في مدينة سيرسا التي تبعد بمسافة 250 كيلومترا من العاصمة نيو دلهي "يخلق هؤلاء (حزب بهاراتيا جاناتا) المعارك والمشاكل اينما توجهوا، وسيحرضون الهندوس على المسلمين." واضاف راهول البالغ من العمر 34 عاما وهو سليل واحدة من اعرق الاسر السياسية في الهند "اما نحن، فنمشي مع الجميع، إن كانوا من الهندوس او المسلمين او السيخ او المسيحيين. نحن نعمل مع كل الطوائف والطبقات والاديان والمناطق، هذه هي سياستنا." وقال راهول "لا نتعاطى سياسات الحقد والانقسام". وويحاول راهول غاندي جاهدا اقناع الناخبين بالتصويت لحزب المؤتمر الذي تشير التوقعات الى انه سيمنى بهزيمة ساحقة في الانتخابات بعد عشر سنوات قضاها في الحكم. ومن المقرر ان تنطلق عملية التصويت في ولايتي آسام وتريبورا شمال شرقي الهند الاثنين، ثم تنتشر في عموم ولايات البلاد لتنتهي في السادس عشر من مايو /ايار. من جانبه، حث مودي، وهو ابن بائع شاي يبلغ من العمر 63 عاما، وشغل منصب رئيس حكومة ولاية غوجارات، الناخبين على منحه تفويضا قويا يمكنه من احياء اقتصاد الهند المتهالك وخلق فرص عمل للهنود العاطلين. ويتهم كثيرون مودي بالتواطؤ مع الذين ارتكبوا الفظائع بحق المسلمين في غوجارات عام 2002. وقال للآلاف من مؤيديه في بلدة بيجنور في ولاية اوتار براديش "سأخلصكم من كل المشاكل التي ابتليتم بها في السنوات الستين الماضية في غضون ستين شهرا فقط." واتهم مودي زعيمة حزب المؤتمر (ووالدة راهول) سونيا غاندي بالتراجع عن الوعود التي قطعتها على نفسها بتحسين احوال المسلمين الذين يشكلون اكبر اقلية دينية (13 بالمئة من السكان) في البلاد التي تتبر رسميا نظاما علمانيا. وكان احد مستشاري مودي - ويدعى آميت شاه - قد اثار زوبعة من الانتقادات عندما دعا الهندوس الى "الانتقام من المسلمين في صنادق الاقتراع"، مشيرا بذلك الى العنف الذي اندلع بين اتباع الديانتين في اوتار براديش العام الماضي والذي راح ضحيته 50 قتيلا. وقال شاه الجمعة "إن هذه الانتخابات تتعلق بالاطاحة بحكومة تحمي وتعوض اولئك الذين يقتلون الهندوس." ودفعت هذه التصريحات حزب المؤتمر الى الطلب من اللجنة المشرفة على الانتخابات القاء القبض على شاه ومنعه من المشاركة في الحملات الانتخابية.