قالت مجلة "الإكونميست" إن وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي أصبح مرشحًا محتملًا للرئاسة، مدعومًا بسبعة ملايين موظف حكومي وقوات الجيش والشرطة القوية. وتقول المجلة في تقرير عن السيسي بعنوان «الرئيس المحتمل لمصر يتظاهر بكونه مدنيًا»، إنه يجب على «رجل الجيش القوي» أن يفعل ما هو أكثر من مجرد خلع زيه العسكري قبل انتخابه كرئيس. وتشير المجلة إلى أن السيسي «بطل» في نظر الكثير من المصرين الذين يكرهون مرسي وجماعة الإخوان المسلمين. وهذه الحماسة ولدت صناعة طفيفة من ال «سيسيبيليا Sisibilia» حيث انتشرت الملابس والشوكلاتات والمجوهرات التي تحمل صورة السيسي. وتضيف المجلة، إنه في مواجهة هذا الزخم، يواجه المرشحون المنافسون تحديًا رهيبًا، وهناك عدد قليل من المتقدمين للترشح حتى الآن. ما يساعد السيسي أيضًا أن المصريين الذين قد يقومون بالتصويت ضده من المرجح أن يقاطعوا الانتخابات، وهذا يتضمن حوالي 20% يدعمون الإخوان، على الرغم من الحملة الشرسة لتشويه سمعة الإخوان، بالإضافة إلى الاعتقالات الجماعية، والمحاكمات الجماعية لمن يوصفون ب«إرهابيي» الإخوان. ومن المحتمل أن يتضمن غير المشاركين في الانتخابات عددًا متزايدًا وخاصة من بين الشباب، الذين يعتبرون السيسي «رأس حربة الثورة المضادة المتداولة» التي بددت ببطء ولكن بثبات آمال التغيير الواسعة التي أثيرت خلال الأيام العنيفة من الربيع العربي قبل ثلاث سنوات. تقول المجلة: إن استطلاعات الرأي في مصر لا يمكن الاعتماد عليها، ولكن استطلاع مستقل أجراه مركز بصيرة، أشار إلى تراجع بسيط في الفترة الأخيرة لدعم السيسي. في فبراير قال 51% من المشاركين إنهم سوف يقومون بالتصويت له. تراجعت هذه النسبة لتصل إلى 39% في مارس الماضي، ولكن هذا لا ينذر باختفاء شعبيته، فقد قال أقل من 1% إنهم سوف يقومون بالتصويت لمرشح آخر، ومعظم المشاركين قالوا إنهم لم يقرروا بعد. تصف المجلة السيسي البالغ من العمر 59 عامًا، بأنه متحدث مؤثر على العامة، يمتلك ملكة استخدام اللغة العامية الجذابة، ويميل إلى النداءات العاطفية والقومية، وتحيط به هالة من القوة الهادئة. تقول المجلة: إنه في إطار انسلاخه من زيه العسكري، ظهر المرشح المبتسم مؤخرًا على دراجة جبلية يرتدي «ترينج»، وهو المظهر الذي لا يجعله يبدو الدكتاتور الصارم. تقول المجلة: إن جميع هذه الأمور تلقى صدى جيدًا لدى العديد من المصريين الذين يتوقون للاستقرار بعد سنوات من الاضطراب، ولكن يجب على السيسي أيضًا أن يوقف زيادة الفقر، فقد تراجعت الدخول مع ركود الاقتصاد «انظر الصورة».
ويؤثر انقطاع الكهرباء الآن حتى على ميسوري الحال، كما واجهت مصر أكبر انخفاض في مؤشر «السعادة»، يفوق حتى اليونان المفلسة بين عامي 2006 و2012. توضح المجلة أنه بالرغم من ذلك فيبدو أن هذا البؤس لم يولد أي تعاطف مع الإخوان، الذين تتم مواجهة جهودهم للاحتفاظ باستمرار الاحتجاجات بالانزعاج. وتقول المجلة: إن المصريين شعروا بالحيرة من أسباب تأخر السيسي في إعلان ترشيحه للرئاسة، وأسباب تأخير إعلان موعد إجراء الانتخابات، ولكن التغيرات الأخيرة في الجيش ربما تقدم مبررًا لهذا التأخير. وتقول المجلة: إنه بالرغم من أن مؤسسة الجيش المترامية الأطراف شكلت جزءًا أساسيًا من الدولة المصرية منذ انتزاع الضباط السلطة في 1952، واتخذوا دورًا مباشرًا في الفترة ما بين ثورة يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك وانتخاب مرسي في 2012، إلا أن العديد من الجنرالات كانوا قلقين من تعريض قائدهم الأعلى إلى الخط المباشر من نار السياسة. ولكن في مارس أجرى السيسي تعديلا في الأعضاء الخمس وعشرين في المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ولضمان المزيد من الولاء منح محمود حجازي منصبًا أعلى وهو منصب رئيس هيئة الأركان. تقول المجلة: إن تنظيم الصفوف في جيشه تطلب المهارة التي اكتسبها السيسي كقائد للمخابرات بعيدا عن الأضواء، وبسبب تدينه استطاع أيضًا إقناع الإخوان أثناء فترة حكمهم أنه رجل يمكن أن يكون محل الثقة. تقول المجلة: إن السيسي سيحتاج مثل هذا النوع من الدهاء، فيواجه كقائد لمصر مهمة شاقة للغاية إعادة بناء مجموعة من المؤسسات المتهالكة، بدءًا من المحاكم والشرطة وحتى قطاعي الصحة والتعليم الفاشلين. وتختتم المجلة بالقول إنه يجب على السيسي القيام بذلك ليس لإنقاذ مصر فقط، وإنما من أجل مصلحته أيضًا، لضمان ألا تتحول الشرطة وجهاز القضاء إلى عوامل معوقة.