• الصين تمثل «كل» النمو الصافى فى استهلاكه عالميًا • «المستهلك الأكبر» يمنع إنشاء محطات كهرباء بالفحم فى مقاطعاته الصناعية الرئيسية تعتمد الدراسات المؤيدة لاستخدام الفحم على بيانات تقرير الطاقة العالمية الصادر فى يونيو الماضى، الصادر عن شركة بريتش بتروليم العالمية، الذى يشير إلى زيادة استهلاك الفحم عالميا، ولكن هذه الدراسات وإن كانت تذكر بيانات حقيقية إلا أنها تغفل الكثير من الحقائق الموجودة فى نفس التقرير. رغم أن استهلاك الفحم نما ب2.5% فى عام 2012، وظل الوقود الاحفورى الاكثر نموا، إلا أن نسبة نموه كانت أقل من متوسطها فى العشر سنوات الماضية والذى بلغ 4.4%، كما يشير التقرير الدولى إلى أن هذا النمو له أسبابه الطارئة أولها أن 2012 شهد خليط امن تطور اسعار الطاقة، حيث انخفضت صادرات ايران النفطية فارتفع سعر النفط فى مارس، بينما ساعد الانتاج التاريخى للبترول فى الولاياتالمتحدة على استقرار الاسعار مرة أخرى، وارتفع سعر الغاز فى اوروبا وآسيا وانخفض فى الولاياتالمتحدة أيضا، ولكن الفحم انخفضت اسعاره فى كل مناطق العالم، مما يبرر زيادة استهلاكه فى هذا العام. الشىء الآخر أن الصين التى تستهلك وحدها 50.2% من الفحم المنتج حول العالم، كانت ومعها الهند تشكلان 90% من زيادة استهلاك الطاقة فى 2012، ومثلت الصين كل النمو الصافى فى استهلاك الفحم العالمى، أى أنه بدون الصين فإن مجموع دول الدول العالم من استهلاك الفحم ينخفض، بينما تقلص استهلاك دول منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية للمرة الرابعة خلال خمسة أعوام، وقادت الولاياتالمتحدة هذا الانخفاض، وحتى الصين التى تقود استهلاك الفحم حول العالم نمى استهلاكها من الفحم بأقل من متوسط النمو فى العشر سنوات الماضية. وذكر التقرير أنه على الرغم من اتجاه غالبية دول العالم لاستهلاكها من الفحم فإن منطقة آسيا والمحيط الهادى، التى تضم الصينوالهند هى السبب الرئيسى فى زيادة استهلاك الفحم على مدار العشر سنوات السابقة ل 2012، فبينما انخفض استهلاك دول العالم «باستثناء منطقة آسيا والمحيط الهادى»، ب100 مليون طن مكافئ للبترول من 2002 إلى 2012، على الرغم من نمو استهلاك الطاقة، إلا أن منطقة آسيا والمحيط الهادى رفعت استهلاكها من الفحم ب1420 طن مكافئ للبترول. دولة أخرى زاد استهلاكها من الفحم وهى اليابان ويرد فى التقرير بحث اليابان عن وسائل انتاج طاقة أخرى بعد كارثة مفاعل فوكوشيما، حيث خفضت اليابان من انتاج الطاقة النووية ب89%، ورفعت من استهلاكها من مصادر أخرى. شىء آخر يذكره التقرير أنه مقابل زيادة استهلاك الفحم، تنشط الصين فى انتاج الطاقة من مصادر أخرى، حيث بلغت نسبة اعتماد العالم على انتاج الطاقة من المصادر المائية أعلى نسبة 6.7%، بفضل الصين، وهى أعلى نسبة فى التاريخ. وجدير بالذكر أن الصين، أكبر منتج ومستهلك للفحم فى العالم، أصدرت قرارا فى سبتمر الماضى بمنع إنشاء أى محطات كهرباء جديدة عاملة بالفحم فى ثلاث من مناطقها الصناعية الرئيسية، وهى بكين وشنغهاى وجوانزو، فى إطار خطتها لتخفيض مستويات التلوث المرتفعة لديها. وقد وصلت درجة التلوث فى بكين الحد الذى جعلها فى يناير الماضى تبث مشهد غروب الشمس عبر شاشات ضخمة، لأن الضباب الدخانى أصبح حاجزا لمشاهدة بالعين المجردة فى بعض الفترات، وتعرف الصين موجات تلوث حاد تتكرر على مدار السنة، اضطرتها مثلا إلى إغلاق 4 طرق سريعة تربط بين كبريات المدن فى الشمال والجنوب بسبب الضباب الدخانى، كما قررت تعليق الدراسة بالمدارس الابتدائية والثانوية لمدة أسبوع فى بداية العام الحالى. ويشير التقرير إلى أن الدول الكبرى المستهلكة للفحم هى أصلا من الدول المنتجة، حيث تضم قائمة ال18 دولة الأكثر استهلاكا للفحم، الذين يتجاوز استهلاكهم 20 مليون طن مكافئ، منها دولة واحدة لا تنتج الفحم، وهى تايوان اللصيقة فى الصين، أكبر منتج للفحم فى العالم. وذكر التقرير أنه حتى الصين ستخفض من استهلاكها من الفحم فى السنوات القادمة لأنها ستتجه إلى تنشيط الاقتصاد الداخلى والطلب المحلى، والاعتماد بشكل أكبر على اقتصاد الخدمات، كما سيتم رفع كفاءة الاقتصاد والاهتمام بسياسات صارمة لحماية البيئة، وتوقع التقرير أنه ما بين 2025 و2035 ستتخلى الصين للهند عن لقب أكبر مستهلك للفحم.