اكد التقرير السنوي لمعهد "وورلد ووتش" للدراسات البيئية ان ازدهار الاقتصادين الصيني والهندي بالصورة الحالية يشكل اكبر تحد بيئيي يواجهه العالم. وقال كريستوفر فلافين رئيس المعهد الذي يوجد مقره في واشنطن "ازدياد الطلب علي الطاقة والغذاء والمواد الخام من جانب 2.5 مليار صيني وهندي بدأت تأثيراته تظهر في مختلف انحاء العالم.. في الوقت نفسه فان الزيادة الهائلة في الاستهلاك في الولاياتالمتحدة واوروبا لا يترك مجالا واسعا لاستيعاب النمو المتوقع في آسيا "للطلب علي هذه الموارد". وذكر التقرير ان انظمة الطاقة في كل من الهند والصين تعتمد بشكل اساسي علي الفحم وبالتالي فهي مشكلة بالنسبة لاي جهود ترمي الي الحد من التغييرات المناخية الناجمة عن الانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. وتقول التحليلات الاقتصادية ان الصين تحولت من دولة مكتفية ذاتيا في مجال البترول حتي منتصف التسعينيات الي ثاني اكبر مستهلك للبترول في العالم عام 2004 في حين تضاعف استهلاك الهند من البترول منذ عام 1991. واشار التقرير الي ان الولاياتالمتحدة والهند واليابان والصين والاتحاد الاوروبي باستخدامها للموارد الطبيعية والعوادم الناجمة عن ذلك تجاوزت تماما ما تسميه الوسائل البيئية الرامية الي حماية البيئة من التلوث. واضاف التقرير ان هذه الدول تستحوذ علي حوالي 57% مما يسمي "القدرة الحيوية" للارض اي اجمالي ما يمكن للارض انتاجه في مختلف المجالات الطبيعية. وقال التقرير ان نتائج استنزاف الموارد الطبيعية للعالم بدأت تظهر بوضوح بعد ان ارتفعت اسعار البترول العالمية الي مستويات قياسية العام الماضي مما ادي الي تفجر اعمال العنف في العديد من الدول كما حدث في اندونيسيا بسبب زيادة اسعار الوقود خلال العام الحالي وفي امريكا الوسطي بسبب عمليات تسريح الالاف من العاملين في قطاعات التصنيع. ودعا معهد "وورلد ووتش" وهو منظمة مستقلة تهدف الي الدفاع عن البيئة ودراسة تداعيات التنمية الاقتصادية عليها الي تعاون اوسع بين الصين والهند واوروبا والولاياتالمتحدة بهدف تحقيق افضل استخدام للموارد الطبيعية وتطوير انظمة جديدة للطاقة والزراعة تحول دون استنزاف موارد الارض غير المتجددة. وطالب التقرير بضرورة دعوة الهند والصين الي المشاركة في اجتماعات المنظمات الدولية المهمة مثل قمة مجموعة الدول الثماني الكبري ووكالة الطاقة الدولية. وفي الوقت نفسه اشار التقرير الي ان الولاياتالمتحدة مازالت المسئول الاول عن انتاج الانبعاثات الغازية الملوثة للبيئة في العالم حيث يصل معدل انتاج الانبعاثات الغازية الكربونية بالنسبة للفرد الامريكي الي ستة امثال الفرد الصيني وعشرين مثل الفرد الهندي وفقا لتقسيم اجمالي الانبعاثات الغازية التي تنتجها كل دولة من الدول الثلاث علي عدد سكانها. وحذر التقرير من ان استمرار نمو اقتصاد الصين والهند بمعدلاته الحالية يعني زيادة معدلات استهلاك مصادر الطاقة الكربونية بالنسبة للفرد في الدولتين مما يعني زيادة هائلة في هذه الانبعاثات. وقال التقرير انه في حالة وصول نصيب الفرد من استهلاك مصادر الطاقة وانتاج الانبعاثات الغازية الكربونية في كل من الهند والصين الي نفس نصيب الفرد في الولاياتالمتحدة فان العالم سيكون في حاجة الي كوكب آخر بحجم كوكب الارض لكي يبقي الاقتصاد في الدولتين علي طريق النمو.