• كيف انتهت علاقتك بقناة دريم؟ تعاقدت مع دريم عامين على تقديم برنامج «بتوقيت القاهرة»، كان يتوقف خلالهما أحيانا بقرار شخصى حتى يتم احترام المادة التى تقدم ويتم اذاعتها كما هى، وكنت قد وضعت بندا فى العقد ألا أحصل على أجر مقابل الحلقات التى أمتنع عن الظهور فيها، وهذا كان عقابا ذاتيا حتى تشعر الإدارة أننى عندما أختلف معها يكون عن قناعة بدليل اننى أتضرر ماديا. وفى فبراير 2013 وبسبب كثرة المشاكل أصبت بارتفاع فى ضغط الدم أدى إلى حدوث تشقق فى الشريان الأورطى كان يمكن أن يؤدى إلى الموت، ودخلت العناية المركزة نقلت بعد ذلك إلى الولاياتالمتحدة، واستمرت رحلة علاجى 7 أشهر. خلال هذه المدة كانت قد انتهت مدة تعاقدى مع قنوات دريم رسميا، وكان مفترضا أن يكون متبقيا لى 6 أشهر على أساس أننى فى وضع مرضى، عدت القاهرة من رحلة العلاج قبل يومين من فض اعتصامى رابعة والنهضة فى أغسطس الماضى، وفوجئت أن ادارة القناة أرسلت لى خطابا على عنوانى بالقاهرة وهى تعلم أننى فى أمريكا أخضع للعلاج تخطرنى بأن العقد سينتهى بعد شهرين ولن يتم تجديده. • عدم انضمامك إلى قناة أخرى منذ أغسطس.. هل هذا يعنى أن حافظ المرازى اصبح مذيعا غير مرغوب فيه؟ نعم مذيع غير مرغوب فيه، لأنى أصر على استقلاليتى فى المادة التى أقدمها على الشاشة، والمشكلة أن رجال الأعمال أصبحوا مثل الحكومة لا يؤمنون بالاستقلالية، ويرون أن من حقهم الاتصال بالمذيع ويلغى استضافة فلان أو فلانة، فالواقع أن اصحاب كل القنوات يعرفون أننى لا أحب التدخل، والواقع أيضا أنهم لا يستطيعون أن يتحملوا ذلك. • هل الفضائيات تخشى أن تتسبب لها فى متاعب باتخاذك مواقف يمكن أن تعارض سياسة القناة فى الوقت الحالى؟ لست ناشط سياسيا حتى ترفضنى القنوات فى مرحلة، فأنا أبدا لم أهتف يسقط حكم العسكر، وأيضا لم أهتف يسقط حكم الاخوان، فأنا أقدم شغلى على الشاشة بحرفية ومهنية، واعتبر نفسى مندوب المشاهد، وإذا استضفت طرفا يجب أن استضيف الطرف الآخر، ومهما كان رفضى لشخص أتعامل معه بكل احترام وتقدير. يضاف إلى ذلك أننى لا اسمح لنفسى أن استخدم فى تصفية حسابات أو ارضاء طرف بعينه • إلى أى مدى يزعجك أنك تجلس فى البيت لتمسكك بالمهنية؟ لا يضايقنى كثيرا لأنى أرى أننا فى مصر نفرط فى مبادئنا ومواقفنا ليس من أجل أكل العيش، ولكن من أجل أكل «البقلاوة». الحمد لله اننى أملك وظيفة فى الجامعة الأمريكية جعلتنى غير مضطر للتنازل وهدم ما بنيته خلال مشوارى من أجل «لقمة العيش»، لذلك أقنعت نفسى أن هذا ليس وقتى. • لماذا لم تحاول العودة للاعلام الدولى؟ عندما قررت العودة إلى مصر فى 2007 وكان ذلك فى عهد مبارك، شعرت أن عصر ما يسمى بالاعلام الدولى والاذاعات الموجهة قد انتهى. وأنا لدى قناعة أن المواطن عندما تقدم له الشأن الدولى والمحلى سيختار شأنه، وهذا ما كنت أريد أن أفعله فى مصر بعد عودتى عام 2007 بقناة الحياة، وكنت أرى أنها كانت ستصبح أهم من الجزيرة والعربية. وكانت فكرتى ألا يكون للقناة مراسلين فى واشنطن ولندن والعواصم العالمية، لكن يكون لها 40 مراسلا فى 30 مدينة مصرية، وحتى أكون أمينا المشروع كان مرحبا به فى البداية لأن كل ما كان يشغل النظام فى هذا الوقت أن يكون النقد بعيدا عن الأب مبارك والابن جمال والأم سوزان، ولكن مع بداية احتجاجات المحلة فى 2008 أدركوا أن الأزمة ليست فى تقديم ازمة على الشاشة ولكن فى تجميع هذه الازمات ووضعها على شاشة واحدة. فتوقف المشروع وتحول إلى قناة عامة منوعة، واشترط انس الفقى وزير الاعلام على الدكتور سيد البدوى فى هذا الوقت ألا يقدم حافظ المرازى أى برنامج عن مصر، فاضطررت أن اقدم برنامج «عين على أمريكا» لفترة ثم توقفت. • تعتبر نفسك ناشطا فى حرية الاعلام.. كيف ترى الاعلام؟ لست من أنصار جلد الذات، وسأذكر لك جملة قلتها فى احتفال قناة الجزيرة بمرور 10 سنوات على تأسيسها عام 2006، يمكن أن تلخص إجابتى، قلت: «الجزيرة قناة حرة بقرار من الزعامة القطرية، لكن إذا تغيرت هذه الزعامة أو اوقف تمويلها فلن تستمر هذه التجربة، وبالتالى لا نستطيع أن نقول أن لدينا اعلاما حرا فى عالمنا العربى، لأنه لا يوجد إعلام حر فى عالم غير حر»، وهذا الكلام كان ينطبق على الاعلام العربى فى 2006، وينطبق على الاعلام المصرى والعربى اليوم، فالاعلام هو انعكاس للواقع، فبقدر ما يشعر المواطن بالحرية ستجدها فى الاعلام. • لكن ما هى ملاحظاتك على الاعلام المصرى بشكل خاص؟ للأسف يمكن ان نقول ان نسبة تصل إلى 90 % من الاعلام اصبح غير جيد، واصبح اقصى ما اطمح اليه حاليا عند متابعة اى برنامج أن يكون الاعلامى موضوعيا ومهذبا يكتفى بتوجيه السؤال لضيفه بدلا من ان يعطيه محاضرة. فالمدرسة التى تسيطر على الاعلام حاليا، هى مدرسة «الشتيمة والصوت العالى»، وهذه النوعيه من الاعلام نزلت بمستوى المشاهدين، وهناك من هجر الاعلام لأنه لا يتحمل المادة التى تقدم. لكن فى كل الاحوال لا ننكر ان هناك تجارب جادة، مثل شريف عامر. • ما هى ابرز اخطاء هذه الصناعة؟ أنا حزين على وضع الاعلام المصرى بعد الثورة، لأننا كنا متطلعين لأفضل من ذلك، وكنت اتصور ان يوم 12 فبراير لن يكون هناك الجزيرة والعربية، وهناك كتاب عرب قالوا إن «المصريين قادمون، وانتظروا اعلام مصر بعد أن تحررت». لكن للأسف رجعنا لانتكاسة غير عادية، فى امريكا ممنوع فيها امتلاك الاعلام للاجانب الا بحد اقصى 20 % وبدون تصويت استثمار فقط، اما مصر فاصبحت مرتعا وملعبا كل من يريد ان يوقف الثورة فى بلاده يأتى ليحاربها من خلال الاعلام فى مصر، ملكية الاعلام شىء مقدس، وليس خافيا على أحد ان هناك رءوس اموال دولية تشارك فى ادارة الاعلام المصرى، لأن بالفعل هناك قنوات تعلن ذلك، فهناك الجزيرة مباشر مصر، وmbc مصر، وروتانا مصرية. • وماذا يجب ان نفعل؟ يجب أن نفهم معنى كلمة اعلام وطنى، لا ان نضع القيود على الاعلام الوطنى، فعندما كنت فى قناة العربية نظام مبارك سمح لى بأشياء لم يسمح بها للقنوات الوطنية فأنا استضفت محمد البرادعى فى يوم، وكان فى اليوم الذى سبقه مباشرة ممنوع من الظهور فى ontv فى برنامج ابراهيم عيسى بقرار من أنس الفقى وزير اعلام مبارك. وهذا ما يحدث مع باسم يوسف، فلا يجرؤ رجل أعمال مصرى أن يتعاقد مع باسم يوسف، لكن mbc استطاعت، وهذا هو قمة الهوان. وبالتالى باسم يوسف يستطيع ان يقول على السيسى ما يشاء لكن لا يجرؤ أن يقول كلمة واحدة على السعودية أو الملك، وأنا لا اريده أن يقول شيئا، ولكنى اريد أن أكشف أن هذه هى المعادله، وهذا هو السقف وهذه هى الحرية. • البعض يتعجب من عدم ظهورك منذ 25 يناير فى مظاهرة أو وقفة احتجاجية ولم تعبر عن رأيك فى أى موقف؟ لم أشارك فى اى مظاهرة منذ أن كنت طالبا فى الجامعة، ولم أصوت فى اى انتخابات منذ ولادتى، واعتبر أن عكس ذلك خيانة لحالة الحياد التى اريد ان افرضها على نفسى، ارى ان الاعلامى يجب الا يصوت فى الانتخابات مثل القضاة والجيش والشرطة، لأن الصحفى لا يصح أن يكون طرفا. • تقول ذلك رغم أن كل الاعلاميين يقولون ليل نهار إنه لا حياد فى الاعلام؟ مهمة الاعلاميين هى الاعلام وليست الوعظ والارشاد، فالكلمة معناها «الاعلام» نقل المعلومة، ويجب أن يكون القرآن عبره لنا كاعلاميين فى نقل القصص. وبشكل عام اريد التأكيد على ان التكالب على المستضعف ليس نبلا أو شهامة، فأنا يمكن ان اصطدم مع محمد البلتاجى عندما كان فى مجلس الشورى، واقول له «أنت اخر واحد يمكن أن تتحدث عن الحوار الوطنى»، أقول ذلك لأنه كان فى «عرينه»، لكن البلتاجى وهو داخل السجن لا يمكن أن أنطق عنه كلمة، بل لا أحب أن أجرى حوارا معه اساسا. وهذا ينطبق ايضا على مبارك ومرسى، لا احب ان اجرى معهما حوارات صحفيه لأنى أحب أن يخرج حوارى قويا، وفى حالة مبارك مثلا أو مرسى اذا لم اهاجمه سيقال اننى أمجده، واذا استقويت عليه سيقال اننى استأسدت عليه لأنه ضعيف. • اذا كنت تقدم برنامجا الان على الهواء.. هل سيكون الاخوان ضيوفك حتى بعد اعتبارهم جماعة ارهابية؟ بالتأكيد سيكونوا ضيوفى، لأن العمل الصحفى مثل عمل الطبيب، اذا وجدت ارهابى ينزف ليس قضيتك انه ارهابى فيجب عليك علاجه، وغيرك يتولى مسئولية عقابه، وقضية الصحفى ان يسمع وجهات النظر المختلفة. وفى رأيى ان الدولة كان يجب أن تكون اذكى من ان تسمح لجماعة الاخوان أن تقدم نفسها من جديد كضحية، فمن وقع على تمرد كان يريد انتخابات رئاسية مبكرة وليس على خارطة الطريق. • كيف ترى ترشيح السيسى؟ أؤيد ترشح السيسى للانتخابات، وارغب فى نجاحه، لأن الافضل لمصر أن يحمكها من له سلطة القرار فيها. كل الشواهد تقول ان السيسى هو من يحكم البلاد، ولذلك تم اختيار رئيس المحكمة الدستورية المستشار عدلى منصور كرمز لوجود الدولة وليس ليحكم، هذه مرحلة انتقالية تشبه فترة حكم المجلس العسكرى ولكنها معدلة. لذلك المسار الصحيح، ان الذى يصدر قرارات يجب أن يكون رئيس الجمهورية اذا كان النظام رئاسى، أو رئيس الحكومة اذا كان النظام برلمانيا. ولمن يخشى ان يعيد الدولة العسكرية، اؤكد لهم أنه لا أحد يستطيع أن يعيد مصر إلى قمقم ما قبل 25 يناير، ثم أن السيسى شخصيا رغم ما يقال عنه انه يستخدم الاعلام الا أنه فى جميع كلماته تجده يخاطب الشعب وليس أحد غيره، فنظرية ترتيب الامور مع جنرالات الجيش والاعلام ورجال الاعمال، بعيدا عن الشعب اصبحت غير صالحة فى هذا الزمان. • هل ترى فرصة لحمدين صباحى فى الرئاسة؟ لا اعتقد أن حمدين ليس له فرصة فى النجاح، لأن اصواته المرتفعة فى الرئاسة الماضية كانت مفاجئة، وحصل عليها فقط لأن الناس لم تكن تملك البدائل. والواقع يقول ان حمدين لا يمثل بديلا للسيسى، لأن المرشحين مرجعيتهما العسكرى جمال عبدالناصر، ولو كان الخيار بين المرشحين بمرجعية واحدة فالافضل هو السيسى، لكن البديل يجب ان يكون بمرجعية أخرى، على سبيل المثال بخلفية اسلامية حتى يجذب الاصوات الاخرى. المرازى وهو يتحدث لمحرر الشروق