بعيون تملؤها الدموع، قطع صوته الحزين دوامة الصمت المحيطة به: «قلت لها بلاش الشغلانة دى».. كلمات رددها والد ميادة أشرف، شهيدة الصحافة، وهو يردد الحمد الله ويدعو لنجلته بالرحمة مجيبًا بهما على مواساة زملاء وأقارب ميادة، الذين تجمعوا بساحة مستشفى هليوبوليس، بمصر الجديدة، مساء أمس الأول، انتظارًا لانتهاء إجراءات دفن جثمانها. والد ميادة حضر إلى مقر المستشفى، مرتديًا جلباب الفلاح البسيط، قادمًا من بلدته اسطنها، التابعة لمركز الباجور، بمحافظة المنوفية، برفقة خالها وعدد من أقاربها، بعدما علموا بأمر استشهادها من خلال وسائل الإعلام. وقال الحاج عادل، خال ميادة «كنا معترضين إنها تسيبنا وتروح تشتغل في القاهرة، لكنها كانت حابة الصحافة فكان لها ما أرادت في النهاية»، وقسمات وجهه تحاول أن تظهر نوعًا من التماسك، مضيفًا أنها «أنهت دراستها بكلية الإعلام جامعة القاهرة، العام الماضي، وعملت تحت التدريب بموقع الدستور الإلكتروني أثناء فترة دراستها». ونفى خال ميادة انتماءها أو تأييدها لجماعة الإخوان، عكس ما رددت بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المحسوبة على الجماعة، وقال بنبرة حزينة «كنت بتناقش كتير مع ميادة في السياسة، وهي كانت ضد الإخوان قلبًا وقالبًا»، لافتًا إلى أنه ووالدها «عملا ضابطين بالقوات المسلحة لما يقرب من 25 سنة»، ورفض خال ميادة تحميل أى طرف مسئولية دماء ابنته لحين الانتهاء من التحقيقات. فى حين حمل بعض زملاء ميادة أشرف، الذين شاركوها تغطية المواجهات المسلحة بين قوات الأمن وأنصار المعزول بمنطقة مزلقان عين شمس، عناصر الشرطة مسئولية إصابة ميادة بطلقين فى الرأس.