نشرت صحيفة «التلجراف» البريطانية لقطات فيديو يقال إنها صورت من أحد السجون المصرية، مصحوبة بأقوال أحد المساجين الذي يقول إنه «تعرض للتعذيب» لإجباره عن الاعتراف ب«تهم إرهابية ملفقة» على حد قوله. حاولت "التلجراف" الحديث مع السفارة المصرية بلندن التي رفضت التعليق. وتعد اللقطات جزءا من الملف يقدمه حزب الحرية والعدالة للمحكمة في لاهاي. الموضوع كما نشرته الصحيفة. تقول الصحيفة، إن هذا الفيديو- إن صح- فهو يصور ظروفا قاسية يعاني منها آلاف السجناء في مصر، وقالت الصحيفة: إن هذه اللقطات وصلتها من أحد السجناء قالت عنه إنه يخضع لإجراءات أمنية مشددة، لكنه نجح في تصويرها. توضح لقطات الفيديو زنزانات صغيرة للغاية، وتظهر غرفًا قذرة لما يبدو أنها غرف صممت لتكون سجنًا انفراديًا، غير أنها لثلاثة سجناء في وقت واحد، وينبغي عليهم تناول الطعام والنوم وسط أسراب الحشرات ومياه الصرف الصحي. تظهر لقطات الفيديو رسومات على الجدران تحكي قصص تعذيب قيل إن المعتقلين قد تعرضوا لها أثناء اعتقالهم في أعقاب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي. ويظهر في الفيديو شخص يشير إلى أن حقائب الملابس وزجاجات المياه والأغطية والأمتعة الشخصية الأخرى، معلقة على الجدران لإتاحة أكبر قدر من المساحة المتاحة على الأرض. بينما يوجد في إحدى الزوايا «مطبخ بدائي» يحتل مساحة صغيرة للغاية، حيث يمكن للسجناء إعداد الطعام، وهو بجوار «مرحاض بلدي قذر». في حين تمثل مساحة لا تزيد عن بضع بوصات في الجزء العلوي من الزنزانة المصدر الوحيد للضوء. وتنقل "التلجراف" عن أحد السجناء وافقت على عدم نشر اسمه حرصًا على سلامته، أنه تعرض لما أطلق عليه عملية تعذيب مستمرة لمدة أربعة أيام متواصلة ل«حمله على الاعتراف بتهم لم يرتكبها». وتنقل عنه قوله: خلال هذه الأربع أيام ضربوني، وصعقوني بالكهرباء، وعذبوني بطرق لا يمكنني وصفها، وبدأوا في حملي على حفظ اعترافات أخبروني أنني سوف أقف أمام شخص ما وأقول ما يخبروني به كلمة كلمة، حسب ما ورد في الصحيفة. وتستكمل "التلجراف" نقلا عن السجين القول: «أخذوني لغرف استجواب عديدة، وفي كل مرة كانت توجه لي أسئلة، وعندما لا أجيب كانوا يضربوني ويقولوا: ألم يتم إخبارك بما تقوله .. ألم يتم إعطاؤك إجابات هذه الأسئلة. كانت الأسئلة عن أشياء ليس لدي أية فكرة عنها وأشخاص لا أعرفهم، وبعد كل التعذيب الذي عانيت منه هددوني بإحضار والدتي واغتصابها أمامي، وبسبب كل هذا التعذيب والتهديد أخبرتهم: سأقول كل ما تريدون». تقول "التلجراف" إن منظمة العفو الدولية تحقق الآن في مثل هذه الأقوال لمقارنتها بما ورد على لسان معتقلين آخرين. وتقول "التلجراف": إن «هذه هي المرة الأولى التي تظهر لقطات فيديو لمساجين يدلون بأقوالهم داخل زنزانتهم، ويبدو أن أولئك الذين شاركوا في الفيديو قرروا أن فرصة تسليط الضوء على محنتهم تفوق مخاطر الانتقام في حال تم التعرف على شخصياتهم». وقال محمد المسيري، الباحث في مكتب العفو الدولية في مصر: «نحاول التحقق من هذه الروايات، ولكنها على ما يبدو تتقاطع مع شهادات أخرى قمنا بتوثيقها بالفعل من المعتقلين من أنصار الإخوان المسلمين ومن النشطاء الليبراليين، قالوا إنهم تعرضوا للتعذيب والصعق بالكهرباء»، ويضيف «لقد طالبنا من السلطات المصرية بالتحقيق في هذه المزاعم». وتضيف "التلجراف"، أن لقطات الفيديو جزء من ملف يجري تجمعيه من قبل شركة محامين مقرها لندن تسمى "Irvine Thanvi Natas"، تعمل لصالح حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، وترسل معلوماتها لكل من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي وسكوتلاند يارد، على أمل إصدار مذكرات توقيف دولية ضد مسؤولين تتهم الجماعة بالتورط في عمليات التعذيب. وتقول الصحيفة: إن سهير يونس المتحدث الإعلامي باسم السفارة المصرية في لندن رفضت التعليق دون تقديم المزيد من التفاصيل عن حالات بعينها، غير أنها قالت إنه ربما كانت المساحة غير كافية في بعض السجون ولكننا لا نعذب سجناءنا. وأضافت المتحدث الإعلامي «هناك الكثير من الأموال التي تنفقها بعض الحكومات لمحاولة تشويه صورة مصر». الموضوع الذي نشرته "التلجراف" لا يظهر توقيت تصوير هذه اللقطات أو كيفية حصول الصحيفة عليها. يمكنك مشاهدة الفيديوهات هنا