حقق حزب الدستور إنجازا تاريخيا بنجاح أول امرأة فى الوصول لمنصب رئيس حزب من خلال الانتخاب، حيث حصلت هالة شكر الله الرئيس المنتخب على 108 أصوات من اجمالى 200 صوت خلال انتخابات الحزب أمس الأول. اسم هالة شكر الله كان غائبا عن الساحة الاعلامية ولكنها لم تكن بعيدة طوال سنوات عن العمل السياسى والحقوقى والتنموى، حيث بدأت نشاطها السياسى مع المجموعات اليسارية التى واجهت نظام السادات ضمن الحركة الطلابية، خلال فترة السبعينيات من القرن الماضى، كما تعرضت للاعتقال مرتين، وشاركت فى تأسيس عدد من الجمعيات الحقوقية والتنموية، باعتبارها من خبراء التنمية والمجتمع المدنى، حيث تهتم بقضايا المرأة والطفل والفئات المهمشة، وحقوق الإنسان. وشاركت مع آخرين فى تأسيس مؤسسة المرأة الجديدة، ومركز بشاير «حلوان للخدمات الاجتماعية»، التى تهدف إلى تقديم خدمات تنموية لأهالى المنطقة، كما ساهمت فى تأسيس دار الخدمات النقابية والعمالية، ومجموعة مصريين ضد التمييز الدينى، وهى تدير حاليا مركز دعم التنمية، الذى يقدم عددا من الاستشارات للجمعيات التنموية، ويساعد فى تأهيل فرق العمل بها على تقديم مساعدات وخدمات للفئات المستهدفة. وحصلت شكر الله، ذات الميول اليسارية، على درجة الماجستير من معهد الدراسات التنموية فى جامعة ساسكس البريطانية، كما أعدت رسالة الدكتوراه الخاصة بها حول تأثير تحرير الاقتصاد على العاملات فى مصر، وشاركت فى ثورة 25 يناير منذ أيامها الأولى، ومع تأسيس حزب الدستور فى عام 2012 عادت إلى ممارسة العمل الحزبى بعد غياب سنوات طويلة عنه، وأسست أكاديمية تدريب لتأهيل الشباب على العمل السياسى، داخل الحزب. أكدت رئيس حزب الدستور، هالة شكر الله، فى تصريحات خاصة ل«الشروق»، أن أهم التحديات التى تواجهها خلال الفترة المقبلة هى إعادة تكوين صورة صحيحة وإيجابية عن الحزب فى أذهان المواطنين، بالإضافة إلى ربط الحزب وأعضائه وهموم واحتياجات المواطنين، عبر العمل المتواصل للحزب مع الناس، مضيفة «نحتاج إلى بناء الكوادر، والتحامها، وتوحدها حول رؤية وآليات عمل موجودة، وتوفير الموارد المالية». وفى تعليقها على فوزها فى أول انتخابات للحزب منذ تأسيسه، قالت «هذه ليست أول تجربة لرئيسة حزب، لكنها أول تجربة لرئيسة حزب منتخبة»، فيما أكدت أنها لا تفضل التعامل الإعلامى والسياسى مع هذا الحدث باعتباره ظاهرة غريبة، أو أن يكون سببا للاهتمام بالحزب، موضحة «لا أحب تصدير هذا الموضوع، لأنه قضية ثانوية، رغم أنه أمر طبيعى، ومقبول، ومن المفترض أن يكون عاديا». كما علقت على فوزها فى مواجهة قائمة منافستها، جميلة إسماعيل، قائلة، «رأيى أن الأعضاء كانوا فى احتياج شديد إلى صوت مختلف، وعدم الاكتفاء بالشعارات، فهناك ضرورة لربط الحزب بالواقع، وعدم التمسك بأهل الثقة، بالإضافة إلى الاعتماد على الكفاءات، ما كان يحتاج إلى وجود شخص يتبنى هذا الفكر، لهذا طلبوا منى الترشح». ومن جهتها، أصدرت قائمة «البقاء لمن يبنى»، التى ترأسها جميلة إسماعيل، بيانا لتهنئة شكر الله وقائمتها بالفوز، كما حثتها على «استكمال بناء الحزب ديمقراطيا، وحماية هويته، وإقرار لائحة وبرنامج سياسى واقتصادى، يعكس توجه القطاع الأعرض من أعضاء الحزب، ليظل حزب الدستور هو الحاضن لثورة 25 يناير، والمحقق لمقاصدها»، بحسب البيان. أما المتحدث الرسمى باسم الحزب، خالد داوود، فأكد أن «الأعضاء فخورون بهذا الإنجاز فى الانتخابات التنافسية التى كان فى مقدمتها سيدتان»، معتبرا أن فوز شكر الله يمثل درسا جديدا يقدمه الحزب فى تأكيد إيمانه بالمساواة الكاملة بين المصريين، كما أشار إلى أن «لائحة الحزب نظمت طريقة تصويت أعضاء الحزب البالغ عددهم 18 ألفا، من خلال اختيار 180 شخصا، يمثل كل منهم 100 عضو للتصويت نيابة عنهم فى المؤتمر العام». وأوضح أن «إجمالى عدد أعضاء المؤتمر العام، هو 200 شخص، بينهم 180 مندوبا منتخبا عن الأعضاء، و20 منهم أعضاء الهيئة العليا»، مشيرا إلى «تغيب 7 مندوبين فقط، فيما حضر أعضاء الهيئة العليا بالكامل، لتكون نسبة المشاركة فى المؤتمر العام 96.5%، واللافت خلال فعاليات المؤتمر العام، أن 70% من أعضاء الحزب تحت سن ال30». وأكد أن «المؤتمر العام سيستكمل أعماله فى 7 مارس المقبل، لمناقشة اللائحة الجديدة، والتصويت عليها، التحديات التى تواجه الحزب فى المرحلة المقبلة، ومنها توسيع عضوية الحزب، وانتشاره فى المحافظات، والاستعداد للانتخابات المحلية والبرلمانية»، على حد قوله.