أصبحت إسرائيل هي المصدر الأول لاحتياجات الهند في مجال الدفاع ، وقد تجاوزت بذلك روسيا التي احتلت تلك المكانة على مدار الأربعين عاماً الماضية بحجم تجارة بلغت قيمته حوالي 875 مليون دولار سنوياً. وذكر تقرير نشرته صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية على موقعها الإليكتروني أنه في شهر أغسطس الماضي وافقت وزارة الدفاع الهندية على اتفاقية تعاون في مجال صناعة الطائرات الحربية بلغت قيمتها 2،5 مليار دولار وتهدف في الأساس إلى إنتاج نسخة جديدة متطورة من صواريخ "سبايدر" الأرض – جو. إلى جانب ذلك ، من المقرر أن تستلم قوات الدفاع الهندية في شهر مارس المقبل ثلاثة من رادارات "فالكون" وهي نظم خاصة بالإنذار والمراقبة المحمولة جواً ، وقد قامت إسرائيل بتطوير هذا النظام خصيصاً للهند ، ويدرس كلا الجانبين إمكانية إمداد القوات الهندية بثلاثة أجهزة أخرى في المستقبل. ويقول يودي شاني رئيس وكالة التصدير والتعاون التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية "نتمتع بعلاقات ثنائية وطيدة مع الهند وخاصة في مجال الدفاع ، وأرى أنها تتقدم إلى الأمام وستشهد الفترة المقبلة تعاونا أقوى من خلال التطوير المشترك للمعدات ، ولايزال في جعبتنا الكثير من المشاريع". ويقول مسئولون في وزارة الدفاع الإسرائيلية إن بلادهم وقعت خلال العقد الماضي فقط عقوداً تخطت قيمتها 9 مليارات دولار مع العديد من الدول –لم يذكرها التقرير- وقال أحدهم "إن التعاون مع الهند سيكون بشكل قوي ، لأن الهنود يحترمون النظم الإسرائيلية ويقدرون قيمتها هذا إلى جانب تقديرهم لخبراتنا في مجال مكافحة الإرهاب". من بين الأنظمة التي حصلت عليها الهند من إسرائيل أيضا رادار "إيروستات" والذي يساعد على التصدي لهجمات كتلك التي وقعت في مومباي في شهر نوفمبر الماضي حين تسلل منفذو العملية إلى داخل المدينة عن طريق البحر. ويعمل "إيروستات" - بعد زرعه في نقاط حيوية - على تقديم إنذار مبكر للتحذير من أي هجمات صاروخية أو طائرات معادية تخترق مجالها الجوي ، وبلغت قيمة هذا النظام 600 مليون دولار. يذكر أن أيروستاتا أيضاً إسرائيلي الصنع ، وهو النسخة الأحدث من رادار "جرين باين". وقررت كل من الهند وإسرائيل العمل على برنامج مشترك بينهما لتطوير صواريخ أرض – أرض متوسطة المدى. وجاءت هذه الاتفاقية أيضاً بعد هجمات مومباي ، والهدف من ورائها تعزيز قوات الدفاع الجوي الهندي.