رحب غازى صلاح الدين مستشار الرئيس السودانى ومسئول ملف دارفور فى حواره مع «الشروق» بالجهود التى تبذلها كلا من القاهرة وطرابلس لتوحيد فصائل دارفور مشيرا إلى أن حكومته استمعت لعرض وشرح وافيين من المسئولين المصريين على أعلى المستويات وأوضح صلاح الدين أنه تلقى تأكيدات من السلطات المصرية بأن هذه الجهود ليست استباقا لأى مجهودات من أطراف أخرى وإنما لدعم حوار الدوحة. وعن العلاقات الأمريكية السودانية قال مستشار الرئيس السودانى، إن هناك إعادة ترتيب للأجندة فى العلاقات بين البلدين وهناك قضايا واضحة المعالم من الجانب الأمريكى فهم يطرحون قضية دارفور وقضية تطبيق اتفاقية السلام ومن جانبنا نطرح القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية. وأشار إلى السلوك العدائى الأمريكى تجاه السودان قائلا «إنه يتمثل فى إدارج اسم السودان ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب بالإضافة إلى معاداته فى المحافل الدولية، وفى المقابل نحن أيضا لدينا ملاحظات على الموقف الأمريكى تجاه العالمين الإسلامى والعربى وتجاه قضية فلسطين تحديدا». ورأى مستشار الرئيس السودانى أن هناك انقساما فى الإدارة الأمريكية حول السودان بين مواقف المبعوث الأمريكى للسودان سكوت جرايشن والآخرين قائلا: «إن جرايشن لم يأت إلينا ملوثا بالأفكار القديمة، ولكنه تبنى موقفا موضوعيا، مشيرا إلى أن هناك فى الإدارة الأمريكية من نسميهم الحرس القديم وهم الذين يبنون مجدهم على مواقف قديمة وعلى معلومات أثبتت الأيام أنها غير صحيحة، وأضاف أن هناك أيضا من يتاجرون بقضية السودان ويتكسبون منها فإما أنها تصنع لهم اسما أو أنها تمكنهم من استنفار قطاعات فى المجتمع الأمريكى لتحقيق لأغراضهم هم، مؤكدا أن هذه أشياء معلومة فى الساحة الأمريكية. ورأى صلاح الدين أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما كان يبدو أنه يقف موقفا إيجابيا متسقا مع خطابه الذى وجهه من القاهرة للعالم الإسلامى إلا أنه أوقع نفسه فى زلة أثناء زيارته لغانا عندما قال إن ما يحدث فى دارفور إبادة جماعية وأكد أن هذه الخطوة أعادت الطرفين إلى الوراء مضيفا أنها جعلت أوباما يبدو شبيها بسابقيه. ورأى صلاح الدين أن تطبيع العلاقات السودانية الامريكية لن يتم، إلا إذا اتخذت الولاياتالمتحدة الإجراءات الصحيحة تجاه السودان مشيرا إلى أن تطبيع العلاقات يعتمد على السلوك الأمريكى أكثر من اعتماده على السلوك السودانى وقال: «إن الأمر بيدها فنحن تعلمنا كيف نعيش دون علاقات مع الأمريكان وقد ذكرنا لهم مرارا وتكرارا أننا نتمكن من العيش دون هذه العلاقات». وأضاف نحن نفضل بما أننا ننتمى لكوكب واحد وهناك قضايا تشغلنا لذا نحن نفضل أن نتعايش سويا فى هذا الكوكب وعلى كل حال هم لديهم نظام معقد ولديهم أفكار قديمة تُسيِّرهم لابد أن يتخلصوا منها. وحول مفاوضات الدوحة التى من المفترض ان يتم استئنافها فى أغسطس المقبل قال: المبادرة قائمة وهناك الآن اتصالات مع مجموعات أخرى من حركات دارفور لكى تنضم لطاولات التفاوض وإذا رفضت حركة العدل والمساواة المشاركة ستجد نفسها معزولة فى نهاية الأمر لأن هنالك فصائل أخرى موجودة والدعوة مفتوحة للجميع والذى يتخلف عنها سيعزل نفسه». ووصف صلاح الدين الاتفاق الذى تم توقيعه مؤخرا بين حركة العدل والمساواة وحزب الأمة بأنه بلا مقومات حقيقية بسبب افتقاد الطرفين لأى شىء مشترك، وبالتالى هو مجرد علاقة عارضة لا مستقبل لها. وعن موقف الأحزاب السودانية المعارضة بعدم شرعية الحكومة قال «نحن عبرنا عن موقفنا بصورة واضحة من خلال لجنة قانونية مع الشريك الآخر متمثلا فى الحركة الشعبية لتحرير السودان ونحن على ثقة أن موقف الحكومة القانونى والدستورى سليم وإذا كان هناك طرف لديه اعتراض فليثبت صحة إدعاءاته».