بدأت أمس السبت بالقاهرة الاجتماعات التشاورية الثلاثية بين كل من مستشار الرئيس السودانى ومسئول ملف دارفور غازى صلاح الدين ومسئولين ليبيين برعاية السلطات المصرية، ومن المتوقع أن يحضر صباح اليوم المبعوث الأمريكى للسودان سكوت جرايشن ليشارك فى اجتماع رباعى بوزارة الخارجية المصرية اليوم بحضور جرايشن ومستشار الرئيس السودانى ومسئولين ليبيين فى إطار جهود مصر وليبيا وأمريكا الرامية لحل أزمة دارفور. وقالت مصادر مصرية مطلعة ل«الشروق» إن اجتماع أمس ضم كلا من مستشار الرئيس السودانى ومسئولين ليبيين لإطلاع حكومة الخرطوم على الخطوات والجهود التى وصلت إليها مصر بالتنسيق مع ليبيا حول مطالب الحركات وسبل توحيدها فى وفد تفاوضى واحد. وأوضحت المصادر التى طلبت عدم ذكر اسمها أن الاجتماعات ستتركز على أزمة دارفور، ومشكلة جنوب السودان، وتنفيذ اتفاق السلام الشامل، بالإضافة إلى ملف المحكمة الجنائية، وكذلك العقوبات المفروضة على السودان من قبل الإدارة الأمريكية. وعلمت «الشروق» أن هناك مساعى مصرية لإقناع حركة العدل والمساواة للدخول فى مفاوضات جماعية وعلى الجانب الآخر بدأت تتجه الجهود الإقليمية والدولية لاستبعاد عبدالواحد نور رئيس حركة تحرير السودان من إشراكه فى التفاوض نظرا لتعنته. من جهة أخرى قال موسى حسن الطاهر الناطق باسم حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد فى الشرق الأوسط فى تصريحات خاصة ل«الشروق» إن حركته لم ولن تشارك فى أى مفاوضات قبل أن يتم نزع سلاح الجنجويد واستتباب الأمن فى دارفور ودفع التعويضات للمتضررين من الحرب وشن طاهر هجوما عنيفا على جرايشن ووصفه بأنه أداة لحكومة الخرطوم، ونفى عزل عبدالواحد محمد نور قائلا: إن هذه حيل الحكومة السودانية فى قضية دارفور مؤكدا أن عبدالواحد لديه تأييد كبير فى دارفور ولن يجدوا له بديلا وأضاف أنه حتى الوسطاء بأنفسهم غير ملمين بما يجرى فى دارفور وغير مدركين لحجم الأزمة. من جانبه نفى السفير «إدريس سليمان» نائب رئيس البعثة الدبلوماسية لسفارة السودان بالقاهرة ما وصف به جرايشن بأنه أداة للحكومة السودانية قائلا: إن حكومة الخرطوم مرنة وتسعى جاهدة للوصول إلى حل لأزمة دارفور لذا تعاملت مع الأمريكان على الرغم من أنها لاتزال تعتبر السودان ضمن الدول الراعية لإرهاب ولاتزال تفرض عقوبات عليها. وأضاف أن جرايشن جاء إلى السودان بعقل وقلب مفتوحين وفهم ما يجرى على الأرض فى دارفور مما جعله يتعامل مع الأمر بنوع من الموضوعية.