أعلنت مايكروسوفت يوم الثلاثاء الماضى عن اسم قائدها الجديد «ساتيا ناديللا»، لتنهى فترة طويلة من الترقب حول اسم الرجل الذى توكل إليه مهمة قيادة الشركة لتبقى على مستوى المنافسة وتتكيف مع التغييرات الكبيرة التى تحدث فى عالم التكنولوجيا. اختيار «ناديللا» خلفا لستيف بالمر صاحبه أيضا الإعلان عن تنحى مؤسس الشركة بيل جيتس عن موقعه كرئيس لمجلس الإدارة وليصبح مستشارا تقنيا للسيد ناديللا، وحل محل جيتس «جون تومبسون» 64 عاما أحد أعضاء مجلس إدارة الشركة والذى ساهم فى اختيار المدير التنفيذى الجديد. بيل جيتس علق على اختيار المدير التنفيذى الجديد قائلا «خلال هذا الوقت من التحول، لا يوجد شخص أفضل لقيادة مايكروسوفت من ساتيا ناديللا، هو قائد محنك ذا مهارات هندسية فائقة، ورؤية للأعمال وقدرة على جمع الناس للعمل معا». أما ناديللا فقال عن اختياره للمنصب الجديد «إن مايكروسوفت مثال نادر للشركة التى أحدثت ثورة حقيقية فى العالم عبر التكنولوجيا، ولا يوجد شرف أكبر من اختيارى لقيادة هذه الشركة». ناديللا ولد فى مدينة حيدر أباد فى الهند ويبلغ من العمر 46 عاما، ويعمل فى مايكروسوفت منذ 22 عاما. فى عام 2013 قاد قسم الحوسبة السحابية فى الشركة، وفى 2007 شارك فى تطوير محرك البحث الخاص بالشركة «بينج» بعد فشل مايكروسوفت فى شراء ياهوو، وكذلك كان مسئولا عن الأنظمة الإعلانية للشركة وموقع إم إس إن العالمى، وهو حاصل على الماجستير فى إدارة الأعمال وعلوم الكمبيوتر. ويتمتع ناديللا بميزتين ساهمتا فى اختياره، الأولى أنه مهندس وهى ميزة افتقدها ستيف بالمر المدير التنفيذى السابق الذى تمتع بخبرة فى المبيعات، حيث كانت الشركة أكثر نجاحا تحت قيادة مهندس آخر هو بيل جيتس مؤسس الشركة، والميزة الثانية أنه من أبناء الشركة، حيث كانت المفاضلة بين اختيار مدير جديد من خارج الشركة أم من داخلها، وتم حسم الاختيار ليكون من الداخل. وتواجه مايكروسوفت منذ سنوات تحديات كبيرة فى عالم التكنولوجيا تسعى للتكيف معها، وكان أهمها بزوغ التليفونات الذكية والأجهزة اللوحية على حساب أجهزة الكمبيوتر الشخصية، وتنعقد الآمال على ناديللا للخروج بالشركة من هذا المأزق بعد أن فقدت الكثير من سطوتها بسبب هذه التغيرات فى السوق، وهو ما لم ينجح فيه سلفه بالمر، وسيحظى ناديللا فى مهمته هذه بمساعدة مباشرة من بيل جيتس كمستشار له. وكانت مايكروسوفت قد أعلنت فى أغسطس الماضى على لسان مديرها التنفيذى السابق ستيف بالمر عن نيتها اختيار مدير تنفيذى جديد للشركة لقيادتها فى فترة هامة للتحول، تسعى فيها مايكروسوفت للحفاظ على مكانتها فى عالم التكنولوجيا ومواكبة التغيرات فى أذواق واحتياجات المستخدمين.