بعد 39 سنة على تأسيسه شركة "مايكروسوفت"، تخلّى بيل جيتس عن منصبه كرئيس لمجلس إدارة الشركة ليصبح "مستشاراً تكنولوجياً" لها. وعزا جيتس، في بيان أصدرته الشركة أمس، خطوته إلى أنه "سيخصص وقتاً أكبر للشركة عن طريق مساعدة (الرئيس التنفيذي الجديد ساتيا) ناديلا في تحديد التكنولوجيات والمنتجات"، معتبراً انه "خلال هذه المرحلة الانتقالية ليس هناك أحد أفضل من ساتيا ناديلا لقيادة مايكروسوفت". وتراهن "مايكروسوفت" على مزيج من الدماء القديمة والجديدة لإنعاش شركة التكنولوجيا الرائدة، ولكن قد يجد ناديلا صعوبة في الدفع باتجاه التغيير بينما المؤسس المشارك (جيتس) والرئيس التنفيذي السابق ستيف بالمر يرقبانه عن كثب. ووصف جيتس ناديلا، نائب المدير التنفيذي السابق لمجموعة "كلاود إنتربرايز" الذي أصبح ثالث شخص يستلم المنصب بعد جيتس وستيف بالمر، بأنه "أثبت مزاياه القيادية وتمتعه بمؤهلات كبيرة في الهندسة وبرؤية للادارة والقدرة على الجمع بين الناس". وسيحمل ناديلا الهندي (46 عاماً) والرئيس السابق لأنشطة المؤسسات التجارية على عاتقه المهمة الضخمة لاستكشاف وجهات جديدة مع وجود جيتس كمستشار له، وباستراتيجية يضعها بالمر بالتنسيق مع مجلس الإدارة. وتقول مصادر إن تلك المهمة الشاقة أبعدت مرشحين آخرين للوظيفة، منهم رجل التغيير المجرّب آلان مولالي من "فورد موتور". ظل جيتس أول مدير عام للمجموعة حتى العام 2000، وحققت شركة "مايكروسوفت" في عهده نجاحات أكبر من الفترة التي شغل فيها ستيف بالمر (57 عاماً) المنصب. ولم تلق الرؤية التي وضعها بالمر في العام الماضي، تشجيعاً من المستثمرين، فهم يأملون أن تتوقف "مايكروسوفت" عن إنفاق البلايين على الأجهزة المحمولة أو أن تبتكر منتجات جديدة لمنافسة الشركتين الرائدتين في القطاع "أبل" و"غوغل". وسيخلي جيتس مقعد رئيس مجلس الإدارة لزميله داخل المجلس جون تومسون، وسيعود إلى مقر "مايكروسوفت" في ريدموند في ولاية واشنطن. وبهذا يتغير الحرس في الشركة التي تأسست قبل 39 عاماً وساهمت في ثورة الكومبيوتر الشخصي، ولكنها تعاني أزمة هوية على المدى الطويل بعدما فاتها قطار ثورة الحوسبة المحمولة. وفي أول رد فعل على هذه التغييرات الادارية، ارتفع سهم "مايكروسوفت" في بورصة نيويورك بنسبة 1,29 في المئة ليبلغ 36.95 دولاراً.