في أول خميس من كل شهر، من ثلاثينيات القرن الماضي وحتى منتصف السبعينات.. كانت شوارع القاهرة تزداد هدوء، ويعم سكونا يكاد يصل إلى حالة من الصمت التام.. إنه موعد حفل "سيدة الغناء العربي" و"كوكب الشرق" أم كلثوم، الذي استمر لأكثر من 30 عامًا طقسًا من طقوس المصريين. «الراديو الخشبي» يلتف أهل البيوت المصرية حول جهاز الراديو الخشبي، مترقبين جديد ما ستشدو به "الست" السيدة أم كلثوم، حيث جرت العادة على أن تغني أغنية جديدة في كل حفلة.. أما من كان يُحالفه الحظ ويحضر حفلها الشهري، فكان يترقب جديد أم كلثوم في غنائها وزيها أيضًا، وينتظر رؤية "فستان الست". فساتين «الست» بالألوان وقار أم كلثوم الشديد لا يتنافى مع بهجة ألوان الفساتين التي كانت ترتديها "الست".. الكثيرون من أبناء الأجيال التي لم تعاصر أم كلثوم، لم يحظوا بفرحة التعرف على فساتين أم كلثوم بألوانها.. ربما لا يتخيل بعضهم أن تكون لتلك الفساتين التي يرونها كلها باللون الرمادي، نظرا لعدم وجود تقنية الألوان الطبيعية في تسجيلات حفلاتها، أي لون. متحف أم كلثوم يحتوي متحف أم كلثوم بقصر المانستيرلي على معظم فساتينها تقريبا التي ارتدتها في حفلاتها، بالإضافة إلى الحلي الذي اعتادت استخدامه، والعديد من المقتنيات الشخصية الأخرى كنظارتها الشمية، وجواز السفر الخاص بها، وبطاقتها الشخصية. هدايا «الست» أم كلثوم.. لم تكن مُجرد مطربة متمكنة تتمع بإمكانات صوت مختلفة، بل كانت سيدة ذات شأن كبير في الوطن العربي، ويُكن لها الكثير من كبار رجال الدول احترامًا وتقديرًا ك"ملكة من ملكات العالم". تلقت أم كلثوم خلال حياتها العديد من الهدايا الثمينة من رؤساء وملوك العالم، ولعل أشهرها "البروش" أو "المشبك"، المُصمم على شكل إكليل من اللؤلؤ، لكونه يحمل قصة خاصة، فهو كان هدية من شاه إيران السابق، محمد رضا بهلوي، وأهداه إلى أم كلثوم بمناسبة زفافه إلى الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق ملك مصر السابق. كما أهداها الراحل الشيخ زايد، حاكم الإمارات العربية المتحدة، عقد من اللؤلؤ الخالص، وعرض هذا العقد للبيع في مزاد علني أقيم في دبي قبل أكثر من 6 أشهر، ويتكون العقد من عدة صفوف من اللؤلؤ ومُطعم بأحجار كريمة، وبيع العقد بمليون و385 ألف دولار، ولم يتم معرفة الشخصية التي اشترته. وأهداها ملك المغرب "البروش" الشهير على شكل هلال من الألماس. وبمناسبة الذكرى ال39 لرحيل "كوكب الشرق".. تنشر "بوابة الشروق" صورا لأشهر مقتنيات "كوكب الشرق" بالألوان.