•القابضة للكهرباء: الترشيد هو الحل الأمثل واستيراد الغاز خراب بيوت واستنزاف لموارد الدولة «الترشيد هو الحل الأول والثانى والثالث للأزمة الحالية التى تشهدها الكهرباء فى مصر» هذا ما أكد عليه محمد سليم، رئيس قطاع الأداء بالقابضة للكهرباء، فى تصريحات خاصة، ل«الشروق»، معتبرا أنه «ليس من الطبيعى أن نترك الاستهلاك المبهرج للتجمعات التجارية والاستهلاكية الجديدة، والتى تقوم بإنارة الأشجار والنخل، بينما تحصل على الكهرباء مدعومة، ثم نذهب لاستيراد الغاز بالسعر العالمى.. ليس من الطبيعى أن نترك كم الوصلات المسروقة، والأنوار المتروكة فى الشوارع والمنازل، ثم نختار الحل الذى يكلفنا ميزانية ضخمة. ويوضح سليم أن ترشيد استخدام الكهرباء سيؤدى بالضرورة إلى تقليل الوقود المستخدم، بدلا من استيراد الغاز من الخارج ب15 دولارا للمليون وحدة حرارية، والذى سيكون «خرابا للبيوت واستنزافا لموارد الدولة». وتتعرض البلاد خلال الأسابيع الماضية إلى أزمة فى الكهرباء، حيث تكرر انقطاع التيار الكهربائى، فى الغالبية العظمى من محافظات مصر، ولفترات تصل إلى ثلاث ساعات يوميا، بينما لم يقترب بعد موسم الصيف، الذى يزيد فيه الاستهلاك، مما أثار قلق المواطنين. وتأتى وجهة نظر رئيس قطاع الأداء بالقابضة للكهرباء مخالفة لما أكد عليه مسئولين فى وزارتى البترول، والكهرباء، ل«الشروق»، من ضرورة الإسراع فى استيراد الغاز، «كونه الحل الأمثل للأزمة الحالية». فمن جهة اخرى أكد مصدر مقرب من وزير الكهرباء، أن وزارتى البترول، والكهرباء، تبذلان قصارى جهدهما من أجل الانتهاء من المسوغات اللازمة لاستيراد الغاز من الخارج قبل الصيف باعتبار أن «هذا هو الحل الأنسب لتفادى أزمة حقيقية مرتقبة»، يقول المصدر، مشيرا إلى أن الحكومة كلها تتضافر من أجل توفير الاعتماد المالى اللازم لذلك. وتأتى أزمة الكهرباء الحالية على خلفية ما تواجهه وزارة البترول خلال الفترة الحالية من نقص فى إنتاج الغاز، وذلك لتأخر عمليات تنمية حقول الغاز. فمن بين حوالى 5.3 مليار قدم مكعب من الغاز يوميا، يتم استخدام نحو 400 مليون قدم مكعب يوميا داخل الحقول لتشغيل معدات الاستخراج نفسها، بالإضافة إلى تصدير الشركات الأجنبية لنحو 180 مليون قدم. ومن ثم يتبقى 4.7 مليار يتم توجيههم للسوق المحلية، تستحوذ محطات توليد الكهرباء على 70% من إجمالى كميات الغاز الموجهة إلى السوق المحلية. بينما أكد مصدر مسئول بوزارة البترول والثروة المعدنية، طلب عدم نشر اسمه، أن «الوزارة تقوم بتعويض محطات الكهرباء عن نقص الغاز، وذلك من خلال إمدادها بكميات إضافية من المازوت»، بحسب قوله، مشيرا إلى أن محطات الكهرباء لديها مخزون من المازوت «إلا أنها لا ترغب فى التوسع فى استخدامه خوفا من الإضرار بالمحطات». ويعلق سليم على ذلك بقوله «استخدام المازوت فى المحطات يقضى عليها، ويقلل من عمرها، ولذلك فهذا ليس الحل الأمثل، وإذا كان سيساعد فى حل الأزمة بصورة وقتية، إلا أنه سيتسبب فى كارثة بعد ذلك». ويبلغ إجمالى الكهرباء المتاحة للشبكة يوميا، بحسب تقرير القابضة للكهرباء أمس، 20.100 ألف ميجا وات تقريبا، بينما يبلغ الاستهلاك فى الذروة، 22.500 ألف، مما يجعل هناك عجز 2400 ميجا وات، كما يوضح سليم. ويحذر مصدر البترول، من تفاقم الأزمة فى الصيف «القابضة للغازات أعدت دراسات عن حجم استهلاك السوق المحلى تؤكد زيادة استهلاك محطات الكهرباء ابتداء من مايو القادم بما يتراوح بين 500 و750 مليون قدم مكعب إضافية من الغاز».«