وقف وفدا الحكومة والمعارضة السورية في جنيف، الخميس، دقيقة حدادًا على أرواح عشرات الآلاف الذين قُتلوا في الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات في خطوة رمزية موحدة نادرة بعد مرور أسبوع على بدء محادثات السلام التي لم تثمر عن أي تسوية حتى الآن. وشهدت أول محادثات بين حكومة الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيه حربًا كلامية منذ أن بدأت يوم الجمعة الماضي. وتقدم الجانبان خطوة أولية أمس الأربعاء بالاتفاق على استخدام إعلان جنيف لعام 2012 أساسًا للمفاوضات الرامية لإنهاء الحرب الأهلية رغم اختلافهما على كيفية إجراء المحادثات. وقال الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي يوم الأربعاء إنه لا يتوقع تحقيق أي إنجاز جوهري في الجولة الأولى من محادثات السلام السورية التي تنتهي يوم الجمعة لكنه يأمل في إحراز تقدم أكبر بالجولة الثانية المقرر أن تبدأ بعد ذلك بحوالي أسبوع. وقال مندوب المعارضة أحمد جقل إن رئيس وفده هادي البحرة اقترح الوقوف دقيقة حدادًا ووقف جميع الأطراف بمن فيهم أعضاء وفد الأسد وفريق الإبراهيمي. وأبلغ جقل رويترز "وقف الجميع حدادًا على أرواح الشهداء. كان ذلك رمزًا طيبًا." وقال دبلوماسيون إنه لم يحرز أي تقدم في القضايا الإنسانية وإن قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة مازالت تنتظر السماح لها بدخول مدينة حمص الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة والتي تقول الولاياتالمتحدة إن سكانها يتضورون جوعًا. وفي حال عدم حدوث انفراجة في قضية حمص هذا الأسبوع لن يجد وفد المعارضة -الذي يتألف في معظمه من معارضين في المنفى- ما يمكن أن يدافع به عن قرار المشاركة في المحادثات. وتعارض فصائل أخرى تتمتع بنفوذ أكبر على الأرض في سوريا هذه المحادثات. ويحدد إعلان جنيف 2012 المراحل اللازمة لإنهاء الصراع بما في ذلك وقف القتال وتوصيل المساعدات والاتفاق على تشكيل كيان حكم انتقالي يحظى بموافقة الطرفين.