سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور التوضيحية.. سيناريو اغتيال اللواء السعيد بدأ ب«مطب صناعى» وانتهى ب«طلقة واحدة» كبير الأطباء الشرعيين الأسبق: الجانى صوب على العنق مباشرة.. وتدرب على عملية مشابهة أكثر من مرة..
«قاتل محترف.. مدرب جيدا على التصويب وعمليات الاغتيال»، هى صفات قاتل اللواء محمد السعيد، مدير المكتب الفنى لوزير الداخلية، الذى اغتيل أمس الأول، برصاصة واحدة من طبنجة 9 مللى. روايات الشهود والمشاهد التى أحاطت بعملية الاغتيال تشير إلى أن منفذ العملية كان «هادئ الأعصاب»، لم يطلق سوى طلقة واحدة ليصيب الهدف. مشهد الحادث بدأ فى فى التاسعة والنصف، بعد أن خرج اللواء محمد السعيد من منزله، الذى يقع فى شارع رمزى فرج المتفرع من شارع الهرم، ثم استقل الرجل سيارته ذات الزجاج «الفاميه» وجلس على الكرسى المجاور للسائق. تحركت السيارة فى البداية ببطء بسبب ضيق الشارع، وعلى بعد نحو 40 مترا من منزل الشهيد، هدأت السيارة من سرعتها لوجود مطب صناعى أمام محطة وقود موبيل، ويبعد نحو 10 أمتار من المخرج المؤدى إلى شارع الهرم. حين هدأ السائق من سرعة السيارة لعبور المطب، كان القاتل يجلس على دراجة نارية، فى انتظار وصول اللواء السعيد، ليرتكب جريمته، الدراجة وفق الشهود لونها أحمر، ومن النوع «الصينى» الصغير الذى لا يتسع إلا لشخصين، وقفت الدراجة فى وضع الثبات، وقد ترك قائدها المحرك يعمل فى وضع الانطلاق، بينما كان القاتل يستعد لتصويب سلاحه. طلقة واحدة فقط أطلقها القاتل، من وضع الثبات، على السيارة التى كانت تتحرك ببطء فأصابت الهدف فى مقتل، عنق اللواء السعيد، بعدها انطلق قائد الدراجة، ومعه القاتل المحترف الذى قال شهود عيان إنه ضخم الجثة، ولديه خصلات شعر بنية اللون، ويرتدى جاكيت أسود. وبحسب تقرير الطب الشرعى عن سبب الوفاة فإن اللواء السعيد أصيب برصاصة واحدة من طبنجة 9 مللى، أطلقت من مسافة مترين فقط، اخترقت زجاج السيارة «الفاميه»، ودخلت من يمين العنق وأصابت فى طريقها الأوعية الدموية الرئيسية ثم خرجت من يسار العنق لتدخل ثانية فى الكتف الأيسر وتستقر به. ومن جانبه، قال الدكتور فخرى صالح، كبير الأطباء الشرعيين الأسبق، إن "تنفيذ عملية الاغتيال بهذه الدقة الشديدة تؤكد أننا أمام مواصفات «قاتل محترف»"، بحسب وصفه. وأضاف صالح في تصريحات خاصة لصحيفة «الشروق»، إن "القاتل على درجة عالية جدا من التدريب على الرماية والتصويب، ومتخصص فى تنفيذ عمليات الاغتيال عن قرب، واستخدم طبنجة 9 مللى، ومن ثم هو ليس قناصا، ومن ثم لم يلجأ إلى بنادق القنص التى يوجد بها منظار يحدد من خلالها الهدف من مسافة بعيدة". مشيرًا إلى أن "أهم صفات القاتل فى مثل هذه العمليات هى «قوة الأعصاب وثباتها، حتى لا يتردد لحظة واحدة أثناء تنفيذ العملية، فالمهمة تتوقف تماما على اللحظة التى يكون فيها القاتل هادئ الأعصاب وفى قمة تركيزه، بحيث يتخذ قراره فى الوقت المناسب والمكان المناسب، فقد اختار لحظة عبور السيارة للمطب، وأطلق رصاصة واحدة، تشير إلى أنه مدرب على التصويب، ولديه لياقة بدنية تمكنه من سرعة الحركة"، على حد قوله. وأوضح، صالح، أن "زجاج السيارة الفامية لم يشكل أى عائق للقاتل، لأنه كان يعلم جيدا مكان جلوس اللواء، ومن خلال التدريبات فإن القاتل كان يستهدف الرأس والعنق، لذا قدر ارتفاع الرأس ومكانها من دون أن يتأثر بزجاج السيارة، وصوب فوهة الطبنجة نحو الهدف تماما". وأضاف كبير الأطباء الشرعيين الأسبق، أن "القاتل المدرب جيدا لا يحتاج سوى طلقة واحدة لإتمام مهمته، وهو ما يعنى أنه سبق أن تدرب كثيرا على مثل هذه العملية بالتصويب على هدف مشابه، فى الظروف نفسها، لذا أطلق رصاصته الوحيدة ولاذ بعدها بالفرار"، موضحا أنه فى حالة إطلاق أكثر من رصاصة، فسوف تستغرق العملية وقتا أطول قد يسمح لسائق السيارة بالتوجه ناحيته وضربه بالسيارة، وبالتالى القبض عليه"، بحسب قوله.