لليوم الرابع على التوالى خيمت حالة من الخوف على كثير من قرى ومراكز محافظتى البحيرة وكفرالشيخ، بسبب تلوث مياه النيل، ما أدى إلى نفوق كميات هائلة من الأسماك، خلال اليومين الماضيين، واضطرار المواطنين لشراء المياه المعدنية بعد انقطاع المياه. وشهدت حركة الصيد بترعة المحمودية وقناطر أدفينا توقفا شبه كامل من قبل الصيادين مع انتشار الاسماك النافقة على جانبى نهر النيل، بعدما تسممت بسبب تلوث المياه حيث يحاول الصيادون إزالة الاسماك النافقة من النيل، وأصبحت المزارع السمكية مدمرة بشكل كامل حيث يقوم اصحابها بإخراج الاسماك النافقة، فى انتظار وصول المسئولين لمعرفة ما إذا كان سيتم تعويضهم أم لا، خاصة أن المئات منهم أصبحوا بلا عمل، بعد فقد مصدر رزقهم الوحيد. ورغم قيام الوحدة المحلية بترعة المحمودية بنقل كمية كبيرة من الأسماك النافقة، مساء أمس الاول، فإ كميات كبيرة من الاسماك النافقة لاتزال على حالها على جانبى النيل، ويقوم الاطفال باللعب بها، فيما تتناول منها الحيوانات البرية نظرا لخروجها وبقائها على ضفتى النهر مما يهدد بكارثة بيئة جديدة. وانخفضت أسعار الأسماك بشكل ملحوظ فى المدن حيث أحجم المواطنين عن شرائه مع تزايد الكميات المطروحة، حيث طرح بعض أصحاب المزارع كميات كبيرة كانت فى مزراعهم قبل وصول المياه المسمسة إلى مزارعهم لكن خوف المستهلكين من تناول الاسماك وزيادة المعروض ادى لانخفاض سعرها لأكثر من النصف. ولجأت العشرات من السيدات إلى مياه النيل الملوثة لغسل الاوانى الخاصة بهم لعدم قدرتهم على شراء المياه المعدنية واستمرار قطع المياه لليوم الرابع على التوالى، فيما ارتفعت اسعار زجاجات المياه المعدنية فى المدينتين وشهدت رواجا كبيرا بين التجار والسماسرة الذين افترشوا الطرقات بها واصبحوا يقومون بزيادة قيمة الزجاجة ما بين جنيه ونصف جنيه مع زيادة الاقبال من الأهالى. فى السياق ذاته، أكد محمد أسماعيل رئيس مدينة المحمودية، ان الوضع استقر بمدينة المحمودية والقرى المجاورة لها وذلك بعد تشغيل محطات المياه بكامل طاقتها، وذلك بعد أن تم غلق مأخذ محطات المياه حفاظا على أرواح المواطنين، وضخ مياه جديدة من قناطر أدفينا بفرع رشيد مما ساعد على أنهاء المشكلة بالمدينة. ويطالب حزب الدستور بالبحيرة بإقالة الحكومة ومحاسبة أى مسئول مهما كان منصبه ساهم فى تفاقم هذه الأزمة بتقصيره أو بتجاهله أو بإنكاره وعلى رأسهم محافظ البحيرة كما يطالب أيضا بتشكيل لجنة محايدة على مستوى عال وتوفير كافة الإمكانات لها لدراسة أسباب تلوث مياه الشرب وتلوث مجرى النيل بفرع رشيد، والعمل على حل المشكلة فورا مع ضمان عدم تكرارها مستقبلا. من جهته قال نبيل مطاوع عضو مجلس الشعب السابق، عن حزب الوفد إن التقارير تؤكد أن محطات المعالجة بمحافظة الغربية لا تعمل بكامل كفاءتها رغم إنفاق الملايين عليها، مطالبا بإجراء تحقيق فى إهدار المال العام فى أعمال الصيانة الوهمية لهذه المحطات. وأضاف مطاوع: تم أخذ عينات من مصارف زفتى أسفل تيار محطة صرف صحى الدواخلية، ونمرة 5 أسفل تيار محطة صرف صحى محلة زياد ومحلة مرحوم، أسفل تيار محطة صرف صحى محلة مرحوم، وسنبا، أسفل تيار محطة صرف صحى الجعفرى، وبركة السبع، أسفل تيار محطة صرف صحى الجعفرية، وجاءت جميع العينات غير مطابقة للمواصفات لزيادة المواد الصلبة، والأكسجين الحيوى الممتص، والأكسجين المستهلك كيماويا، والنشادر، وانخفاض نسبة الأكسجين الذائب.