كشف تقرير "الأفاق الاقتصادية" الصادر عن البنك الدولي، عن أن اقتصاد بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مازال يعاني من الركود، على الرغم من مرور ثلاث سنوات على أحداث "الربيع العربي"، حيث أدت الاضطرابات السياسية في مصر، والجمود في تونس، وتصاعد الحرب الأهلية في سوريا مع انتشار آثارها إلى البلدين المجاورين لبنان والأردن، إلى ضعف النشاط الاقتصادي في البلدان النامية المستوردة للنفط. واستعرض التقرير تراجع الناتج المحلي الإجمالي في مصر بنسبة 3.2% خلال الربع الثاني من عام 2013، وهبوط النمو في السنة المالية ذاتها، والتى تنتهي في الربع نفسه، إلى 2% سجلة انخفاضًا متواضعًا بلغ 2.3% مقارنة بنفس التوقيت من عام 2012. وأوضح انكماش الإنتاج الصناعي في البلدان المستوردة للنفط بنسبة 36% خلال الفترة من أغسطس حتى أكتوبر الماضين، مما أثر بالسلب على الإنتاج الصناعي في مصر، لافتًا إلى أن غياب الرؤية الأمنية في أعقاب تغيير نظام "الإخوان" بمصر، واستمرار الحرب الأهلية السورية التي طالت لبنان والأردن أثر بالسلب على أعد اد السياح القادمين إلى البلدان المستوردة للنفط بشكل كبير، حيث هبط عدد السياح بنسبة 57% فى الفترة من يوليو حتى سبتمبر 2013. ومن ناحية أخرى، استعرض التقرير مشكلة تفاقم الاختلالات في حساب المعاملات الخارجية في البلدان النامية بالمنطقة، واتساع العجز في الحساب الجاري في البلدان المستوردة للنفط، فيما تقلصت فوائض الحساب الجاري للبلدان المصدرة للنفط مع تراجع صادرات النفط. وقال التقرير "إن هذا التدهور يعكس ضعف الإيرادات بسبب بطء النمو، وارتفاع إنفاق القطاع العام على الأجور، ودعم الغذاء والوقود في أعقاب أحداث "الربيع العربي"، وفي بعض الحالات، زيادة رسوم خدمة الدين"، متوقعًا أن يظل النمو في البلدان النامية في المنطقة ضعيفًا خلال فترة التوقعات.